أمريكا تقود العالم إلى الغيّ والضلال

مبارك حزام العسالي
السياسات المتهورة التي تمارسها السعودية وأدت بالتالي إلى سلسلة من الإخفاقات والفشل بدءاً بانهيار ثورات الخريف التي دعمتها وموّلتها وسلحتها، حتى تورطها في حربها العدوانية على اليمن وغرقت في مستنقعه وتبحث عمن يستطيع تقديم مظلة النجاة أو شاة البعير ؟
فعدا أنها سياسات غرور وغطرسة فإنها تهرَّب وإنكار وتمويه للواقع المؤلم الذي يسود هذه الدولة وما وصلت إليه من انحدار جعلها على حافة السقوط إلى قعر الهاوية إذا لم يكن غداً أو بعد غد !
فمن الملاحظ من إجابات بن سلمان حول القضايا سياسية أو عسكرية أو اقتصادية وغيرها كانت مصحوبة بأداة شرط أو نصب غير جازم!
ومثالاً على ذلك إجابته عن السؤال حول ما إذا هبط سعر برميل النفط إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل الواحد فقد أجاب بن سلمان قائلاً (سنرجع إلى حالة التقشف) ولكن بدون شد الأحزمة على البطون ؟
ومعنى هذا القول أنه ليس هناك ما يطمئن أو يؤكد للمواطن السعودي أن الوضع الاقتصادي (ثابت) بل متقلب زمناً ومكاناً ، ويرده إلى رؤيته لعام 2030م وهذا يقدم مدلولاً أن الأمير يتهرب إلى الأمام من الوضع المأساوي الذي يواجه دولته في الحاضر وأن رؤيته هذه تبدو مظلمة جداً نتيجة السياسات الهوجاء التي أوقعته في سلسلة من المشاكل التي أنهكت مملكته مالياً وبشرياً وسياسياً وعسكرياً ونفطياً واستثمارياً وفضلاً عن ذلك قانون “جاستا” الذي تغاضى الحديث عنه والذي سوف يطيح بالاستثمارات أو المليارات الطائلة التي يزمع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أن يجنيها مقابل حماية دولة تعتبر الثالثة في الأنفاق العسكري والتسليحي ، في حين أنها عجزت أو تعجز عن إنقاذ نفسها من مستنقع الحرب في اليمن!
ونقطة أخرى تبدو على جانب من الأهمية وهي إصراره على انتزاع جزيرتي صنافير وتيران – وهو ما يثير السخرية ويدعو إلى الضحك “وشرّ البلية ما يضحك” من الشعب المصري الذي قيل فيه : قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة / وإن حُكّموا يوماً كانوا موازينا !
ولذا فإن هذه المقابلة التليفزيونية لولي ولي العهد محمد بن سلمان ليست سوى (هروب للأمام) و يا خبر اليوم (بالمصاري ، غداً ببلاش ! والأيام بيننا ، وغداً لناظره قريب.
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي يراهن عليها ابن سلمان فيهي تعيش مراهقة الشيخوخة وبداية العد للسقوط من موقعها في نظر شعوب وأمم الأرض التي تنتظر للدولة العُظمى وقائدة النظام العالمي “الجديد” بإشفاق لفقدانها الاحترام لدى أغلب شعوب ودول العالم التي تعيش حالة من الفوضى وعوامل الحرب والاعتداءات المتكررة على الإنسان وحقوقه الإنسانية التي كفلتها له جميع الكتب والشرائع والأديان السماوية في الحرية والعيش والحياة الكريمة ، التي أُهدرت في ظل انفراد أمريكا بقيادة النظام العالمي “الجديد” حيث فشلت فشلاً ذريعاً في قيادتها المختلة وغير المُتَّزنة وغير الرشيدة ، وهذا ما جعل أفراد وشعوب وأنظمة ودول تكن الكُره لأمريكا وتبغضها نظراً لسياستها الظالمة والقاتلة للإنسان واستخدامها واستغلالها للمكانة والنفوذ التي وصلت إليه الآن وقدراتها العسكرية الكبيرة للفساد في الأرض والحكم بدون الحق واتباع الأهواء والمتاجرة بالأنفس ودماء الفقراء وإذلال المستضعفين في الأرض من الشعوب العربية والإسلامية كشعبنا اليمني الذي تشن عليه أمريكا وحلفائها في المنطقة حرباً شعواء استهدفت كل مقومات الحياة وفرضت ولا زالت عليه حصاراً جائراً وتقتله بواسطة الأسلحة الأمريكية المحرَّمة والقوة المفرطة بدون أي ذنب وبدون وجه حق .
إن مثل الدولة الأمريكية اليوم كمثل دولة فرعون، وتعامل وحكم دولة فرعون مع شعبه كتعامل وحكم الإدارة الأمريكية مع شعبنا اليمني والشعب العربي بشكل عام والمسلمين أجمعين، وقيادة أمريكا للنظام العالمي “الجديد” وقائدها المفسد المتعالي في الأرض المدعو “ترامب” ستكون نهاية أمريكا على يده وعليها ستكون بداية النهايات للاستكبار الأمريكي في الأرض.

قد يعجبك ايضا