
استطلاع / محمد راجح –
قدم مجموعة من الشباب في قسم إدارة الأعمال بجامعة صنعاء نموذجاٍ فريداٍ في الاستفادة من مشروع تخرجهم وتحويله إلى مشروع صغير … استغلوا موضوع الورق تواصلوا مع بعض الجهات لتوفيرها لهم وتفاوضوا معهم على الحجم الكبير وصل الأمر إلى تعاقدهم مع بعض الجهات لتزويدهم بهذا المنتج الهام بجهد متميز وتكلفة مناسبة .
هذه العملية متعددة المراحل لكنها باختصار جهد رائع في تحويل فكرة إلى مشروع صغير ناجح هذا الأمر ليس رأس مال هذه عبارة عن فكره .
زيارة بسيطة لأقرب سوبر ماركت وستجد العشرات من المواد والسلع المكدسة فيها بسيطة وسهلة يمكن إنتاجها وصناعتها هنا بالمقابل أعداد غفيرة من الشباب والخريجين ينتقلون من الجامعة ويتكدسون في عالم البطالة التي تعتبر اكبر مشاكل اليمن وأكثرها تأثيراٍ على مختلف مناحي الحياة.
ويقترح خبراء مشروع هام وفاعل يتمثل في إقامة مراكز ومؤسسات متخصصة في تشجيع الشباب والخريجين ومختلف شرائح المجتمع على إنتاج وتبادل الأفكار .
ويقول منذر الهاملي مدير مركز “الأفاق” للتدريب إن هذا المقترح مشروع نوعي قابل للتنفيذ .
ويشير إلى أن الشباب في بلادنا بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويوجههم إلى الطريق المناسب لاستغلال طاقاتهم الفكرية والإبداعية وتحويلها إلى مشاريع واقعية نحل بها العديد من مشاكلنا التي استعصت عن الحل وتحولت إلى معضلة .
ويضيف : كل المشاريع مصدرها الرئيسي “فكره” ومن ثم قيمه مضافة وإرادة وإصرار ودعم بسيط من جهات تمويلية يتحول الحلم والفكرة الى حقيقة ومشروع ولهذا فأن مشروع إنتاج وتبادل الأفكار قابل للتنفيذ بشكل كبير.
ويؤكد أن هناك تواصل من قبل العديد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية ورجال الأعمال ومؤسسات ومراكز متخصصة في الإعمال والتدريب والتنمية البشرية والمجتمعية لبلورة رؤية محددة لتكوين وإطلاق مثل هذا المشروع .
التفكير المؤسسي
مشكلة بلادنا في كل المشروعات تتمثل في طريقة التفكير والتعامل حيث يغلب علية التفكير الأحادي وهناك إهمال للتفكير الاستراتيجي المؤسسي .
وطبقاٍ لأستاذ إدارة الأعمال والمستشار الإداري في منظمة الأعمال الدكتور عبدالله النقيب فإن لدى الخريجين والشباب مخزون هائل من الأفكار والمعارف والدوافع لكنها تنتج أو تفرخ بطريقة سلبية نظراٍ للعديد من العوامل الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية التي كونت طبقة هائلة من التشاؤم والإحباط .
ويقول الشباب هم القوة الدافعة الكبرى للبلد والمحرك الأساسي لأي مشروع تنموي وفي نفس الوقت هم مشكلة أيضا أن لم يتم استغلالهم الاستغلال الأمثل .
ويتطرق إلى موضوع المقترح الهادف لتنمية التفكير الإبداعي وإنتاج وتبادل الأفكار بين العاملين والخريجين والذي يمكن من خلاله استغلال الشباب اليمني سواء العاملين منهم أو العاطل عن العمل للدفع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد
ويوضح أن مشكلة الأجهزة الإدارية العامة والخاصة لدينا في الأداء التمويلي والمالي كل التفكير في هذا الجانب ينصب بكيفية استخدامها لكن النتائج التي يمكن أن نجنيها ونحصل عليها بعد الاستخدام غائب تماما ولا احد يفكر في ذلك حيث لا يوجد تقييم للاحتياجات وكذا عدم تحديد الفئات المستهدفة ومنها الشباب .
وبخصوص التدريب والتأهيل الخاص بتنمية المشروعات الصغيرة يرى النقيب أن هناك إنفاق كبير سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص لكن السؤال الأهم ماذا بعد التدريب هل هناك قياس للأثر الذي يحدثه التدريب .
ويقول : نجد إنفاق ضخم للتدريب لكن السؤال الأهم هل الناس الذين حضروا وشاركوا في هذه البرامج التدريبية استفادوا منها وأصبحوا أصحاب مشاريع صغيرة ناجحة أو الأهم هل لديهم أفكار لعمل مشروعات صغيرة ومتوسطة.
نفتقد أيضا للتدريب الفني
ويضيف : هنا يأتي دور التدريب والتأهيل في إيجاد القيمة المضافة وإحداث الأثر في استغلال إمكانيات الشباب وتنمية المشروعات مع الأسف كما قلت تفكيرنا تفكير سلبي ونفتقد بشكل كبير للتفكير الإبداعي.
ويؤكد على أهمية إيجاد مشروع لإنتاج وتبادل الأفكار والعمل عليها بشكل جماعي وارتباط ذلك في جدوى التأهيل والتدريب وإكساب الخريجين والشباب مهارات الدخول لسوق العمل وإيجاد فرصة سانحة للعمل أو تكوين مشروع تتوفر فيه مقومات النجاح الإدارية والتشغيلية والتسويقية.
أفكار إدارية
يرى خبراء أن الحاجة لإنتاج وتشجيع عملية تبادل الأفكار تشمل بشكل أساسي أيضا قطاع الأعمال والمؤسسات والأجهزة الإدارية العاملة المختلفة حيث يحتاجون لأفكار الموظفين وأدائهم طوال الوقت.
وحتى تكون هذه الأفكار والآراء مفيدة يجب التركيز بحسب آراء كثير من المتخصصين في الإدارة والتنمية البشرية” على أمور محددة فطرح سؤال عام مثل: كيف يمكننا عمل الأشياء بشكل أفضل لن يؤدي إلى توليد أفكار عملية فلابد من توجيه النقاش نحو مجال محدد لتحسينه وطلب الرأي من الموظفين بشأن هذا المجال المحدود فالأشخاص المعنيون بذلك المجال سيقدمون على الأرجح أفضل الإجابات.
وفي حال وجود انتقاد للداء المؤسسي أو لأسلوب الإدارة لا يجب أن يتم القفز إلى النتائج بل الاستماع لأفكار العاملين مع أخذ مصلحة منشأة العمل في الاعتبار
وعلى الرغم من أهمية التدفق الحر للأفكار فإن على القيادات الإدارية أن تتأكد من أن موظفيها قادرون على التحدث معه بشكل خاص إذا استدعى الأمر وعليه ينبغي احترام هذه الخصوصية بالتوازي مع برنامج تحفيزي يشجع على إنتاج الأفكار وتبادلها وتنميتها لتطوير الأداء وزيادة الإنتاجية.