* المياه والأطعمة الملوثة أبرز المسببات وتراكم القمامة يعقد المكافحة
تقرير/ جهاد الحكيم
رصدت وزارة الصحة العامة والسكان 24 حالة إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا واشتبهت في 399 حالة أخرى وذلك في 10 محافظات غالبيتها في العاصمة ، ما دفعها لتخصيص 5 منشآت طبية لاستقبال حالات الاصابة هي مستشفى السبعين والمستشفى الجمهوري التعليمي ومجمع آزال الطبي في نقم ومجمع بن حيان ومجمع 22 مايو في مذبح.
وشهدت معدلات الاصابة بالوباء ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي، حيث رصد مركز الاسهالات في مستشفى السبعين خلال 3 ساعات فقط 16 حالة إصابة مؤكدة ، فيما يشتبه في 14 أخرى ، كما ستظهر نتائج فحوصات 95 حالة خلال اليومين القادمين.
وقال نائب مدير مستشفى السبعين هلال البحري ان الفحوصات الأولية أكدت إصابة 16 حالة من بين 30 حالة يشتبه إصابتها بالوباء ، مشيراً إلى أنه سيجري المختبر المركزي فحصاً لمدة ثلاثة أيام، للتأكد من عدد الاصابات من الحالات المشتبه فيها.
وأضاف البحري ان مستشفى السبعين وخاصة قسم العزل يعاني اكتظاظاً وأنهم اضطروا إلى استخدام الشرفات الخارجية للمبنى لوضع الحالات فيها.
وبحسب تقرير وزارة الصحة الذي عرض على اجتماع مجلس الوزراء الخميس 4 مايو، فإنه تم رصد 24 حالة إصابة مؤكدة توفيت منها حالتان، كما يشتبه في إصابة 399 حالة بالعاصمة ومحافظات صنعاء والمحويت وعمران وحجة والبيضاء والجوف وذمار والضالع وإب.
وخلال تنقلنا في مستشفى السبعين وجدنا إحدى الأسر يتلقى كافة أفرادها العلاج جراء إصابتها بالوباء بسبب عدوى نقلها أحد أطفالها إلى أخته لتصاب والدته ومن ثم اخته الأصغر.
المتحدث باسم وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الحكيم الكحلاني طمأن المواطنين من انه على الرغم من تزايد الحالات إلا أن الوضع لايزال تحت السيطرة ، وأن مخازن منظمة الصحة العالمية واليونيسف تحوي كميات من الادوية والمحاليل، ولدى المنظمتين القدرة على فتح مواقع اضافية إلى جانب الخمسة التي تم تخصيصها حاليا في حال اقتضت الحاجة.
وكشف الدكتور الكحلاني أن الوزارة فوجئت خلال الأسبوع الماضي بتسجيل حالات إصابة واشتباه بالوباء في عشر محافظات بينها الامانة التي احتلت الاعلى في حالات الاصابة ، ما دفع وزير الصحة إلى الطلب من مجلس الوزراء تخصيص بند للطوارئ في حال تفاقم الوضع.
مشيراً إلى أن اليمن شهد في اكتوبر الماضي موجة أولى لوباء الكوليرا بدأت بالعاصمة ، ثم انتقلت إلى 16 محافظة، وأن تعاوناً وثيقاً تم حينها بين وزارتي الصحة والمياه والبيئة وتم كلورة مياه الشرب التي تعد السبب الأبرز للإصابة بوباء الكوليرا، إضافة إلى اجراءات صحية تضمنت توزيع أدوية وتخصيص مراكز لمعالجة الاسهالات المائية من بينها وباء الكوليرا، وهو ما أدى إلى انحسار الوباء خلال ستة أشهر، إلا أنه عاود الظهور الأسبوع الماضي بصورة مفاجئة.
ودعا متحدث الصحة المواطنين إلى تجنب شرب المياه أو الاطعمة الملوثة، وغلي مياه الشرب ، مضيفاً أن الوقاية الأساسية تكمن في الحرص والاهتمام بالنظافة الشخصية سواء على مستوى الفرد أو أسرته ، وتوعية المجتمع بعدم أكل الخضروات والفواكه دون غسلها جيداً، والابتعاد عن أكل المأكولات الباردة في المطاعم كالخضروات أو “السحاوق”.
يذكر أن الفرق الطبية سجلت في أكتوبر من العام الماضي 207 حالة إصابة مؤكدة بالوباء توفيت منها 103 حالات، وتم الاشتباه في أكثر من 26 ألف حالة في 52 مديرية متوزعة على 16 محافظة ، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذير من تفشي وباء الكوليرا في اليمن بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب في ظل تفاقم الوضع الصحي.
تراكم القمامة .. يفاقم الحالة
أكد مختصون في البيئة أن المخلفات تتشبع بالمياه بسبب هطول الأمطار، ما يؤدي إلى تسرب التلوث إلى المياه السطحية ومن ثم تلوث مياه الشرب، وحين يشرب المواطنون المياه الملوثة تنتقل البكتيريا المسببة للكوليرا إليهم.
مناشدين أمانة العاصمة وبقية المحافظات إلى التحرك السريع والفوري في رفع المخلفات المتراكمة التي تزيد الوضع تعقيداً، كونها تساهم في تفشي الوباء.
ماهي الكوليرا ؟
الكوليرا بكتيريا معدية تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بها.
الأعراض
الكوليرا وباء يمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وقد يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة.
تؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدوها ، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدوها أشخاصاً آخرين.
ومعظم الذين يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
العلاج
الكوليرا سهل العلاج ، ويمكن أن يتكلّل علاج معظم المصابين به بالنجاح من خلال الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي.
ويُذاب محتوى الكيس القياسي من محلول الإمهاء الفموي الذي توزّعه منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في لتر واحد من المياه النظيفة، وقد يحتاج المريض البالغ إلى كمية تصل إلى 6 لترات من هذا المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول من إصابته بالمرض.
أما المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد.
ويحتاج شخص بالغ وزنه 70 كيلوغراماً إلى حقنة بكمية من السوائل قدرها 7 لترات على الأقل عن طريق الوريد، علاوة على إعطائه سوائل الإمهاء الفموي أثناء علاجه.
Prev Post
قد يعجبك ايضا