تقرير/صلاح الشامي
ليست جريمة عادية تلك اللتي هزت الأوساط الإعلامية، والمشاعر الإنسانية في آن، لدى من ليس تبعاً لآلة الإعلام المعادية، ولا جندياً مرتزقاً للعدوان.
ففي عصر يوم الاثنين 22 رجب 1436هـ 11 مايو 2015م استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي جبل نقم من الناحية المطلة على العاصمة بقنبلة نيترونية “أم القنابل” وهي من الأسلحة المحرمة دولياً، والتي تجربها أمريكا لأول مرة في اليمن.
وهي نفسها تلك القنبلة التي جربتها الولايات المتحدة في افغانستان قبل شهر من اليوم بعد العرض العسكري الذي قامت به كوريا الشمالية احتفاء بذكرى مؤسس الدولة الكورية.
الانفجار أدى إلى انهيار مئات المنازل وتضرر المئات أيضا في محيط يتجاوز 6 كم متسبباً بقتل نحو 100 مدني وجرح 300 معظمهم من الأطفال والنساء.. وقد وصف مواطنون في حي نقم الواقع أسفل الجبل هول الانفجار بالقيامة، فقد تصاعد اللهب في كتلة تحمل لوناً بنفسجياً إلى ارتفاع يفوق ارتفاع جبل نقم “ريمان” ، واستمر لثوان تتطاير شظايا فرقعاته في وميض متكرر ومتتابع صانعاً موجة ارتداد حطمت نوافذ المنازل وقمرياتها على بعد 6 كم، وسحقت المنازل المجاورة للجبل وكأنها علب من الكرتون وأدى الانفجار إلى تفجير مخزن الأسلحة بالجبل ما أدى إلى زيادة تفاقم الوضع بالنسبة لسكان الحي الذين هرعوا لإسعاف الجرحى ورفع الشهداء.
وأثناء تفجر مخزن الأسلحة الذي كان عبئاً كبيراً على سكان حي نقم والأحياء المجاورة لملمة جرحاهم وجراحهم، والنزوح من المنطقة: فقد أدى الحادث إلى نزوح جماعي من حي نقم والأحياء المجاورة إلى أحياء أخرى في أمانة العاصمة ومناطق أخرى وبعض المحافظات.
شهود عيان
أحد الأطفال كان يلعب مع أحد أصدقائه في المنطقة المجاورة لمنزلهم الكائن في حافة الجبل، قال: كنا نلعب سوياً بجوار الجبل وفجأة سمعنا الانفجار، أسرعت أنا وصاحبي للهروب باتجاه بيتنا، وفجأة ارتطم صاحبي بالأرض، أتيت إليه ولما وصلت رأيته بلا رأس.. وأجهش بالبكاء..
أحد المواطنين كان برفقة طفليه، اختطفت شظية أحدهما، وتكفلت أخرى بكسر فخذه.
إحدى المواطنات قالت: لم ندر إلا وسقف المنزل يهوي علينا، والنوافذ والأبواب ترتطم بنا، فقد استشهد أحد أفراد أسرتي وجرحت أنا وزوجي.
مآسٍ كثيرة أوردها تقرير المركز القانوني للحقوق والتنمية الذي نزل إلى مكان الحادث أصيل اليوم المشؤوم اختصرنا بعضها في هذا التقرير.
منظمات وردود أفعال دولية ومحلية
في اليوم التالي للواقعة الثلاثاء 12 مايو 2015م أدانت رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي بقصف أحياء نقم بالأسلحة المحرمة دوليا والتي أدت إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين وتدمير مئات المنازل والأعيان الخاصة وتشريد الآلاف من المنطقة، وناشدت الرابطة كافة دول العالم والمنظمات الدولية الإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة بسرعة التحرك لوقف العدوان وفك الحصار الجائر وإدانة الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي في حق الشعب اليمني.
من جانبها دعت إيران الأمم المتحدة إلى اتخاذ اجراء رادع تجاه العدوان السعودي على الشعب اليمني، فقد دعا مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية في إيران الدكتور حسين أمير عبداللهيان الأمم المتحدة إلى اتخاذ اجراء مؤثر وصريح ورادع تجاه العدوان الغاشم والقتل اللذين يمارسهما النظام السعودي ضد الشعب اليمني الأعزل واصفاً استهداف المناطق الآهلة بالسكان بالأسلحة المحرمة دولياً بالانتهاكات الجسيمة التي يعاقب عليها القانون الدولي.. ووصف في تصريح لاحق الأزمة التي تسبب بها العدوان على اليمن بأنها كارثة القرن الإنسانية.
وفي يوم الخميس 14 مايو 2015م نظمت الهيئة الشعبية العليا للدفاع عن قضايا الوطن والتصدي للعدوان وقفة احتجاجية، شارك فيها نساء وأطفال اليمن وحكومة وبرلمان الأطفال وعدد من منظمات الأطفال والجمعيات النسائية والناشطات الحقوقيات تنديداً بالحادثة المروعة وباستمرار العدوان السعودي الغاشم على اليمن، وفي الوقفة وجهت رسالة إلى أحرار وحرائر العالم وإلى الأمم المتحدة تدعوها إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني المنكوب بالعدوان السعودي الغاشم، وناشدت الوقفة الرأي العام العالمي والضمير الإنساني بالتدخل لإنقاذ الشعب اليمني مما يعانيه بسبب العدوان السعودي البربري، ودعته للضغط على النظام السعودي لإيقاف عدوانه ورفع حصاره والكف عن استخدام الأسلحة المحرمة، وإيقاف الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اليمني بواسطة آلة العدوان الهمجية السعودية وتحالفها.
وصف الانتهاك بالنسبة للقانون الدولي الإنساني
تعتبر جريمة استهداف أسفل جبل نقم بالأسلحة المحرمة من (الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني) حيث استوفت جميع الشروط فقد استهدف الجبل بالأسلحة المحرمة دولياً، وهو بحد ذاته انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني، ثم إن الاستهداف كان لمكان مجاور للأحياء السكنية للمدنيين ويعلم العدوان أن المسافة القصيرة بين مكان الاستهداف والأحياء السكنية للمدنيين غير كافية لسلامتهم، وأنهم ضمن محيط التفجير، وهو بحد ذاته يعد انتهاكاً جسيماً أيضا من باب القتل العمد واستهداف المدنيين.. وبتضرر وانهيار مئات المنازل يعد ذلك الحادث انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، ولاعتبار (مهاجمة وقصف القرى والمدن) وفق نص القانون الدولي الإنساني تعد الجريمة انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني.
وبهذا كله تعد جريمة “نقم” انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، نطالب محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها والمنظمات الإنسانية الدولية والجاليات اليمنية في دول العالم، بتحريك القضية كل لدى البلد المقيم فيه برفع دعاوى لدى المحكمات ” المحاكم” المتخصصة ضد نظام المملكة السعودية وتحالفها البغيض للتحقيق في هذه الجريمة وإدانة الفاعلين “الجناة” وتقديمهم للعدالة، وتضييق الخناق دولياً على هذا النظام الفاسد “قرن الشيطان” في جميع دول العالم، حتى يأتي رجال لا تغريهم الأموال النفطية ولا تخيفهم العصا الأمريكية يأخذون بثأر المستضعفين في شتى بقاع الأرض ودويلاته المغلوبة على أمرها بسبب طغيان النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة.
قد يعجبك ايضا