صلافة العدوان .. وصمود الشعب ..
أحمد يحيى الديلمي
رغم أن جراح الشعب اليمني تنزف والدماء تسيل والعدوان الهمجي السافر يتعاظم من يوم إلى آخر، إلا أن الأشقاء العرب لا يزالون سادرين في الغي لم نجد من أحدهم حتى كلمة تعاطف أو رحمة أو شفقة ، الكل يعتقد أن ما يجري في اليمن أمر طبيعي بين فرقاء يمنيين، ولم ترتقي ذهنيات هؤلاء إلى معرفة أن الوطن اليمني يواجه عدوا صلفا وجد الفرصة المناسبة للانتقام واستهداف كل شيء في اليمن بدعاوى كاذبة ، أبرزها شرعية الفار هادي، وهنا تكمن المشكلة لأن الأمم المتحدة سوغت هذه الشرعية خلافاً لما كانت قد أعلنته في السنة الأولى لما سمي بالمبادرة الخليجية ، حيث رفضت أي انحراف بأزمنة المبادرة ، بما في ذلك التمديد لهادي، ولا أدري كيف تحول الفعل إلى عمل محمود حينما أصبحت السعودية طرفاً في القضية، رغم أن الجميع يعرف أن هذه الشرعية مزعومة، ولا وجود لها أبداً، بل أنها من الأساس زائفة ، لأنها قامت على مسرحية هزلية ، سُميت بانتخابات لمرشح واحد . انقاد اليمنيين لهذه الفكرة لأنهم كانوا على شفا حفرة من الانهيار، فأرادوا الخروج من الضائقة والمأزق الحرج، ولو على حساب الكرامة، هذا هو سبب التدافع إلى صناديق الانتخابات لتثبيت المدعو هادي، ومع أن الأمم المتحدة والدول الراعية الثمانية عشرة كثيراً ما أكدت على مبدأ تزمين المبادرة ، إلا أن السعودية استطاعت اختراق هذه الثابتة، ووضعت معايير أخرى تخدم اتجاهاتها القذرة ، الهادفة إلى تدمير كل شيء في اليمن، برغبة عودة هذا البلد الحضاري إلى بيت الطاعة والتبعية المطلقة لنظام آل سعود المتخلف، لذلك لا نستغرب أن تحاول السعودية بدعم أمريكي مباشر وغير مباشر أن تحرف بوصلة الأحداث لما يخدم مخططاتها الدنيئة الهادفة إلى تمزيق المنطقة والإمعان في تثبيت دعائم الوجود الصهيوني النظام الربيب لهذه الدولة .
الإشكالية الأكبر ترتبط بالفكر الوهابي ومفرداته الانتقامية ، التي ترى في المسلم الآخر المخالف كافرا مباح الدم والعرض ، وهو ما يجعل أتباع هذه الحركة يعتبرون أنفسهم في جهاد مقدس ضد إخوانهم في اليمن المسلمين ، بل من علموهم مفردات الإسلام ، وظلوا يمدونهم بالأفكار الشارحة لأحكام الدين الصحيحة كما ثبتت عن سيد البشر عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
من يتابع اليوم ممارسات قوى الإجرام العدوانية في المناطق التي تسيطر عليها تتضح أمامه الصورة أكثر عن دوافع العدوان الحقيقية ، وأهمها رغبة السيطرة على هذا الشعب والتحكم في مسارات حياة أبنائه ، لكن هيهات أن يصلوا إلى مثل هذه الغايات طالما وجد رجال الرجال من يسطرون أعظم الملاحم في جبهات القتال ، ويلقنون الأعداء دروساً قاسية ، فهم من سيحبط كل هذه المؤامرات ويسقطون هيلمان هذا النظام المغرق في الجهل والتخلف والغطرسة ، إذ نجد أن الشعب كل الشعب يقف صفا واحدا ، ويسطر ملاحم أسطورية في جبهات القتال أذهلت العالم ، وهي وحدها الكفيلة بسحق غطرسة هذا النظام الصلف وإعادته إلى جادة الصواب ، وكل ما نأمله أن الأشقاء قبل الأصدقاء يستوعبون الدوافع الحقيقية لهذا العدوان ، ويدركون أن الخطر الذي يحيق باليمن اليوم لن يستثني أحداً منهم ، و هذا مجرد تنبيه ، أرجو أن يأخذه الجميع على محمل الجد ، كون المخطط قذرا ومن وضعه يحاول خلط الأوراق عما يسمى بالإرهاب وتوصيفه والتعريف بمن هو الإرهابي، لكي يتسنى له الاستمرار في غيه ، وتفتيت المنطقة كما يحلو له ، فهل يعي العرب والمسلمون هذه الحقيقة ؟!! نأمل ذلك .. والله من وراء القصد ..