*سياسيون وعسكريون من ابناء المحافظات الجنوبية لـ”ٹ”:
استطلاع / مصطفى المنتصر
الوحدة قدر إلهي تحققت بإرادة الله سبحانه وتعالى وعظمة الرجال الصادقين المخلصين وبنضالات اجترحها الأجداد والآباء وحمل مشعلها كل القوى الوطنية والوحدوية لتتوج كل تلك التضحيات بإعلانها التاريخي في الـ22 من مايو 1990م لتتعمق في أذهان وقلوب اليمنيين طيلة عقدين ونيف من الزمن وستظل إلى ماشاء الله ..هكذا اختزل سياسيون وعسكريون من ابناء المحافظات الجنوبية حديثهم في استطلاع أجرته “الثورة” بمناسبة الذكرى الـ27 لتحقيق الوحدة المباركة، مؤكدين على مواصلة النضال من أجل التحرر والاستقلال ومعركة الشرف ضد الاحتلال والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي..فإلى التفاصيل:
البداية كانت مع حسين زيد بن يحيى رئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح، الذي قال إن الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة نشأت في عدن المستعمرة حينذاك ومنذ البدء كانت وحدوية فكرا وتنظيما بل إن مطلب الشعب اليمني في تحقيق الوحدة تصدر أهدافها رغم كل محاولات المستعمر البريطاني وأدواته في إذكاء المناطقية والجهوية والقروية ولازال الجميع يتذكر مؤسس اليسار التقدمي الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب الذي غادر عدن المحتلة في خمسينيات القرن الماضي إلى تعز حاضرة المملكة المتوكلية اليمنية رافعا شعار :-(من أجل يمن ديمقراطي موحد )..وهو هنا أعطى درسا في الوطنية الحق التي ترفض المحتل الأجنبي ولا تستقوي به ضد الوطني وان اختلفت معه , وهذا حال أحرار الجنوب وشرفائه الذين لن يقبلوا بالمشاريع الكانتونية لدويلات تحاول فرضها القوى الاستعمارية لتكون الغدة السرطانية (إسرائيل ) التي هي الأقوى في المنطقة العربية والإسلامية.
بن يحيى أشار إلى ان حرب صيف 94م أوجدت شرخاً لا يمكن تجاهله في الوعي الجمعي الجنوبي لكن تم تجاوزه بثورة 21 سبتمبر 2014 م التي أسقطت الظالمين والفاسدين الذين أعلنوا حرب وتكفير الجنوب. .ومن خلال تسوية تاريخية ثورية يمكن إعادة صياغة الوحدة بما يجعلها قابلة للاستمرار والترسخ.
وأضاف : الاحتلال والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي حالة طارئة استطاعت بفعل غياب توازن القوى وأخطاء حرب صيف 94 م أن تجد لها تواجداً هشاً في المحافظات الجنوبية الثابت المراهن عليه عودة الوعي الوطني وتصويب العلاقات اليمنية – اليمنية التي يعول عليها دحر كل تواجد اجنبي على الأرض اليمنية والجنوب خصوصا في معركة التحرير والاستقلال في صنعاء وعدن ومعركة الساحل الغربي ستنبعث روح وحدة يمنية ستكون نموذجا للوحدة العربية والإسلامية.
ودعا بن يحيى ابناء المحافظات الجنوبية المحتلة إلى مواصلة النضال من أجل التحرر والاستقلال وفي معركة الشرف ضد الاحتلال والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وسيتوحد كل الأحرار وبدم الحر الطهور ستتحقق الوحدة التي ينشدها كل اليمنيين في وطن حر سعيد لكل أبنائه.
الوحدة منجز تاريخي
فيما يرى وكيل محافظة لحج احمد الرهوي انه ليس مستغرباً ولا بالجديد ان ينصب العداء لأعظم منجز تاريخي محلي وعربي وإسلامي هو تحقيق الوحدة اليمنية العظيمة في 22/مايو 1990م الذي مثل اللبنة المضيئة على طريق الوحدة العربية الشاملة فالوحدة السورية المصرية تأبطت بها قوى الشر ونصبت لها العداء منذ لحظة ولادتها مدعومة من قوى إقليمية رجعية وبأوامر قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية في إطار مخطط التمزيق والتجزئة والتفتيت لتتمكن من الهيمنة والسيطرة على مقدرات ألامة المختلفة وما يتجلى اليوم هو امتداد لنفس المخططات التي فشلت في السابق بفضل مقاومة الشرفاء وتراكم نضالا تهم التواقة إلى الحرية والسيادة والعزة والكرامة ومقاومة الظلم والطغيان .
