القيادة مواقف
عبدالفتاح علي البنوس
القيادة كالرجولة مواقف ، وليست ضربا من ضروب العبط والإنفعال والعواطف المتصنعة والمتكلفة ، وإنما هي حكمة وحنكة وفراسة وقدرة واقتدار على القيادة الناجحة التي تجسدها المواقف والممارسات والقرارات التي تصدر عنها ، ومما لاشك فيه أن تحلي القائد بالشجاعة والإقدام في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد، يخلق لدى الأفراد حالة من الإنتشاء ويمنحهم دفعات معنوية عالية ويخلق لديهم حالة من الإرتياح النفسي وخصوصا من يرابطون في جبهات العزة والكرامة يذودون عن الحمى ، ويواجهون فلول الغزاة والمرتزقة ، وهذا ما لمسناه خلال العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا، حيث شاهدنا الأستاذ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا متنقلا بين الجبهات والمحافظات متلمسا أحوال وأوضاع المقاتلين المرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية ومتفقدا لأوضاع المواطنين غير آبه بإحداثيات الخونة والعملاء فكان لزياراته أثرها وانعكاساتها الإيجابية لدى الناس الذين شعروا بقرب القيادة منهم ومشاركتها لهم في المعترك، وحرصها على رفع روحهم المعنوية في مواجهة أشقياء هذا العصر من آل سعود ومن تحالف معهم من بعران المنطقة ومرتزقة العالم ، وحتى عقب تشكيل المجلس السياسي ظل وما يزال حاضرا للكثير من الوقفات الاحتجاجية في أكثر من محافظة ، ومتنقلا بين الجبهات لرفع معنويات الأبطال ولشد أزرهم .
وعقب تشكيل المجلس السياسي كترجمة للإتفاق الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله والقوى المناهضة للعدوان المتحالفة معهما ، وتولي الرئيس صالح الصماد مهام رئاسة الدولة شاهدناه يسير على نفس الوتيرة متحديا طائرات الاستطلاع والتجسس وعملاء وخونة الداخل وبلاغاتهم الإستخباراتية ، وغير مكترث بتحليق وقصف طائرات الإجرام والإرهاب السعودية ، وهو ما يعكس حكمته وحنكته ، حيث زار الكثير من المحافظات ، وتفقد أوضاع المقاتلين في الجبهات ، وزار العديد من المواقع والأحياء والمناطق التي تعرضت للقصف الهمجي السعودي من قبل طائرات الحقد والإجرام السلولي ، وحضر العديد من الوقفات والمهرجانات والمسيرات الجماهيرية والاحتفالات الوطنية ، كل ذلك وهو يدرك أنه قيد الرصد والتعقب ولكن إيمانه المطلق بالله وثقته فيه ، ووطنيته الحقة ، ومسؤوليته الوطنية تفرض عليه القيام بذلك باعتبارها من متطلبات ومهام القيادة .
حتى في إجازة العيد يأبى الرئيس الصماد إلا أن يشارك رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان فرحة العيد ويتبادل معهم التهاني في الميدان ، من باب مبادلة الوفاء بالوفاء ، وهو تقدير وتكريم مستحق لمن آثروا على أنفسهم وأسرهم وفضلوا المرابطة في الجبهات وقضاء إجازة العيد في مواقع الشرف والبطولة لمواجهة الأعداء وإحباط كافة مؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية ، حيث مثلت زيارة الرئيس الصماد يوم أمس الأول لجبهات الحدود مع جارة السوء السعودية ضربة موجعة لقوى العدوان ومرتزقتهم ولقدراتهم التجسسية ، ففي ظل تنامي القصف والعربدة السعودية على العديد من المحافظات اليمنية خلال إجازة العيد وفي ظل التحليق الهستيري المكثف للطيران الحربي والإستطلاعي التجسسي على مختلف المناطق اليمنية وبالتحديد المناطق الحدودية يقوم الرئيس اليمني الشرعي المجسد للإرادة الشعبية بزيارة للجبهات الحدودية في رسالة تحد قوية ، كشفت عن عظمة المواطن اليمني وشجاعته وإقدامه حتى وهو يتربع على هرم أعلى سلطة في البلاد ، كما كشف عن هشاشة وسرابية تكنولوجيا قوى العدوان ذات الصلة بالرصد والتعقب والتجسس ، ومنحت الأبطال حالة من الحماس والشجاعة والروح المعنوية وهم يشاهدون تلاحم القيادة السياسية معهم وقربها منهم حتى في ظل الظروف الحالية بكل تعقيداتها ومخاطرها .
زيارات الرئيس الصماد وبقية قيادات الدولة والقوى الوطنية المناهضة للعدوان ومواقفهم البطولية التي تشرئب لها الأعناق هي مدعاة للفخر والإعتزاز والثناء والتقدير لدى كافة أبناء الشعب اليمني ، فلو لم يكف هؤلاء من مواقف غير الوقوف ضد العدوان ورفض كافة الإغراءات التي قدمت لهم لكانت كافية لشكرهم وتقديرهم فكيف بهم وهم يخاطرون بحياتهم ، وتتعرض منازلهم وأسرهم للقصف والقتل والإعتقال وتتعرض ممتلكاتهم للمصادرة ويتعرضون للمضايقات الدولية والأممية ورغم ذلك لا يزال الصمود والثبات موقفهم ولاتزال المواجهة للعدوان ومرتزقته خيارهم .