رمضان في اليمن غير
محمد صالح حاتم
حل علينا شهر رمضان الكريم، شهر المحبة والخير، شهر القرآن، شهر التوبة والغفران ،شهر العتق من النيران ،فهذا هو ثالث رمضان وشعبنا اليمني العظيم ،يتعرض للقتل والتدمير من قبل تحالف الشر العربي ،بقيادة مملكة بني سعود.
فرمضان في اليمن يختلف عن باقي دول العالم الإسلامي ،فشعبنا يعاني ويلات الحرب والقتل والتدمير ،يعاني من حصار مطبق برا وبحرا وجوا تفرضه علينا قوى العدوان ، منذ أكثر من عامين.
ولكن رمضان هذا العام يختلف عن رمضانات السابقة حتى في ظل العدوان.
رغم القتل والدمار جراء هجمات الطيران، وضربات الصواريخ، وزحوفات المرتزقة والعملاء، أضف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، خاصة بعد قرار نقل البنك وعدم قدرة الدولة تسليم المرتبات ،فالموظفين اليمنيون ،يحل عليهم رمضان وهم لم يستلموا راتباً لسبعة أشهر مضت ،وكذلك ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، وهو ما ترتب عليه غلاء أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، والظروف الاقتصادية التي يعول عليها العدو كثيرا، بعد فشله في حملته العسكرية.
ومن الاختلافات في رمضان هذا العام هو انتشار مرض الكوليرا الذي يفتك بأرواح اليمنيين ،وعدم قدرة الحكومة على مواجهة هذا الوباء نظرا، للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد جراء الحرب والحصار، ومنع المرضى من السفر للعلاج في الخارج ،بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي ،وهو مافاقم الوضع الصحي في البلاد، وكذلك عدم توفر العلاجات والمحاليل الدوائية، وصعوبة دخولها لليمن ،فهذا الوباء الخطير الذي في تزايد كل يوم ،في ظل صمت عالمي ،يقتل العشرات يوميا،وهو ينذر بكارثة صحية ليس على اليمن وحسب ولكن على دول الجوار، نظرا لانتشار المرض بسرعة، في وجود العوامل المساعدة من تراكم القمامة ،وطفح مجاري الصرف الصحي، وثلوث مياه الشرب ،وتلوث الهواء بالغازات التي يرميها طيران العدوان ،ولا ننسى أن هنالك نوعاً من أنواع الحروب وهي الجرثومية أو البيولوجية ،وهي عبارة عن القصف بالفيروسات والمكروبات والفطريات الناقلة للأمراض المعدية ،وقد استخدمت هذه الأسلحة في عدة حروب ماضية.
فالشعب اليمني يواجه الثالوث الخبيث وهو القتل والجوع والمرض.
فلا يوجد شعب يعاني ما يعانيه اليمن.
فرمضاننا غير ويختلف عن بقية دول العالم.
ولكن بفضل الله وصمود شعبنا ولجاننا الشعبية ،سنقهر العدوان وسنكسر الحصار ،وسنشفى بإذن الله من هذا الوباء.
وهنا ادعو المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني ورجال الأعمال والتجار، أن يرفقوا بهذا الشعب المسكين ،وان يراقبوا الله ،فالشعب لا يستحق هذا كله ،قتل ومرض وغلاء أسعار وجشع التجار.
أين الرقابة على الأسعار التي تتزايد في كل يوم.
ارحموا الموظف الذي بدون راتب ،والنازح الذي بدون مأوى.
اجعلوا من رمضان باكورة العمل المشترك بين الحكومة وفاعلي الخير من رجال المال والأعمال ،بالتعاون نقهر العدوان ،وبالتراحم نكسر الحصار ،وتعود البسمة إلى شفاهنا والفرحة إلى قلوبنا جميعا.
ورمضان مبارك وكل عام وشعبنا اليمني وامتنا العربية والإسلامية في تقدم ووحدة وقوة ورخاء وعاش اليمن حرا أبيا،والخزي والعار للخونة والعملاء.