*في عيد العمال العالمي.. سواعد اليمنيين أدوات بناء وإرادة انتصار
تحقيق / اسماء حيدر البزاز
الأول من مايو، عيد الكفاح والنضال الشريف، عيد التضحية والبناء والفداء، عيد الثبات والصمود، ورغم فداحة العدوان والحصار إلا أن عمال اليمن يسطرون أروع ملاحم وملامح البذل والعطاء، متفانين في خدمة مجتمعهم ووطنهم لا ينتظرون جزاء ولا شكورا، بذلوا أنفسهم بل وقدموا أرواحهم وهم مرابطون في مقار أعمالهم تحت غارات العدوان وأسلحته الفتاكة ،ومنهم من أصبح على رصيف البطالة لكن كل ذلك لم يزدهم إلا صبرا ..متكئين على أحقية مظلوميتهم، وعدالة قضيتهم .. هؤلاء هم عمال اليمن في عامهم الثالث تحت العدوان والحصار..
أمين عام الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن علي بلخدر تحدث عن واقع العامل اليمني في ظل العدوان الغاشم للعام الثالث على التوالي بالقول : لقد عمد العدوان إلى تدمير مصدر دخل العامل، بل واستهدفه في مواقع عمله بأشد الغارات فتكا وبطشا، وادخل الكثيرين دائرة البطالة والفقر والحاجة، بل عمد إلى إيقاف صرف مرتبات العمال ونقل البنك المركزي إلى عدن لزيادة مأساتهم .
وبنبرة استنكار شديدة يضيف بلخدر : لقد تفنن العدوان بتدمير كل البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، وخلف كوارث إنسانية بالجملة وعلى مختلف الأصعدة والمجالات في حرب عبثية تجاوزت كل الحدود تنوعت بين القتل والدمار عبر أكثر الأسلحة فتكاً ودماراً، وبدأت مرحلة أكثر بشاعة وقذارة وهي استهداف أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه من خلال التضييق عليهم وسد كل المنافذ أمامهم وقتلهم جوعاً بعد أن قتلوهم وحاصروهم ولا زالوا كذلك وهذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية كبرى .
وتابع : إننا أمام إبادة جماعية ولا نعتقد في أي حال من الأحوال أن ذلك يرضي العالم وضميره الإنساني برغم تهاونه عما جرى في الفترة الماضية ولكن اليوم الخطر زاد بشكل كبير وأصبحت الدولة مهددة بالانهيار وهذه كارثة ستطال الجميع وقد تكون المرة الأولى عبر التاريخ أن يدمر ويقتل شعب من أجل شخص أو مجموعة أشخاص أو مصالح ضيقة لقوى محلية أو إقليمية أو دولية”.
وأوضح أمين عام اتحاد عمال اليمن ان أكثر من ثمانية ملايين عامل داخل دائرة البطالة والفقر نتيجة استهداف مصادر رزقهم من قبل العدوان السعودي .
مع سبق الاصرار
فيما كشف مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أوكي لوتسما مؤخرا عن تقديرات دولية تقول إن “خسائر تدمير البنية الأساسية والاقتصادية للحرب في اليمن تبلغ 19 مليار دولار ..وان ثمانية ملايين يمني فقدوا وظائفهم وأصبحوا عاطلين عن العمل.
وفي تقرير حديث حول البنى التحتية والمنشآت الحكومية والخدمية المتضررة، أكد المركز القانوني بصنعاء أن العدوان استهدف 161 محطة ومولداً كهربائيا، و307 خزانات وشبكات مياه، و339 شبكة ومحطة اتصالات، و270 مستشفىً ومرفقًا صحيًا، و103منشآت رياضية، و1.624 منشأة حكومية.
وفي المنشآت الأثرية والسياحية بلغ عدد المنشآت السياحية التي استهدفها العدوان 223 منشأة سياحية، و206 معالم أثرية.
وفي جانب النقل ذكر تقرير المركز القانوني أنه تم استهداف 515 ناقلة غذاء، و235 ناقلة وقود، و15مطارًا، و14ميناءً، و1.577 طريقًا وجسرًا.
