سعاد تعلمت كيف توصøل المنتجات اليمنية إلى أسواق باريس


استطلاع / صقر الصنيدي –
فيليبا ثورن :على اليمنيين أن يعرفوا فن الترويج لأنفسهم
وسام قائد :نساعدهن على البيع في الدنمرك وألمانيا وفرنسا
السليماني :أصبحن جاهزات لنقل تجربتهن إلى المئات من النساء

تضطر سعاد درويش إلى الاستعانة بالمترجمة لفهم ما تقوله المرأة القادمة من أفريقيا وهي تشرح كيف يمكن لها أن تجعل حلمها حقيقة ” أن تشتري امرأة في برلين أو في باريس الحقيبة التي اصنعها ” تقول سعاد التي بدأت تغير اتجاه هدفها بعد ان استوعبت الأمور الأساسية التي تمكنها من صناعة سلع يدوية تصل إلى أوروبا وتجد من يشتريها ويسأل عن مصدرها ليكرر ما قام به وينصح بها غيره .

تقول القادمة من تهامة ” إننا نتعلم كيف نلبي طلب أسواق بعيدة وكيف ننسق شكل الصناعة اليدوية ” السبت الماضي وصلت امرأتان احدهن من أفريقيا والأخرى من بريطانيا إلى صنعاء لتدريب 30 يمنية بينهن سعاد على جعل المشغولات الحرفية مقبولة عالميا وأن لا يصنعن سلعة إلا واحدا ما ينتظرها في الضفة الأخرى من الكرة الأرضية , الحرفيات القادمات من مختلف مناطق تهامة يعملن منذ سنوات في صناعة المشغولات اليدوية ” سلات وحقائب وأطباق مصنوعة من سعف النخيل” إلا أن أخطاء بسيطة تجعل هذه السلع بالكاد تباع في أسواق اليمن وبالكاد يخرج الزبون القليل من المال لشرائها ” نصنع بعض السلال وسفر الطعام من النخل وحتى القبعات لكن نبيع منها القليل ” تقول إحدى المتدربات بينما تراقب عيناها ما تقوم به المدربة الإفريقية المحاطة بالراغبات في التعلم وتنمية مداركهن .
لقد اكتشفت سعاد أنها كانت تخطئ في استخدام الألوان ولا تجيد تنسيقها ولم تكن تعلم أن لهذا دور في بقاء المنتج على الرف لمدة طويلة كما عرفت أن تنسيق الشكل وجعله أنيقا يزيد من فرص بيعه أينما كان سواء في أسواق الحديدة أو أسواق فرنسا وهو ذات الشيء الذي أدركته البريطانية فيليبا ثورن التي تعمل في تصميم وتطوير السلات وتمتلك مركزا لتسويقها في أنحاء العالم حين كانت في زيارة لمعرض دولي ورأت منتجات يمنية يمكن تسويقها عالميا لو تم تدريب من يقمن بصناعتها وقد جاءت ثورن مع الأفريقية لانجاز هذه المهمة بعد أن دعتها وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر لتلعب دور التأهيل للمنتجات والترويج لما يتم صناعته .
قالت فيليبا ثورن إنها أعجبت بالحرص الذي تمتلكه اليمنيات لأجل التعلم كم أعجبت بالمواد الخام الذي يميز اليمن ويجعلها بلداٍ قابلاٍ لأن يصبح مصدراٍ للمشغولات اليدوية إلى أنحاء مختلفة من العالم وتضيف : نعلمهن على جعل منتجاتهن عالمية وليست محلية والمتدربات سيتلقين طلبات لصناعة الكثير من المنتجات التي تحمل نقوشاٍ وميزات يمنية هناك الكثير ممن يريدون الحصول على منتجات قادمة من هنا .

