في رحاب الخالدين
محمد صالح حاتم
تحل علينا الذكرى الثانية لاغتيال المناضل الوحدوي العميد مهندس سالم عوض حيدرة الزامكي ،الذي طالته أيادي الغدر والخيانة المسماة القاعدة ،في 1مايو 2015م أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في اليوم الأول من مايو المجيد.
في أفضل أيام الأسبوع الجمعة ،وفي شهر رجب الحرام ،وفي يوم عيد العمال ،حيث كان هذا المناضل احد كوادر القوات الجوية والدفاع الجوي ،وقد خسرت اليمن عموما، والقوات الجوية خصوصا،واحدا من انبل واكفأ رجالاتها ،الذين عملوا بإخلاص وتفان، فكان نعم القايد، ونعم الصديق والصاحب الوفي لمرؤوسيه وافراده.
وهذا المناضل الجسور كان صاحب فكر نير وقلم حر حيث كان يمتاز بكتاباته الحرة ،وتحليلاته المنطقية ،بعيدا عن المجاملة ،أو التملق والنفاق ،حيث كانت كتاباته الصحفية تمتاز بالموضوعية والصدق والنظرة الثاقبة نحو المستقبل.
وفي مقابلته التلفزيونية ومداخلاته مع القنوات المحلية والعربية والعالمية ،حيث كان يمتاز بالجرأة في الطرح والمصداقية في النقاش والحوار الجاد الهادف .
كان ر جلا وحدويا ،حيث كان يحمل هم وطن ،فلم يساوم في يوم من الأيام بالوطن ،أو يتاجر بالوطن والوحدة ،فقد تعرض هذا المناضل للمضايقات والحبس سابقا فيما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطي ،قبل الوحدة ،وعند خروجه من السجن هرب من نظام وبطش الحزب الى الشمال في عام 87م .
وقد كانت لهذا المناضل مواقف بطولية أثناء حرب صيف 94م الانفصالية التي تزعمها البيض ومهندس الانفصال حيدر العطاس ،وذلك بدعم مباشر من مملكة بني سعود.
وظل متمسكا بموقفه الرافض للانفصال ،وفضل البقاء مع الوطن الواحد الموحد.
واليوم والوطن مازال يتعرض لأكبر مؤامرة وأبشع حرب ،تقودها مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ،وبدعم وتخطيط من أسيادهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الهادفة الى تمزيق الوطن وتقسيمه الى دويلات صغيرة وكنتونات حتى يسهل لهم تحقيق مخططهم ،فقد كان لهذا المناضل والكاتب الفذ والوحدوي سالم عوض الزامكي ،موقفه الرافض لمشروع هادي التدميري منذ اول يوم تولى فية الحكم وأثناء مؤتمر الحوار الوطني ،الذي كان عبارة عن جزء من المؤامرة التي أحيكت ضد اليمن ،وعندما شرعت السعودية في شن عدوانها على اليمن في 26مارس 2015م ،فقد كان لهذا المناضل مواقف وطنية، تصريحات ومقالات صحفية ،ومداخلات تلفزيونية في قناة اليمن الفضائية والمسيرة واليمن اليوم وآزال وقنوات العالم والميادين وروسيا اليوم وغيرها من القنوات، كاشفا ومحذرا من الخطر الذي يحاك ضد اليمن من اجل النيل من وحدته وامنه واستقراره .
فقد وقف الى جانب شعبه ووحدته ،فقد كشف تاريخ هادي،وعمالته للخارج وخاصة بريطانيا ،
ومن مقولاته الشهيرة في صحيفة الميثاق،بعد هروب هادي الى عدن (ان هادي لن يعود يحكم اليمن ،حتى لو اتى معه حكام الأرض جميعا ).
فالشهيد الزامكي كان مخلصا لوطنه وقد روى بدمه ارض اليمن ،وان قطرات دمه الطاهرة ستنبت يمنا واحدا موحدا ، وستثمر في بناء اليمن كما كان يحلم .
ان الذين اغتالوك كان هدفهم ان يوقفوا مشروعك الوحدوي وفكرك النير الذي انار لنا دروب العطاء والنضال.
ونحن هنا نعاهد الله والوطن ونعاهد دمك الطاهر اننا على دربك ودرب كل الشهداء سائرون وعلى نهجك ماضون ،وسنواصل مشوارك الوحدوي .
وان الشهيد الزامكي بفكره وأهدافه ومشروعه الوحدوي ،لم يمت بل لازال حيا وسيظل حيا بيننا وسنحمل ونواصل رسالته السامية .
عاش اليمن حرا ابيا،ًوالمجد والخلود للشهداء الأبطال، والخزي والعار للخونة والعملاء .