الجيش والإعلام على نفس الخط والجبهة
ماجد السياغي
ترابط المعركة الاعلامية مع المعارك الحربية ليس وليد التطور المذهل للتقنية والمعلومة الذي يتجاوز الحواجز المكانية والفواصل الزمنية بل هو ترابط وثيق منذ عرفت البشرية الحروب على مر التاريخ عزز هذا الترابط الرغبة في أضعاف معنويات الخصم والنيل من إرادته وإلزامه بقبول الهزيمة .
وما يؤكد اهمية الحرب الإعلامية في كسب المعارك ما قاله العارفون بالحروب والإعلام أن الجيش والإعلام يحاربان معاً على نفس الخط والجبهة .
وكونه كذلك فقد أوضح القادة الأمريكان في سبعينيات القرن الماضي أن سبب خسارة حربهم في فيتنام كان سوء استخدامهم لوسائل الإعلام ، ولا يمكنهم أن يكسبوا أي حرب مستقبلية دون أن يخوضوا حرباً إعلامية أولاً.
وبما ان السعودية تتكئ على مدخلات ومخرجات السياسة والحكم والإدارة الامريكية باعتبارها حليف أساسي في منطقة الشرق الأوسط بعد اسرائيل ، فالولايات المتحدة الامريكية التي تمتلك أكبر الجيوش المحاربة لا تكتفي عادة بالاستراتجية العسكرية وحسب، وإنما تركز على الحرب النفسية والدعاية والإعلام من أجل التلاعب والسيطرة على العقول والأفكار والاتجاهات، بأشكال وقوالب وأساليب متعددة وصولاً لتحقيق الغايات المرجوة.
وعليه فالحرب التي يقودها تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن التي نعيشها اليوم في نسختها الثالثة تدار بقوتين متوازيتين ترسانة الأسلحة المتطورة وأساطيل الأسلحة الإعلامية على اختلاف ضروبها . فعمدت قوى تحالف العدوان على استهداف الوسائل الإعلامية بشكل مباشر والتي أشار إليها المركز القانوني للحقوق والتنمية ان 26 منشأة إعلامية كانت اهدافاً مباشرة لطائرات العدوان خلال عامين .
وفي المقابل قام باستنساخ العديد من القنوات وحجب الكثير من المواقع في إطار فرض فرص التضليل الإعلامي ونشر الشائعات وإخفاء الحقائق التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مجريات القتال وحجم الخسائر التي تتعرض لها قوى العدوان في مختلف الجبهات وخاصة جبهات ما وراء الحدود ناهيك عن جهدها المتواصل لإخفاء الجرائم التي تقوم بها على امتداد الأراضي اليمنية بحق الشعب اليمني أرضاً وشعباً ومقدرات .
فبرغم ما لحق بالقطاع الإعلامي من أضرار مباشرة وغير مباشرة الا انه ما زال شريكاً أساسياً في صناعة الأحداث والتحكم في تطورها عبر ما يوفره من معلومات تحدث تأثيراً عليها، خاصة وأن أدواته المتقدمة جعلت الاهتمام الشعبي به يزداد يوماً بعد آخر نقول هذا ونحن نعرف تماماً تفوق الإعلام المعادي وأدواته وإمكانياته إلا إن هذا التفوق كان حافزاً للإعلاميين الشرفاء الذين رفعوا أقلامهم في فضاء إلكتروني أضحت فيه المسؤولية أكبر وأعظم، لا تختلف كثيراً عن مهمة ذلك الذي يرفع سلاحه في وجه الأعداء المدججين بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية .
وفي الوقت الذي يثمن فيه الجميع ما قام به الإعلام ويقدر عاليا الجهود التي بذلها ويبذلها الاعلاميون الشرفاء وصمودهم في وجه العدوان. ينبغي التأكيد على ضرورة الحفاظ على هذا الزخم الإعلامي من خلال رفد الجبهة الإعلامية بمزيد من الإمكانيات المادية منها والبشرية لتعزيز حضورها بشكل أعمق بما يضمن الاستمرار والديمومة في التصدي لهجمات وأباطيل إعلام الأعداء عبر نقل الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث حتى ولو كانت مؤلمة، ذلك لأننا ندرك أن الخطاب الإعلامي الذي يعبر عن ما يتعرض له الوطن وأبناؤه من عدوان سافر يتم التعبير عنه بواقعية ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرد على الإعلام المعادي الذي يتمتع بإمكانيات وقدرات كبيرة يحاول من خلالها خلق واقعاً افتراضياً كاذباً يعمل على تكراره بشكل متتابع ودقيق وباستخدام وسائل مختلفة .