سقوط قلم !

عبده العبدلي
حين تتحول مهنة الصحافة من وسيلة للنقد البناء الى أداة للإبتزاز تأكدوا جيدا أن السقوط في هذا المستنقع يودي بذلك النوع من الأقلام المشتراة من ذوي الدفع المسبق في مزبلة التاريخ وان حاولت تقمص دور الشجاعة والنزاهة ومحاربة الفساد إلا انها تظل مفضوحة في كل ما تكتبه .
مشكلتنا في هذا البلد وغيره من البلدان النامية تكمن في توظيف مثل هكذا اقلام في تأجيج الصراعات التي تنشب احيانا  بين بعض قيادات الصف الاول في السلطة وخصومهم حيث يتصدر المشهد كاتب صحفي جعل من الشتيمة مهنة لاشباع غريزة منتقم دعمه بفتات.
كم احترم زميل المهنة حين يتناول ظاهرة فساد أو اختلالات بالارقام وينتقد بمهنية ليسهم في تجفيف منابع الفساد لا أن يأتي ليمارس ما هو أبشع بابتزازه المقنع وبلغة يرى أنها مجدية بعد أن حققت له مردودات مالية باهظة انتشلته من وضع بات حليفا لكل قلم حر وشريف .
قد يكون هذا الكاتب او ذاك ممن يسلكون هذا النهج غير مقتنع بما يكتب وانما وضع البلد وطبيعة السلطة القائمة تدفع أصحاب هذه الأقلام للهث وراء المغريات التي تقدم لها فلا يجدون مانعا من الظهور كخصوم فيما هم في حقيقة الأمر مجرد سلعة مؤقتة لإشباع رغبة احد المتصارعين واحيانا يكون هو سلوك  تعود عليه الكاتب نفسه بعيدا عن أي مؤثر خارجي ، ويعرف كما يقال (من اين تؤكل الكتف ) .
ليس هناك مسؤول فوق النقد لكن هناك مهنة يجب على كل من ينتمون لها الدفاع عنها وحمايتها من الاستخدام السلبي الذي يضر بقيمتها كسلطة وجدت للبناء لا للهدم.
كثير من الاقلام المعروفة والمستقلة فضلت العزوف عن الكتابة في مايخص فساد بعض الجهات لاعتبارات قد تكون مقنعة .
فيما  ترى أقلاما مازالت تمارس هوايتها المفضلة في تناول شخصيات في السلطة عبر الحكومات المتعاقبة وحتى اليوم يتبعون مختلف الأطياف وهي شخصيات من العيار الثقيل  وبأساليب فيها من الإساءة والتشهير والابتزاز الواضح  ما يبعث على التقيؤ ، ومع ذلك هي بعيدة كل البعد عن أي ملاحقة قانونية الأمر الذي قد يثير شكوك القارئ حول تلك الاقلام ومن يدعمها ويقف وراءها .
صحيح أن مثل هكذا كتابات قد تكون وبالا على صاحبها إلا انها انتشلت البعض خلال فترات سابقة من قاع الفقر الى جنة الاعتمادات الشهرية ، وصار مطلب احدهم اليوم  مرافقين يفوق عددهم مرافقي الرئيس الصماد وبن حبتور…. ياااااالله.!

قد يعجبك ايضا