نظام آل سعود من الداخل !!
أحمد يحيى الديلمي
في الداخل السعودي أصبح المواطن يرى ما يجري خلف الكواليس من مؤامرات وخداع وظلال وتزييف للحقائق ، لأنه من خلال العدوان السعو أمريكي الهمجي السافر على اليمن امتلك ولو جزءاً بسيطاً من الحرية التي تمكنه من التعبير عن ما يجيش في صدره ، بعد أن مل أمواج الدعاية والكذب والخداع ورأى بأم عينيه ما يقترفه هذا النظام من مجازر بشعة ضد إخوانه في اليمن ، وما ينفقه من مبالغ باهظة جداً على هذه الحروب بمبررات واهية لا ترقى لأن تطلق رصاصة واحدة ، فما بالك بآلاف الصواريخ والقنابل التي سقطت على رؤوس اليمنيين ومزقت بنيانهم ، كل هذا والمواطن السعودي يعاني الأمرين خاصة حينما كان الغر محمد بن سلمان قد فرض عليه حالة تقشف إجبارية نكدت عليه عيشه ، فهو من جانب يرى أن بلاده تتسلم في اليوم الواحد مئات الملايين من الدولارات مقابل ضخ النفط ، في حين أنه مطالب بأن يتقشف وأن يصل إلى مرحلة الكفاف في العيش وهي أشياء مريبة تبعث على الحسرة ، حينما يحس أنه يعاني من كل هذا الظلم في المعيشة إلى جانب ما يعانيه من كبت وجبروت وظلم وتضييق على حرياته الخاصة والعامة ، مما جعله يبحث عن أي بارقة أمل يُسمع بها رأيه للآخرين ليُعبر عن هذا الإجحاف ، لأن من نطق ولو بكلمة واحدة فيها تعريض للنظام فمصيره أسود ، وفي أبسط الحالات سيفقد حياته ، إن لم يصل العقاب إلى كل فرد في أسرته ، وهنا وجد المواطن السعودية في حرب اليمن فرصة للتعبير ولو في أدنى المستويات عن ما يكدر حياته .
حيث نجد أن المواطن السعودي نفسه يرى في وعد الزمن الجميل الذي بشر به الغلام محمد بن سلمان كما جاء في ما يسمى بالرؤية العقدية كوابيس مزعجة وخيالات واهمة ، انعكست آثارها السلبية على أبسط مقومات حياته ، بعد إقرار ما سمي بفرض حالة التقشف والتلويح بأساطير الرؤية الواهمة في بلد يسبح فوق بركة من النفط ويعيش تخمة مفرطة في المال العائد من مبيعاته ، في هذا الجانب علق ناشط حقوقي سعودي قائلاً : لازلنا نركض نحو الفراغ ، والمطلوب أن نوطن أنفسنا على الجوع ونسلم بالقاعدة التي تقول “ما جاع مسكين إلا زادت تخمة جيب حاكم ” المطلوب التسليم بأن من يقهر البسطاء ويحطم أحلامهم فارساً مغواراً وهبة من هبات الدهر .
وقال ناشط آخر : لو أن مئات المليارات التي صُرفت لتمويل الحروب في دول شقيقة وفي المقدمة الحرب الظالمة التي تشن على شعب اليمن الجار الشقيق لو أنها صرفت على التنمية لكانت كفيلة بإنعاش كافة الدول العربية والإسلامية ، والارتقاء بها إلى مصاف أكثر الدول تقدماً ونماءً .
وقال ثالث : ها هو “ترامب” يأخذ في جلسة واحدة خمسة أضعاف ما أخذه المسلمين جزية على النصارى واليهود طوال التاريخ الإسلامي .
تعليقات أخرى أكثر جُرأة خرجت إلى العلن ، فأكدت اتساع رقعة التذمر وازدياد الوضع سوءاً داخل أغنى دولة في العالم ، مع ذلك لم يتعظ حكام هذه الدولة ولا زالوا يمارسون كل أنواع الغي والجبروت والبهتان في حق جيرانهم ، سواءً في العراق أو اليمن أو سوريا وغيرها .
وبالنسبة لليمن قال أحد المحللين السياسيين إن الهدف من العدوان الانحدار باليمن إلى هاوية سحيقة من الفتن والحروب لبقائها مدة طويلة رهناً للفوضى والتجزئة وعدم الاستقرار ، مع الحرص على بقاء كل خيوط اللعبة بيد آل سعود ، وإن تشعبت الفوضى الخلاقة وتعددت الزعامات على مستوى المنطقة الواحدة ، ولو اقتضى الأمر إعطاء فرصة أكبر لجماعات الإرهاب والتطرف كي تسد الشواغر حيث ما وجدت بالذات في المناطق الجنوبية والشرقية لمنحها فرصة كي تشكل ما يسمى بالإمارات الإسلامية ، على أن يظل كل ذلك تحت إشراف ودعم الدول الراعية باعتبار هذه الجماعات الإرهابية عصا غليظة لتأديب كل طرف يفكر بالحرية والسيادة والاستقلال بمعانيهما السامية .
هذا هو محتوى تفكير من يسمون أنفسهم المثقفين في هذه الدولة ، وطالما توفرت شروط وهيمنة السعودية على بلد الإيمان والحكمة وفقد القرار الوطني كل معانيه ، فإن السعودية ستظل راضية عن اليمن ، لا يهم من الطرف المعني بضمان هذه الشروط المهم أن تكتمل وتتحقق على أرض الواقع ، وهذا ما لن يحدث وفي عروقنا دم يسيل وداخلنا إرادة قوية تنبض بالحياة ، وأمام هذا الصلف ليس أمامنا إلا التعاضد والوحدة والوقوف صفاً واحداً لرفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد حتى نحرر الأرضي المغتصبة من قبل هذه الدولة الفاجرة ونحفظ أمن وسلامة واستقرار بلادنا إن شاء الله .. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهمنا السداد وأن يرشدنا إلى النصر المبين إن شاء الله .. إنه على ما يشاء قدير ..