التنقيبات الأثرية بأروقة الجامع الكبير بصنعاء مهمة لاستقراء مراحله التاريخية


تحقيق/ صادق هزبر –

تعد أعمال التنقيبات الأثرية في اروقة الجامع الكبير بصنعاء والتي بدأت في النصف الأول من العام 2006م بفريق أثري متكامل من اليمنيين يرأسهم الخبير الأمريكي البرفيسور كريستوفر ايدنز ونائبته الدكتورة باكيان يوكمان تعد هذه الأعمال الأثرية العلمية في أروقة الجامع الكبير بصنعاء من أهم المعالم الإسلامية التاريخية في اليمن ومهمة لاستقراء ومعرفة المراحل التاريخية التي مر بها الجامع وفقاٍ لشواهد علمية وأثرية تقوم على الدلائل والبراهين التي تم العثور عليها أثناء التنقيبات وهذا أول عمل ودراسة أثرية للمعالم الإسلامية في اليمن.. الثورة السياحي التقى بالعديد من المختصين عن هذه المهمة التاريخية للتوضيح للقارئ عن أهداف التنقيبات الأثرية في هذا المعلم الإسلامي ونتائجها وأهميتها وغيرها في ثنايا التحقيق التالي:

عبدالعزيز سعيد:
التنقيبات مهمة لإعادة صياغة تاريخ الجامع
القباطي:
توثيق المأثورات بأحدث الطرق يدوياٍ والكترونياٍ

الروضي
اكتشاف اعمال الزخرفة الكتابية والنباتية والهندسية

معرفة المراحل التاريخية
يقول الأخ عبدالعزيز أحمد سيعد مسؤول التنقيبات الأثرية بالجامع الكبير بصنعاء بدأت عمليات الحفر والتنقيب بالنصف الأول من العام 2006م بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر وحدة التراث وبدأنا بالرواق الجنوبي للجامع والهدف من هذه التنقيبات هو استقراء ومعرفة المراحل التاريخية التي مر بها الجامع الكبير بصنعاء منذ إنشائه في العام السادس للهجرة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتعرف على موقع الجامع وتخطيطه وشكله ومقدار الزيادات التي حدثت للجامع وحجم التوسعات في عهد الدويلات والحقب الإسلامية التي حكمت اليمن كذلك التأكد من صحة أو عدم صحة ما كتبه بعض المؤرخين عن زيادة الرواق الشرقي الحالي والفترة التي يعود إليها.. وأوضح الأخ عبدالعزيز أحمد سعيد أن من أهداف التنقيب أيضاٍ توثيق العناصر المعمارية المدفونة تحت الأرض كقواعد الأعمدة وتتبع المراحل التي مرت بها وإعادة صياغة تاريخ الجامع من وجهة نظر علمية أثرية تاريخية تقوم على الدلائل والشواهد التي تم العثور عليها أثناء التنقيبات.

تاريخ صنعاء
إضافة إلى أنها تعطي فرصة للتعرف على حجم الأضرار وشكلها وما هميتها التي تعاني منها بعض أساسات الجامع وأثر الرطوبة عليه وإتاحة الفرصة لعمل تدخلات فنية لإصلاح هذه الأضرار التي تكفل الحفاظ على هذا المعلم الأثري الإسلامي الأول في اليمن بالإضافة إلى محاولة إعطاء صورة كاملة عند تاريخ مدينة صنعاء القديمة بما تحويه من معالم قديمة مشهورة حيث تم عمل عدة مجسمات في الرواق الجنوبي والشمالي والشرقي وخارج الجامع وتم العثور على سلسلة من الشواهد الأثرية بعضها تعود إلى عصر ما قبل الإسلام خاصة الملحقات لمبانُ قديمة على أعماق تزيد عن حوالي الـ«3»متر كما تم العثور على شواهد مادية تفيد حجم التوسع الذي حدث للجامع في عهد الدويلات الإسلامية وخصوصا إبان الدولة الأموية والفترة التي يعود إليها الرواق الشرقي الحالي والتعديلات التي حدثت في فترات مختلفة للرواق الشمالي والتغييرات التي طرأت على المحراب الشمالي الحالي في فترات مختلفة ونظراٍ لتزاحم وتقارب العناصر.

