الثورة/قاسم الشاوش
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق المناخ انزعاجاً وغضباً عالمياً جراء هذا القرار الذي اعتبروه بأنه قرار خاطئ وغبي، مخيب للآمال باعتبار أن الويالات المتحدة من أكثر الدول لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.
وفي هذا السياق اكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن قرار ترامب بالانسحاب شكل خيبة أمل كبيرة وكان المفروض ان تحتفظ الولايات المتحدة بدور قيادي في الملفات البيئية لأنه أمر أساسي.
في حين جاءت ردود الأفعال الأوروبية حادة جداً ضد هذا القرار حيث اعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن الولايات المتحدة سوف تلحق أضراراً كبيرة بالعالم أجمع عبر انسحابها من اتفاق المناخ، وقالت: آسفة لقرار ترامب، داعية إلى مواصلة السياسة المناخية التي تحفظ أرضنا.
كما اعتبر العديد من الوزراء الألمان الاشتراكيين الديمقراطيين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، أن قرار ترامب، سيلحق ضررًا بالعالم أجمع.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعلن أن نظيره ترامب ارتكب خطأ تاريخيا بالانسحاب من الاتفاق، ودعا علماء المناخ ورجال الأعمال الأمريكيين المحبطين للمجيء الى فرنسا والعمل فيها.
وتحدّث ماكرون بالفرنسية والانجليزية، قائلاً: “ترامب ارتكب خطأ بحق مصالح بلاده وبحق مستقبل كوكبنا”، مضيفاً إن “الولايات المتحدة أدارت ظهرها للعالم”. وردّ ماكرون على تلميح الرئيس الأمريكي إلى إمكان انخراط واشنطن بمفاوضات لتعديل اتفاق عام 2015م قائلاً: “لن نعيد التفاوض بأي شكل من الأشكال على اتفاق يكون أقل طموحاً”.
وخاطب ماكرون المدافعين عن المناخ قائلا “لنجعل كوكبنا عظيما مجددا”، مقتبسا الشعار الذي استخدمه ترامب خلال حملته الانتخابية.
بدوره دعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني الى عدم التراجع بالنسبة الى اتفاق باريس حول المناخ بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية.
وغرد جنتيلوني على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر “يجب ألا نتراجع، ايطاليا ملتزمة بخفض الانبعاثات والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة”.
ووصفت الحكومة البلجيكية القرار الأمريكي بأنه “غير مسؤول”، وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في بيان إن “قرار الولايات المتحدة يجب ألا يكبح تعبئتنا من أجل مكافحة الاحتباس الحراري. علينا أن نضاعف الجهود لتجدد القوى الكبرى تأكيد التزاماتها.”
رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ندد بقرار الرئيس الأمريكي واعتبر أن ترامب ارتكب “قراراً خاطئاً إلى حد خطير”، في حين قال المفوض الأوروبي للتحرك حول المناخ ميغيل ارياس، إن “اتفاق باريس سيستمر. يستطيع العالم ان يواصل التعويل على اوروبا في قيادة العالم لمكافحة التبدل المناخي”، مبديا “اسفه الكبير لقرار ادارة (دونالد) ترامب الاحادي”.
رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني قال “يجب احترام اتفاق باريس. انها مسألة ثقة. ان اتفاق باريس حي وسنطبقه بحذافيره مع الادارة الامريكية أو بدونها.”
الصين التي نالها نصيب من خطاب ترامب والتي تعد أيضاً المصدر الأول لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، قبل الولايات المتحدة الأمريكية أكدت عزمه مضاعفة الجهود من أجل تطبيق الاتفاقية. وأكدت أن خروج ترامب من الاتفاقية أمر “مؤسف للجميع تقريبا”، ولو أنه “لم يكن مفاجئا على الإطلاق”.
وأكد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في برلين أن بلاده “ستواصل تطبيق الوعود التي قطعتها بموجب اتفاقية باريس” الموقعة في العام 2016م من أجل الحد من ارتفاع حرارة الأرض، مضيفا إنه من الأفضل القيام بذلك “بالتعاون مع الآخرين.”
ولم يسلم قرار ترامب من التنديد الأمريكي، سواءً في الداخل أو من الجارة المكسيك، فقد ندد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بقرار خلفه دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق والذي كان أوباما وقعه.
وقال أوباما في بيان “اعتبر أن على الولايات المتحدة أن تكون في الطليعة، ولكن حتى في غياب القيادة الأمريكية، حتى لو انضمت هذه الادارة الى حفنة صغيرة من الدول التي ترفض المستقبل انا واثق بأن دولنا ومدننا وشركاتنا ستكون على قدر المسؤولية وستبذل مزيدا من الجهد لحماية كوكبنا من أجل الأجيال المقبلة.”
من جانبها وصفت المكسيك التي تعد من الدول الرائدة في مكافحة التغيّر المناخي الالتزامات في اتفاق باريس للمناخ بأنها “واجب أخلاقي”.
الرئيس المكسيكي انريكه بينا نييتو أكد دعمه للاتفاق، وكتب في تغريدة أن “المكسيك تحافظ على دعمها والتزامها باتفاق باريس.”
آني ليونارد، المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر في الولايات المتحدة علقت على قرار ترامب بأنه “أمر مخيف” وأشارت إلى أن هذا الانسحاب يخرج أمريكا من زعامة المناخ العالمي.
من جهته عبر كيران سوكلينغ المدير التنفيذي لمركز التنوع البيولوجي “إن ترامب أكد فقط ازدرائه لمستقبل كوكبنا”، وندد قائلًا “هذا الرفض المتهور للتعاون الدولي في مجال المناخ” يحول الولايات المتحدة إلى دولة مارقة.”
وتهدف الاتفاقية التي ابرمتها 190 دولة في نهاية 2015م في العاصمة الفرنسية تحت اشراف الامم المتحدة، إلى وقف ارتفاع حرارة الأرض عبر خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
والانسحاب الامريكي من الاتفاقية سيشكل تفككا فعليا بعد 18 شهرا على هذا الاتفاق التاريخي الذي كانت بكين وواشنطن في ظل رئاسة باراك اوباما، أبرز مهندسيه.