وفي خانة المنشآت التجارية والزراعية ذكرت الإحصائية أن عدد المنشآت التجارية المستهدفة بلغ 2.574 منشأة، و1.630 حقلًا زراعيًا، و540 سوقًا تجاريًا، و277 مصنعًا، و314 محطة وقود، و663 مخزن غذاء، و213 مزرعة دواجن ومواشي .. وهذا يعني تسريح جميع العمال في تلك المنشآت المستهدفة ناهيك عن استهداف العمال الذين أصبحوا بين شهيد وجريح.
توقف الإنتاج
وفي مسعى لإيقاف عجلة الإنتاج الوطنية عمد العدوان الى تدمير المصانع والمعامل الإنتاجية بصورة مباشرة والتسبب بإيقاف عشرات المصانع الإنتاجية في ظل الحصار المفروض، وتسريح كافة عمالها سيما وأن الكثير من المصانع حين يتم قصفها يجري الاستغناء عن موظفيها والذين يتحولون بالتالي إلى رصيف البطالَة .. مما يعمق مأساة الـيَـمَـنيين.
وكل ذلك سبَّبَ معاناة كبيرة للعاملين لكن صمود الـيَـمَـنيين وثباتهم جعل العدو يفقد عقلَه فيلجأ من جديد لاستهداف المصانع وكل ما له علاقة بالتجارة.
وبحسب تقديرات الاتحادُ العام للغُرَف التجارية الصناعية فإن خسائر الاقتصاد اليمني بسبب العدوان تجاوزت 75 مليار دولار والنشاط الصناعي توقف بنسبة 75 %، وقرابة 80 % من العمال فقدوا أعمالهم.
وأشار الاتحاد إلى أن الإنتاج الصناعي لم يعد يغطي سوى 30 % مما كان عليه خلال السنوات الماضية.
وفي السياق يرى العامل أحمد أمين القباتلي – مهندس الكتروني ان مستوى العامل اليمني أكثر قوة وكفاءة وجودة من العامل الأجنبي ولكن للأسف الشديد تجد راتب العامل اليمني اقل بكثير من العامل الأجنبي , وان أفضل شيء نقدمه للعمال في اليمن هو رفع مستوى دخل العامل وتشجيع العمال وإقامة الفعاليات والمعارض والندوات للنهوض بعقلية وفكر العامل اليمني وتشجيع العامل اليمني على تكوين مصادر دخل أخرى أو تعليمه أكثر وإتاحة فرص التعليم له بحيث تتوفر للعامل اليمني فرصة في رفع مستوى دخله ومعشيته .
واضاف القباتلي : لاشك ان احتفالنا بعيد العمال في اليمن هو بذرة واحدة من بذرات النجاح والتطور وحافز كبير جدا لكل العمال في اليمن وبداية جيدة للنهضة والتطور في البلد , واقترح ان يكون هناك حافز لكل عامل يمني في عيد العمال تشجيعا له على ما يقدمه وتحفيزا له على مواصلة عمله واتقانه من اجل مصلحة الوطن .
العامل المطحون
الدكتورة وفاء ناشر – وزارة الزراعة أوضحت أن العامل اليمني اليوم وفي مختلف المجالات يعيش وضعا مأساويا فهو مطحون اقتصاديا واجتماعيا، وحتى ينتهي العدوان والدمار ويصلح حال البلاد عندها سيصلح حال العمال.
سنثبت رغما عن انوفهم
عبدالوهاب الفضل – عامل في ورشة للألمنيوم يقول: كنت اعمل في ورشة المنيوم في نقم بأمانة العاصمة وكان اجري لا يقل عن ثمانين ألف ريال شهريا، وهذا المبلغ كفيل بسد احتياجات أسرتي المعيشية، إلا انه وبعد استهداف جبل نقم من قبل العدوان بقنبلة فراغية تضررت الورشة كثيرا وأصبنا نحن بشظايا ولكن الحمد لله لم تكن خطيرة ،وتوقف العمل في الورشة وبحثت بصعوبة عن عمل آخر أتحصل منه اليوم على40 ألف ريال شهريا .
