بالمختصر المفيد.. ميدي محرقة الغزاة والمرتزقة
عبدالفتاح البنوس
(العصوان) وعقوق الوالدين وقلة الدين وانعدام الضمير والبعد عن الله هي أسباب رئيسية لتورط السودان في العدوان على بلادنا والزج بآلاف الجنود والبشمرقة من الجنجويد للقتال نيابة عن آل سعود في ميدي والمخا رغم أن كل من يصل إلى ميدي لا خيار أمامه غير الموت كالنعاج في الصحراء على وقع ضربات أبطال الجيش واللجان الشعبية أو الهروب والفرار والنفاذ بأنفسهم يجرون خلفهم أذيال الخيبة والهزيمة .
محارق متكررة لمرتزقة البشير شهدتها صحراء ميدي كانت كفيلة بأن يرعوي هذا السفاح ويعود إلى رشده ويحول دون تكرارها بإيقاف صفقات تأجير أفراد جيشه ومليشياته الإجرامية ، ولكن الطمع والجشع وحب السلطة أعمى بصره وبصيرته ، غير آبه بأوجاع وأحزان من يتاجر بأرواحهم من أفراد الجيش السوداني الذين يسقطون صرعى في محاولات الزحف والتقدم بإتجاه صحراء ميدي ، قبل أيام شهدت صحراء ميدي محرقة تليق بمقام (قطيع الزول السوداني) وعلى إثرها فر من تبقى منهم على قيد الحياة ورفضوا العودة للقتال ، فقام السفاح البشير بإرسال دفعة جديدة من الجنود ظنا منه بأنهم فرسان الوغى وأبطال الحسم وتحت غطاء جوي حربي واستطلاعي وبعد أكثر من أربعين غارة جوية والقصف المدفعي والصاروخي المكثف شن هؤلاء الأوغاد زحفا كبيرا باتجاه صحراء ميدي لاحتلالها وإحكام السيطرة على مديرتي ميدي وحرض بمحافظة حجة الحدودية مع الكيان السعودي ، الزحف الذي بدأ فجر السبت وحتى بعد العصر ، انتهى بالفشل والخسارة كالعادة .
حيث تفاجأوا برجال الرجال وهم ينبعثون لهم كالأسود الضارية من وسط رمال صحراء ميدي يصطادونهم كالجرذان ويحولون صحراء ميدي إلى مقبرة مفتوحة للغزاة السودانيين والمرتزقة اليمنيين الذين يقاتلون إلى صفهم ، ضربات حيدرية يمانية مسددة ، ومواقف بطولية خارقة للعادة ، وصمود وبسالة وثبات منقطع النظير ، أرهب مرتزقة الزول ومن معهم وأصابهم بالذهول ، فحاولوا الهروب ولكن طيران العدوان قام بقصفهم بثلاث غارات حصدت أرواح الكثير منهم ، لأنه محرم عليهم الهروب في قانون آل سعود، فهم يدفعون لهم الأموال للقتال لا للهروب لذا من الطبيعي أن تكون هذه نهايتهم وأن يمنحوا هذا التكريم السعودي المستحق لهم ولأمثالهم من الأجراء والمرتزقة .
ورغم محاولات طائرات العدوان التغطية لسحب جثث المرتزقة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بفضل الله ويقظة وبطولة أبطالنا المغاوير الذين أذاقوا الأعداء بأسهم الشديد ، حتى غدت صحراء ميدي أشبه بطبق (بنت الصحن) وتحولت جثث مرتزقة السودان إلى ما يشبه الحبة السوداء (القحطة) وهو المشهد الذي يمثل حالة إغراء لأبطالنا من جيشنا ولجاننا وفتح شهيتهم للإفطار على المزيد منه في هذه الخواتيم الرمضانية المباركة ، فصاروا يعشقون (بنت الصحن) المشبعة بالحبة السوداء ويرون فيها الوجبة الدسمة التي تشبع جوعهم وتروي ظمأهم وتريح أنفسهم وتطمئن قلوبهم .
بالمختصر المفيد في ميدي الهواء والماء والرمال والأشجار والأحجار تقاتل وتستبسل في القتال جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش واللجان الشعبية ، الكل يشكلون لوحة الصمود والثبات والمواجهة والتحدي ويرسمون لوحات الانتصارات الأسطورية التي يحاول آل سعود النيل منها ووضع نهاية لها عبر إستئجار قطيع المرتزقة السودانيين بعد أن فشل قطيع المرتزقة اليمنيين ،وينسى أحفاد مردخاي بأن الله هو الغالب على أمره وأنه القوي الجبار المنتقم وأن الإرادة الغالبة هي إرادته والمشيئة الماضية على الكون بأسره هي مشيئته ، وبأن الله حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده ووعد بالانتقام للمظلومين من الظالمين ، ولعمري إن مظلوميتنا كيمنيين لهي مظلومية العصر الأولى وما يحصل في ميدي قطرة من مطرة من الألطاف والتأييد والعناية الإلهية والانتصار والإنصاف الرباني لمظلوميتنا وعدالة قضيتنا التي تاجر بها العالم بكل هيئاته ومكوناته وأنظمته ، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .