بالمختصر المفيد.. وحدتي …يا نشيدا رائعا يملأ نفسي

عبدالفتاح علي البنوس

الوحدة اليمنية كانت وما تزال وستظل قدر الشعب اليمني ، وهي الحدث الذي جاء مجسدا للإرادة الجماهيرية الشعبية التواقة للوحدة والإنعتاق من براثن التشطير والتشظي والانفصال والفرقة والانقسام والتي عانى منها اليمنيون في الشمال والجنوب في ظل الحواجز الشطرية والتعقيدات التي كانت سائدة ومفعلة ، فجاءت الوحدة حاملة معها الخلاص من كل ما سبق ذكره ، حيث تنفس اليمنيون الصعداء صبيحة الثلاثاء22 مايو 1990م عندما رفع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه في حينه علي سالم البيض وثلة من القيادات السياسية في الشطرين علم الجمهورية اليمنية خفاقا لأول مرة في سماء مدينة عدن وسط مشاعر مملوءة بالفرح والسعادة حيث شهدت المحافظات اليمنية حينها مسيرات تأييد جماهيرية حاشدة لهذا الحدث الإنجاز الذي حقق لهم الحلم الكبير الذي طال انتظارهم له والذي سبق لجارة السوء السعودية وأن عملت على الوقوف حجر عثرة أمام تحقيقه ، وخصوصا في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ، حيث كان إفشال تحقيق الوحدة اليمنية أحد الأسباب التي دفعت آل سعود للتآمر على اغتياله بعد أن أبلغهم العملاء بأن الرئيس الحمدي على وشك التوقيع على مشروع دولة الوحدة في لقاء مرتقب مع القيادة في جنوب اليمن كان من المقرر أن تحتضنه مدينة قعطبة ، قبل أن تمتد نحوه وأخيه عبدالله أيادي الغدر والخيانة والعمالة لآل سعود .
واللافت في هذا الحدث الذي أعتبره البعض استثنائيا أنه جاء في الوقت الذي كانت فيه كبريات الإمبراطوريات والدول العظمى تتجه نحو التفكك والانهيار وهو الأمر الذي يعكس حجم الرغبة الجامحة التي كانت طاغية على اليمنيين في الشمال والجنوب لإنهاء حقبة التشطير بكل مآسيها وأوجاعها التي لا يدرك حجمها وأثرها إلا من عايشها واكتوى بنيرانها ، ولذلك لا غرابة أن يتشبث اليمنيون الشرفاء بالوحدة ويتمسكون بها ويرفضون مشاريع التشظي والتشرذم التي يعمل على إنفاذها المحتل السعودي والإماراتي تماشيا مع ما يخدم مصالحهم ويعزز من نفوذهم في الشمال والجنوب ، ويعلنون وقوفهم ضد هذه المشاريع الصغيرة والحقيرة وضد من يقفون خلفها ويسعون لتمريرها مستغلين الظروف والتداعيات المتعلقة بالعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا ، فالوحدة ليست مجرد نزوة عابرة ، أو شراكة مؤقتة كما قد يتخيل البعض ، الوحدة منجز تاريخي لليمنيين ، هم من صنعوه بأيديهم وبإرادتهم وبقناعتهم المطلقة ، ولا علاقة للسعودي ولا للإماراتي به على الإطلاق ، فقد ولى زمن الوصاية ولم يعد هناك من قبول بأي شكل من أشكالها من أي طرف كان ، فإذا كان زمان التشطير قد أفل وغاب مع صبيحة الثاني والعشرين من مايو ، فإن ماضي الوصاية والتبعية قد ولى في الواحد والعشرين من سبتمبر بإسقاط أذناب وعملاء مشاريع الوصاية والتبعية والانتصار للسيادة اليمنية واستقلالية القرار اليمني .
بالمختصر المفيد الوحدة اليمنية هي قدرنا ومصيرنا كيمنيين ولن نقبل بأي ارتداد عنها ، أو التعرض لها بأي سوء ، سواء من قوى الداخل أو الخارج ، وسنحافظ عليها في حدقات أعيننا ولن نفرط فيها وسنقاتل من أجلها كل من يفكر المساس بها ، أو التآمر عليها ومحاولة العودة باليمن إلى الوراء ، إلى ماضي التشطير والتشظي والعودة إلى الزمن الغابر الذي كان بمثابة اللعنة في حق اليمنيين .
وفي الذكرى 27 للوحدة المباركة نجدد رفضنا لأي مشاريع منحطة ووضيعة ترام النيل من الوحدة و من شموخها وعنفوانها ومسيرتها التي ظلت وما تزال مملكة السوء تحيكها بالمؤامرات بغية القضاء عليها ووضع نهاية لها خدمة لأجندة أسيادهم الأمريكان وأبناء عمومتهم الصهاينة، وستظل الوحدة المباركة ذلكم النشيد العابق بالحياة، النشيد الرائع الذي يملأ نفوسنا وتشرئب له أعناقنا وتفاخر به أجيالنا، وتشمخ به نفوسنا، كيف لا وهي عيد الأعياد اليمنية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا