الثورة / أحمد حسن أحمد
يعيش العمال على مستوى العالم يوم عيدهم العالمي الذي فيه يتكرمون ويلقون عبارات الثناء والإشادة بعكس العمال في بلاد الإيمان والحكمة الذي قرر العدوان معاقبتهم واستهداف مصانعهم وأعمالهم ليصبح العمال اليمنيون ما بين شهيد وجريح أو مشرد وعاطل فمنذ انطلاق العدوان قبل عامين تعمد استهداف كل مظاهر الحياة وشل حركة المعيشة الطبيعية والتضييق على المواطنين في أرزاقهم فاستهدف عدداً كبيراً من المصانع والمعامل والمنشآت الخدمية وتضرر مئات الآلاف من العمال اليمنيين مما نتجت عن ذلك قصص مأساوية لأسر يمنية أصبحت ضحية العدوان الذي عمل على سرقة قوتهم وحياتهم وعيدهم العالمي.
“الثورة” تستعرض بعض المعاناة التي يتعرض لها العمال اليمنيون جراء العدوان الغاشم والحصار الخانق بمناسبة عيد العمال..
” أنا طالب في مدرسة 30 يوليو صف تاسع تركت الدراسة لكي أبحث عن عمل أستطيع دفع تكاليف علاج والدتي المريضة لأني أكبر إخواني الثلاثة وذلك بعد استشهاد والدي في مصنع البفك الذي كان يعمل فيه لأكثر من عشر سنوات وما زلت أتذكر ذلك اليوم المشؤوم فكنت في المدرسة حينها وسمعنا الطائرات تحلق فوقنا وما هي إلا لحظات حتى اهتزت المدرسة بفعل أصوات الانفجارات فقاموا بإخراجنا حرصا على سلامتنا وعند البوابة لا أعرف ما هو الذي دفعني لسؤال حارس المدرسة عن مكان الاستهداف فكانت الإجابة الصادمة بأنه في مصنع البفك وفي طريق عودتي سمعت صوت الانفجارين الآخرين وعند وصولي إلى المنزل لم أستطع أن أقول لأمي أن الغارات كانت على مصنع البفك حتى جاء الاتصال من أحد أقربائي والذي أخبرنا باستشهاد والدي ”
هكذا يحكي الطفل / وائل سلامة الذي ترك دراسته باحثا عن عمل في إحدى الجولات بعد استشهاد والده في مصنع البفك الذي استهدفه العدوان بثلاث غارات وحشية..
العمال اليمنيون شهداء وجرحى
وفي ذات المصنع وذات الجريمة الوحشية تحدث الأخ سليم منصور الجريح الذي أراده الله أن يبقى حيا شاهداً على تلك الجريمة الخالدة حيث قال:
” كنت على وشك العودة إلى منزلي ولم ابتعد عن البوابة سوى أمتار قليلة بعدها جاء انفجار الصاروخ الأول الذي أفقدني الوعي ولم استيقظ إلا وأنا في المستشفى وقد بتر الأطباء قدمي اليمني واليسري وذراعي الأيسر فحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه وها أنذا اليوم كما ترى عاجز عن العمل والسير لطلب الرزق لكي أعيل، أسرتي المكونة من 9 أفراد وليس لديهم غيري أو.مصدر رزق آخر أما الرسالة التي أوجهها للعدوان في يوم العمال العالمي فهي إن كانت هذه أخلاقكم باستهداف مصنع للبفك بداخله عمال مساكين أبرياء يعولون أسراً فكيف تنتظرون من الله أن ينصركم ويعينكم أما نحن فوالله أننا لن نستسلم وأننا صامدون حتى لو فقدنا أرواحنا ودماءنا وليس أعمالنا وأطرافنا فقط ”
مشردون وعاطلون
ومن نجا من غارات العدوان الهمجية أصبح يتمنى الموت بعد أن ضاق به حال المعيشة نتيجة استهداف مصدر رزقه الوحيد.. حيث يقول في هذا السياق.. الناشط الحقوقي / أكرم التميمي :” قمنا بإعداد ملف كامل وثقنا فيه جرائم العدوان بحق ألقطاع العمالي وسنقوم بعرضه في المهرجان التي تقيمه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عيد العمال القادم ومن ثم سنقوم بإرساله للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وقد وثق الملف عدد المصانع والسواحل والمنشآت العمالية المتعددة وعدداً دقيقاً للعمال اليمنيين الذين استشهدوا وجرحوا وتشردوا وفقدوا أعمالهم مع عرض لخسائر القطاع الساحلي وفئة الصيادين كونهم الأكثر تضررا من غيرهم.
أما بالنسبة للأعذار التي يبرر العدوان استهدافه هو أنه يتم تخزين فيها الأسلحة أو أنها قريبة من مواقع عسكرية أو أن أصحابها يدعمون الحوثيين مع أن السبب ألرئيسي لاستهدافها هو استهداف البنية التحتية للبلاد والحصار الاقتصادي والتضييق على المواطنين في أرزاقهم لإركاعهم ولدينا في الملف ما يفضح مبرراتهم ويثبت كلامنا..
حقد العدوان ومعاناة العمال ”
معاناة العمال اليمنيين تستمر للعام الثالث على التوالي نتيجة استهداف العدوان للمصانع والأسواق ومصادر أرزاقهم.. كما تتضاعف المعاناة بفعل الحصار الذي منع الدواء والغذاء والسفر للعلاج وغيره.. فقصف طيران العدوان للمصانع والمعامل وتدميرها وإبادة العمال فيها خلف وراءه كارثة إنسانية كبيرة جداً فترك كل أسرهم بلا عائل .. وليس أمام أسرهم سوى التذكر والحزن والأسى في عيد العمال العالمي لكل عامل قضى نحبه في تلك المصانع وفي الدوائر والمعامل المهنية ..
يقول صاحب مصنع الخردة في منطقة الأزرقين الشيخ يحيى العاقل :”رسالتي للعمال اليمنيين في عيدهم العالمي هي رسالة عزة وفخر واعتزاز بهم كيف لا وهم الثابتون في وجه الطغيان ألسعودي لأكثر من عامين متتاليين ومازلوا اليوم يمارسون أعمالهم غير آبهين بالعدوان وأدواته القذرة ومرتزقته العملاء أما ما حدث لمصنع العاقل لبيع وشراء الخردة فقد تعرض لغارتين بعد منتصف الليل ودمر كل ما فيه واستشهد حارس المصنع وجرحت زوجته وثلاثة من أولاده وحرم ما يقارب من عشرين عاملاً من مصدر رزقهم بالإضافة إلى خسارتي الكبيرة والتزاماتي الكبيرة التي تورطت بها وحقيقة أني لا أعلم سبب الاستهداف ربما لأن مصنعي قريب من منشآت عسكرية أو بسبب حقد أعمى يستهدف المصانع والقطاعات الحيوية..
الجهات الرسمية تنظم احتفالية ”
وعلى الصعيد الحكومي والرسمي قال الأستاذ سعيد الحكيم- نائب مدير العلاقات بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن الترتيبات التي تقوم بها الوزارة للاحتفال بالعيد العالمي للعمال :”بالتنسيق مع رئاسة الوزراء ونقابة العمال اليمنيين وعدد من التجار ورجال الأعمال والجهات الإعلامية تستعد لإقامة مهرجان جماهيري حاشد يتخلله تكريم كبير للعمال اليمنيين وذلك في الأول من مايو، فالعامل اليمني أحق من غيره على مستوى العالم فهو من وقف بصمود وعزة وشموخ في وجه عدوان غاشم استخدم أعتى سلاح في العالم بما في ذلك السلاح المحرم دوليا وتعمد استهداف فئة العمالة لأطباق الحصار الخانق على اليمنيين فاستهدف المصانع والشركات والأسواق وسواحل الصيد وغيرها من مصادر الرزق وقتل لدينا عدداً كبيراً جدا من العمال اليمنيين ما بين قتيل وجريح ومشرد وعاطل وسنحاول من خلال الفعالية حصر المتضررين من العمال وتكريم الشهداء وإيجاد فرص عمل لمن فقدوا أعمالهم ولذلك أدعو كافة الجهات الرسمية والخاصة للتفاعل مع هذا المهرجان الذي يعالج قضية إنسانية بالغة الأهمية “
قد يعجبك ايضا