دراسة القيم
يقول وسام قائد المدير التنفيذي لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر وهي الجهة الحكومية التابعة للصندوق الاجتماعي الداعمة لجعل المشغولات اليمنية جاهزة للخروج الى دول العالم إن المشروع جاء بناء على دراسة سلسلة القيم في معظم المناطق التي يتم فيها عملية إنتاج السلات وجميع المنتجات المصنوعة يدويا من سعف النخيل وأيضا نقاط بيع هذه المنتجات, وهذه المناطق هي ( الحديدة: زبيد , التحيتا, بيت الفقيه, المراوعة, الضحي – حضرموت: المكلا , سيئون, مدودة, تريم – عدن, أبين, عمران, صعدة, صنعاء).
و تم معرفة نقاط القوى والضعف لهذه المنتجات وتم شراء أكثر من 70 منتجاٍ مصنوعاٍ من سعف النخيل بمختلف أشكاله من أجل ترويجه في الأسواق الخارجية في مرحلة سابقة وقمنا بالمشاركة في ( تندنس ميسا TendenceMesse ) احد اكبر المعارض الدولية في ألمانيا في مدينة فرانكفورت في شهر أغسطس 2012م حيث يتم فيه التعاقد بشراء طلبيات مع تجار الجملة من مختلف أنحاء العالم, وتم التعاقد مع استشاري ألماني يواخم سيجل في عملية التسويق ويعتبر أيضا احد المستوردين للحرف اليمنية سابقاٍ تم عرض المنتجات في المعرض وتلقينا الطلبات ويتم ألان تجهيز أربعه طلبيات إلى ألمانيا و فرنسا والدنمارك بما يقارب ثلاث حاويات.

فائدة التأهيل
وحتى يصبح العاملون في هذه المنتجات مؤهلين قمن بالتركيز على التدريب وإعداد مشاريع تستهدف كل من يعمل فيها ليصبح أداؤه أفضل والسلع التي تنتج أجود ويعرف من يقتنيها أن يداٍ ماهرة صنعتها كما تقول فائزة السليماني ضابطة الاتصال والتواصل في الوكالة وتضيف انه يجري التركيز على جعل هؤلاء المتعلمات مدربات معتمدات لغيرهن من النساء كل في منطقتها حتى تعم الفائدة اكبر قدر من الحرفيات حيث تصل نسبة الحرفيات إلى 80% موزعات على مختلف المناطق المتوفر فيها المواد الخام .
وعن مقدار الفائدة للمنتجات تقول السليماني إن السلعة التي تباع محليا بثلاثمائة ريال يمكن بيعها في الخارج بما يزيد عن ألف وخمس مائة وتدر العملية عملة صعبة للبلاد وتشغل الأعداد الكبيرة من البطالة بين الذكور والإناث .
وهو ما ذهب إليه رئيس الوكالة إننا نريد ان نوجه القطاعات الإنتاجية الصغيرة إلى الإبداع وعدم إتباع ما هو مألوف نريدهم أن يصلوا بمنتجاتهم إلى كل مكان في عالم مفتوح لكل ما هو جيد ومتقن وأصيل إنها إحدى خطواتنا لتغيير وجه الصناعات الصغيرة .
تقول أمة الباري العاضي المنسقة للمشروع إنه تم اختيار المتدربات من مناطق مختلفة وممن لديهن القدرة على التعلم والاستفادة وتطوير مداركهن لأنها ستصبح منتجة لسلع تتجاوز الحدود وأي خلل في التصنيع قد يسيء إلى صناعة صاعدة كما أن دورهن سيكون محوريا في تأهيل كثير من النساء الراغبات في الدخول إلى هذه الصناعة التي ستشهد ازدهارا واسعا بتوفير أسواق مستوردة .
وهو الأمر الذي تذهب إليه سعاد ” ما تعلمته لن اجعله حكرا على نفسي سأعلم كل من ترغب في ذلك لتوفير سلع أكثر ” كما أن أكثر ما يجعلها متحمسة هو انها لن تضطر لصناعة سلع لا تعرف هل ستبتاع أم لا ” جميل أن نصنع حسب الطلب وكما يريد المشتري فقد تعلمنا ما هو اللون والشكل الذي تريده امرأة في أوروبا ” .

قد يعجبك ايضا