فرصة للتدريب
المعمارية داخل أروقة الجامع كل ذلك شكل صعوبة في إحداث مجسات كبيرة تتناسب والحفر لأعماق كبيرة وذلك حفاظاٍ على هذه العناصر وسوف تتيج الحفريات مستقبلاٍ في صحن الجامع فرصة لعمل مجسمات كبيرة ومواصلة الحفر فيها إلى أعماق كبيرة تنتهي فيها الطبقات الثقافية وهو ما سيعطي إشارات عن مراحل الاستيطان البشري في صنعاء القديمة.
ويواصل الأخ عبدالعزيز أحمد سعيد مسؤول التنقيبات الأثرية بالجامع الكبير بصنعاء حديثه: إن هذه التنقيبات مثلت كذلك فرصة كبيرة للتدريب والتأهيل لأعداد كبيرة من الكوادر الوطنية وتنمية قدراتهم العلمية والعملية من أخصائيين أثريين وخريجي الآثار من جامعة صنعاء ليكونوا في المستقبل خبراء للعمل الأثري ونحن هنا نوجه الدعوة والنداء للحكومة وعلى رأسها الخدمة المدنية لتوظيف هذه الكوادر المؤهلة واعطائهم درجات وظيفية كما سيصل فريق العمل الأثري إلى نتائج علمية وتاريخية وأثرية سيتم نشر مضمونها في كتاب خاص بنهاية المشروع وقام الفريق الأثري أيضاٍ بأعمال مساندة في توثيق سقف الجامع من خلال أعمال المجسات في الأماكن المتضررة في المصندقات الخشبية لإتاحة الفرصة لفرق الترميم لإصلاح هذه المصندقات والدعامات الخشبية وترميمها.. وقال مسؤول التنقيبات أن الفريق مكون من «9» أخصائيين أثريين يمنيين منهم ثلاثة من الهيئة العامة للآثار والمتاحف وخريجي الآثار ويرأس الفريق الخبير الأميركي البروفسور كريسترفر ايدنز ونائبته الدكتور باكيايوكمان».

العناصر المعمارية
أما الأخ أحمد علي الروضي أخصائي آثار ويعمل ضمن فريق التنقيبات يقول: أن توثيق العناصر المعمارية داخل الجامع وخارجه من أعمال حرفية وجدران وأعمدة ومداخل وأبواب ومآذن وربط هذه المعلومات التي يتم الحصول عليها من المجسات ومقارنتها بالواقع وربط ذلك بنتائج الحفريات والخروج برؤية أثرية عن تاريخ الجامع والتطورات المعمارية التي حصلت في تاريخ الجامع ورصد أماكن الترميمات السابقة والعيوب والتشوهات التي حصلت بعضها أثناء الترميمات السابقة بالإضافة إلى اكتشاف أعمال الزخرفة الكتابية والنباتية والهندسية وتوثيقها قبل وبعد الترميم وتتم أعمال التوثيق بواسطة رسم تلك العناصر ضمن مقياس رسم معين وتصويرها فوتغرافيا.

التوثيق الأثري
الأخ مصلح القباطي مسؤول التوثيق الأثري والموروثات الأثرية بالجامع الكبير بصنعاء يقول نتاجا لأعمال التنقيبات الأثرية التي تتم في الجامع الكبير بصنعاء منذ العام 2006م حيث تم العثور على العديد من المأثورات وهي عدة سواء الكسر الفخارية وأجزاء عظمية حيوانية ومواد عضوية مثل الأخشاب الصغيرة وكسر الفحم واجزاء من الأحجار والمعادن الصغيرة وكل ذلك يتم توثيقها كاملة على مراحل عدة ابتداء من موقعها الأصلي التي تم العثور عليها من المجس اثناء التنقيب الأثري ومن ثم توثيقها مرة اخرى بأعمال مكتبية بعمل استمارات خاصة لكل مادة من هذه المواد ويتم توثيقها كذلك بالرسم والتصوير وبمقاييس رسم عالمية ممول بها في مجال الآثار وحفظها بأماكن خاصة بها مرفقا بها كروت تعريفية لكل قطعة من أين تم العثور عليها والتوثيق يتم بسجلات خاصة ووثائق أعدت لذلك كما يتم أيضاٍ التوثيق لكافة المعثورات الكترونيا وادخال تلك البيانات في الحاسوب كما يتم من خلال هذا التوثيق السابق عمليات الفرز والتصنيف لكافة المعثورات والتي سوف تمدنا بالمعلومات التاريخية لكل مستوى تم العثور عليه وتاريخه وعمل مقارنة لذلك بين معثورات القطع الموجودة في المجسات ومن ضمن ما تم توثيقه عندنا أيضا الاكتشافات الأخيرة لأجزاء من مخطوطات تعود لفترات مختلفة وكذلك رقوق قرآنية وتم تسليم ذلك وفقاٍ لمحضر إلى مكتبة الجامع الكبير ويواصل القباطي حديثه عن أعمال التوثيق الأثري في الجانب التاريخي لكل حفرية من هذه الحفريات ومعرفة تاريخها عن طريق التحليل بالكربون «4» المشع أو بالتاريخ المقارن ويتم الاحتفاظ بها حالياٍ داخل الكراتين ومرقمة كاملة.

قد يعجبك ايضا