واكد الرهوي ان ما أقدم ويقدم عليه دعاة المشاريع الصغيرة الذين تآمروا ولا زالوا على نضالات الحركة الوطنية اليمنية المعمدة بتضحيات ودماء ومعاناة اليمنيين في سبيل انجاز وحدة اليمن أرضا وإنسانا سيظلون صغاراً وستبوؤ مشاريعهم الضيقة بالفشل وستسقط رهاناتهم العدمية التي تخالف قرآننا الكريم وسيرة النبي الأعظم التي تلزمنا بالوحدة والتماسك في قوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }
مشيرا الى ان معظم أبناء الجنوب الوحدويين المخلصين سيقفون الى جانب كل الوحدويبن وشرفاء اليمن في وجه مشاريع التجزئة والتفتيت ضد من يدعون زوراً وبهتاناً تمثيل المحافظات الجنوبية لأنه لا خير لليمن واليمنيين الا بوحدتهم فهي مصدر قوتهم وعزتهم واستقرار وامن وطنهم وتحقيق سيادتهم وحريتهم وقرارهم السيادي المستقل .
مختتما حديثه بالقول : الوحدة قدر إلهي وتحققت بعد إرادة الله سبحانه وتعالى بعظمة الرجال الصادقين المخلصين وبنضالات اجترحها الأجداد والآباء وحمل مشعلها كل القوى الوطنية والوحدوية وتوجت يوم الثاني والعشرين من مايو بالتفاف كل أبناء الشعب اليمني وتجذرت خلال العقدين والنيف من الزمن وستستمر باذن الله وبإرادة الوحدويين اليمنيين كشجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء ولن تخشى من أصوات النشاز وذوي المشاريع الصغيرة فهي { الوحدة} ولدت لتحيا وما ارتفعت أصوات الصغار تجاه الوحدة إلا لأنهم أدوات لوكلاء دول الاحتلال والغزو الإقليمي منفذون للمخطط الأصيل المتمثل في ألامبرياليه الأمريكية والصهيونية العالمية ومن سنن الله في أرضه وحقائق التاريخ والفطرة الإنسانية الحرية ، الكرامة، والعزة ، وبالتالي سيطرد الغزاة والمحتلين عاجلاً ام آجلاً بمقاومة ابناء اليمن وسيجرون أذيال الخيبة كما سبقهم من المحتلين البرتغاليين والاحتلال العثماني والبريطاني فنقول لهم من زرع الريح لن يحصد إلا العاصفة والعاقبة للمتقين، قال تعالى{اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير } صدق الله العظيم.
المؤامرة قديمة
من جانبه قال الشيخ هاشم سعد السقطري القائم بأعمال محافظ سقطرى ان المؤامرة على الوحدة اليمنية ليست وليدة اللحظة بل ان تاريخ تلك المؤامرات قديم جدا ومن قبل اقطار عربية ودولية والتي مولت ودعمت المشاريع الانفصالية وعملت على إفشال منجز الوحدة اليمنية العظيمة التي تحقق بأيادي يمنية خالصة وعلى رأسهم الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح وعدد من قيادات الطرفين آنذاك ..لكن ما لبثت تلك المحاولات الزائفة ان باءت بالفشل بفضل صمود وعزيمة اليمنيين وحفاظهم على وحدتهم والتي يرون بأنها الطريق نحو تحقيق وحدة عربية.
السقطري أكد رفض الجنوبيين لكافة المشاركة الاستعمارية والانفصالية الضيقة والتي تؤجج من آثارها دول خارجية تطمح إلى كسب المزيد من المصالح على حساب استقرار اليمنيين ووحدتهم وابرز تلك المشاريع ما يحدث في عدن وسقطرى وحضرموت وغيرها من محافظات الجمهورية اليمنية والتي تقبع تحت الاحتلال .
وأشار السقطري إلى ان المؤامرة التي تشن ضد الوحدة اليمنية من قبل أجندة خارجية تهدف إلى خلق صراع بين طرفين او بالأصح نصف جسد ضد الأخر بما يضمن لتلك الدول من تنفيذ كل ما يحلو لها من مشاريع تدميرية تستهدف اليمن ارضاً وإنسانا، مؤكدا ان مشروع تقسيم اليمن هو ابرز أهداف العدوان وأشدها فتكا باليمنيين .