ومضى الفضل يقول: أمنيتي اليوم بهذا اليوم العظيم هو ان يأتي عيد العمال القادم وقد تحقق الأمن والاستقرار والنصر لشعبنا على الأعداء وان ينال كل عامل مكانته المرموقة في المجتمع.
تقدير المجهود
التربوية سهام عبدالخالق – تعمل في إحدى المدارس الخاصة بأمانة العاصمة تقول لنا في هذه المناسبة: اهنئ اولا كل عامل وعاملة في هذا الوطن العظيم، واهنئ هذه الأيادي النظيفة النقية التي تسعى دون كلل أو ملل إلى توفير لقمة العيش الكريمة لأسرتها ورقي مجتمعها ورخاء وطنها، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة والحصار الجائر على وطننا وانقطاع المعاشات، إلا ان ذلك لم يثنها عن مواصلة مشوارها الكفاحي.
وقالت سهام: تطلعاتي في هذا اليوم كمعلمة هي تقدير الدور الذي تؤديه المدرسات لتطور العملية التعليمية خاصة مدرسات المدارس الخاصة واللواتي يبذلن مجهوداً كبيراً ولا يحصلن على أجور اتعابهن من قبل البعض ويعانين من المماطلة والتسويف .
العطاء مسؤوليتنا
واما سعيد مرزوق – عامل نظافة فيقول : نحن نقدر الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا بسبب الطغاة والظلمة المعتدين على هذا الشعب الطيب الأصيل، العدوان الذي لم يترك شيئا إلا ودمره، لكننا نحب وطننا ولن تثنينا أزمة المعاشات عن ترك العمل، بل واصلنا بكل حب وتفانٍ وثقة بأن هذه الشدة ستزول وان جمال المدينة ونظافتها هي مسؤوليتنا، ولن نستسلم أو نخضع، فنصر الله قريب، وهنيئا لعمال اليمن هذا الصمود الأسطوري طيلة ثلاثة أعوام. .
عمال عاطلون
وتوافقها اشراق الصبري – ناشطة مجتمعية التي تقول : العامل اليمني من سيئ إلى أسوأ فبعد ان كان عاملاً الآن صار عاطلاً، فالعدوان وآلته الحربية يريدون ان يجعلوا هذا العيد النضالي للعمال اليمنيين عيدا للحرمان وللجوع والفقر الذي غطى أرجاء وطني الجريح…
ليس العامل وحده بل حتى ملايين الموظفين، واقع العامل اليمني في تدهور كبير مع استمرار الحرب الغاشمة على وطننا الحبيب، ولكن تطلعاتنا في تماسك الشعب اليمني والوقوف يدا بيد مع كل عامل للخروج من هذه المأساة، والحفاظ على وحدة الصف والثبات والبناء وهذه هي عوامل الانتصار والكرامة.
وأضافت الصبري: الأول من مايو يختلف في اليمن عن واقعه في العالم اجمع فبالكاد يوفر العامل قوته ومصدر دخله ورأس ماله هو العيش الكريم وحرية وطنه واستقلاله.
أما الإعلامية فايزة الوصابي فذهبت إلى القول: العامل اليمني أصبح يمر بأصعب الظروف وأصبحت الحياة البسيطة التي هي من حق كل شخص يعيشها مفقودة بالنسبة للعامل اليمني ومن يعولهم .
الإعلامي أحمد الكبسي أوضح أن واقع عمال اليمن واقع بائس فهو بدون مرتب منذ ثمانية أشهر بسبب الحصار والعدوان الذي سرح عشرات الآلاف من العمال من أعمالهم عندما استهدف المصانع والمزارع والمنشآت الحيوية .
ويتطلع لمستقبل أفضل لقطاع العمال ولكل اليمنيين فالانتصار في معركة الحرية والكرامة والسيادة سيكفل حياة كريمة لكل اليمنيين لاسيما بعد قطع الحبل السري للأموال التي كانت تتدفق على الأفراد والجماعات بهدف تحويل اليمن الى حديقة خلفية للنظام السعودي.
قد يعجبك ايضا