السقطري ختم حديثه بالقول :ان العدوان الأمريكي السعودي يمثل مصدر التحديات والمخاطر التي تواجه الوحدة اليمنية عبر احتلاله للعديد من المحافظات الجنوبية والشرقية ودعم وبشكل سخي الجماعات الإرهابية والمتطرفة في تلك المناطق وشجعها على التوسع حتى تكون يده الأقوى التي يبطش بها فقتل العديد من ابناء تلك المحافظات عبر تلك الجماعات.
صيف 94م والإصلاح
العميد الركن طيار عبدالله الجفري الخبير الاستراتيجي والعسكري والقيادي في الحراك الجنوبي قال: ان الوحدة مطلب جماهيري وشعبي وهدف من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والذي توج هذا الهدف بكفاح وبتضحيات الشهداء والجرحى وبصمود وبنضالات أبناء الشعب اليمني العظيم كما تأتي هذا المناسبة في ظرف استثنائي صعب يمر فيه الوطن جراء العدوان السعودي الأمريكي واحتلالهم للأراضي اليمنية في جنوب الوطن، مستهدفا الأرض والإنسان والشجر والحجر الصغير والكبير والبنية التحتية وكل مقدرات الشعب اليمني في الشمال والجنوب خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة وعملائهم لأهداف دنيئة تستهدف قوت المواطن ومعيشته.
وأضاف الجفري :رافقت مسيرة الوحدة اليمنية منذ عام 90م وحتى اليوم ممارسات وأخطاء خدمت دول تحالف العدوان وطبيعة المخطط وبعده التاريخي والأهداف التي اتت من اجلها في الحقيقة إن معظم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ان لم يكونوا كلهم سباقون إلى مشروع الوحدة اليمنية كمنجز تاريخي وقدموا من اجله التضحيات والتنازلات عن السلطة والعاصمة والثروة والمساحة وقلة السكان والعملة والشعار وغيرها من الأمور الأخرى حبا ورغبة بتحقيق هذا المنجز التاريخي والسامي والغالي على كل قلب يمني شريف وطني ووفاء لتضحيات الشهداء , فاليمنيون ينشدون الوحدة منذ الأزل وقدموا لأجل تحقيقها قوافل من الشهداء ليتحقق لهم العيش بكرامة وعزة ومن اجل بناء جيش وطني ومؤسسات عسكرية وأمنية على أسس وطنية سليمة وصحيحة تدافع عن سيادة الوطن وتربة أراضيه ومياه الإقليمية وتلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب اليمني من أقصاه الي أقصاه وفي ظل مناخ ديمقراطي حر يسمح بالتعددية السياسية وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطه .
وتابع :لكن لم يتحقق من كل ذلك سوى الشيء اليسير نتيجة النهج السلبي الذي نهجه حزب الإصلاح بقيادة علي محسن الأحمر وأفرزت تلك الممارسات كابوساً مرعباً بسبب المعاناة والاقصا والظلم والتهميش والسلب والنهب والخراب والدمار الذي لحق بالجنوب ارضا وانسانا ولم يستفيد غير قلة قليلة من امراء الحرب المحسوبين على الجنوب ولم يتجاوز عددهم أصابع اليدين وظلوا عبارة عن غطاء سياسي يحصلون علي كافة الامتيازات ويمارس من خلالهم كل ماذكر سلفا على حساب شعب كامل في الجنوب..و استطرد قائلا : الأخطاء والممارسات الإرهابية التي تسبب بها حزب الإصلاح وجناحه المسلح تجاه أبناء الجنوب اصطدمت بواقع صعب من قبل القائمين عليها حيث حولوا هذا المشروع الوحدوي والوطني إلى مشروع فيد ونهب ومكسب لصالح فئة وجماعة يستأثرون بالسلطة والثروة بعد أن افرغوا ثورة 26 من سبتمبر من محتواها وتم الانقلاب عليها في 5 نوفمبر 1967م من قبل القوي التقليدية وبأجنحتها الثلاثة الديني والعسكري والقبلي والتي أصبحت اليوم مطية في يد قوى العدوان تتبعهم كالقطيع مؤيدين العدوان في ضرب الشعب اليمني تحت مبرر زائف ما يسمى بإعادة الشرعية ولكون هذه القوي فرضتها أطراف إقليمية ودولية تجمعهم ايدلوجية دينية وطائفية اوجدت قاسماً مشتركاً بينها وبين بعض مكونات الحراك الجنوبي الذي تحول إلى مقاومه نكاية بالآخرين نتيجة لتصفية حسابات الماضي وردة فعل بقرارات غير مدروسة كما ان هناك مكونات من الحراك الجنوبي السلمي الوطني الذي يؤمن بحل القضية الجنوبية في الإطار الوطني وبالطرق السلمية كمدخل أساسي ورئيسي لحل كافة قضايا اليمن بعيدا عن اي تدخلات خارجية حتى لا نكون على غرار ماهو حاصل في سوريا وليبيا والعراق ولن يتحقق ذلك إلا من خلال رفع الوصاية الخارجية وطرد المحتل وبناء نظام سياسي قوي بعيدا عن أي إملاءات خارجية.
الوحدة حلم الآباء
فيما قالت المحامية شيماء الكازمي اشكركم على إتاحة الفرصة لي بالحديث عن اهم قضية يواجهها الشعب اليمني في ظل الاعتداء السافر على وطننا الحبيب اليمن وهي الوحدة اليمنية ولذلك لخصت حديثي بالاتي (الوحدة حلم الآباء والأجداد وميراث الأبناء والأحفاد) فيجب علينا ان نتمسك بما انجزه آباؤنا واجدادنا الذين بذلوا الغالي رخيص من أجل تحقيق الوحدة المباركة في الـ22 من مايو 1990م وإقامة العدالة والمساواة بين الأبناء والأحفاد هو السبيل الوحيد للحفاظ على هذا الإرث … أما بالنسبة للمشاريع الصغيرة كانت وستظل صغيرة وستنتهي بحول الله متى ما صدقنا مع الله أولا ومع أنفسنا ثانيا وترجمنا ذلك بعمل حقيقي يعالج كل الشروخ والصدوع التي أصابت النسيج الاجتماعي الوطني طيلة العقود الماضية وتسلل منها أعداء الوطن واستطاعوا عبرها ان ينفذوا المخطط الماسوني الصهيوني وما تسمى حروب الجيل الرابع في تفتيت المنطقة العربية.
الكازمي أضافت : عندما تشاهد الأفلام الموثقة لمشروع الوحدة اليمنية ومراحل تحقيقها ستعرف ان الوحدة اكبر من كل التحديات ، لقد رأيت في أعين الجماهير اليمنية المحتشدة لمباركة الوحدة اليمنية في عام تسعين ما لا يمكن ان نحصره في موسوعة وهذا الشغف الممزوج بالتحدي والفرح والإصرار على اتمام الوحدة اليمنية في أرواح أجدادنا وآبائنا بالتأكيد قد حملناه في هندستنا الوراثية مع إيماننا بأن الخطأ لا يعالج خطأ ونؤكد على ضرورة ووجوب المعالجات العقلانية التي تحد من إهدار الدم اليمني وإغلاق كل المنافذ على العدو باستيعاب أخطاء الماضي ومعالجتها بالطرق الصحيحة وفتح حاضنة لأبناء المحافظات الجنوبية تعي حجم ومخلفات الماضي التي أساءت ودمرت وأفسدت وتسوية كل الخلافات بالمنطق المعقول والاعتراف بالآخر .
واستطردت قائلة :أبناء الجنوب كما جاء في تاريخهم لا يقبلون اي محتل أو متكبر أو متغطرس حتى وان كان تحت ذريعة الوقوف الى جانبهم فما بالك بالأجنبي، أمريكا وإسرائيل ,شعب خلق ليثور ويناضل لأبسط القضايا متحرر بالفطرة والطبيعة وكذلك كل اليمنيين ولا يمكن ان يطول بقاء المحتلين فقد اطفأوا شمس الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ولن تشرق في سماء اليمنيين غير شمس الحرية والعدل والمساواة بل ولن يتحكم بمصير وحدة الشعب أي غاز أو محتل مهما استخدم من أساليب رخيصة ومبتذلة، الوحدة باقية ما بقينا ولكنها بحاجة لمعالجات لذلك سنستمر في البحث عن معالجات وسنناضل من اجل الحفاظ على الوحدة.
الكازمي ختمت حديثها قائلة : في ظل ما نواجهه هناك الكثير من الرسائل التي أتمنى ان ينتبه لها المعنيون من قادة سياسيين وشخصيات اجتماعية ومفكرين ومثقفين ورجال دين وكل حر وطني شريف ولكني احصرها بعبارة واحدة اليمنيون يستحقون ان يعيشوا حياة أفضل والوطن أغلى وليقدم كل منا ما هو مطلوب منه لتحقيق ذلك.
قد يعجبك ايضا