الأسرة / زهور السعيدي
سرعان ما يدرك الإنسان أن ربيع عمره قد ولى وانه دخل في مرحلة الشيخوخة وان حاول أن يقنع نفسه بغير ذلك إلا أن آثارها تمتد إلى جسده وصحته ومزاجه وقوته رغم ارادته..
ومهما يتهرب الإنسان منها بممارسة الرياضة وإتباع الأنظمة الغذائية إلا انه لا يمكن تأخيرها أو التهرب منها، فيما يرى البعض الآخر أن سعادة الإنسان تبدأ بعد عمر الستين وانه يحظى بالراحة والهدوء والاستقرار بعد هذا العمر .. تفاصيل أكثر حول الموضوع تجدونه في السياق التالي:
ما إن يتقدم العمر بالإنسان حتى ترافقه الكثير من الأمراض وتلازمه المتاعب والآهات ومن أبرز الأمراض التي تصيب من يتقدم بالسن مرضي السكر والضغط بالإضافة إلى مرض الزهايمر والذي قد يبدأ من سن مبكرة أحيانا ..
ويقول الأطباء المختصون: إن هذه الأمراض الثلاثة ترافق الإنسان بقية حياته ونادرا ما يتم معالجتها نهائيا وان الانتظام بالعلاج ربما يخفف عنها ولا يقضي عليها إلا ما ندر.
ويرجح الأطباء سبب الانتشار الكبير لهذه الأمراض في أوساط كبار السن إلى عدم الانتظام الغذائي الذي يتناوله الشخص مما يؤدي إلى إصابته بالكثير من الأمراض المختلفة ومن أهمها السكري والضغط ..
ضعف عام
الدكتور علوي البرعي– طبيب عام قال: إن المتقدم بالعمر يصاب بضعف في المناعة وخاصة إذا كان من الذين يتناولون العقاقير الطبية المهدئة باستمرار مما يفقدهم المناعة وتهددهم بذلك الكثير من الأمراض ويصبح جسم الشخص قابلا للإصابة بأي مرض ويعتبر السكري والضغط والزهايمر من ابرز الأمراض التي تصاحب المتقدم بالعمر حيث يصاب تقريبا ثمانية من كل عشرة أشخاص بهذه الأمراض ومع تقدم الإنسان في العمر تحدث تغيرات في أجهزة جسمه المختلفة مما يسبب ظهور العديد من الأمراض التي تنتشر بين كبار السن وتتميز مرحلة التقدم بالعمر بالإصابة بالعديد من الأمراض في ذات الوقت والأعراض التي تظهر تكون غير محددة، ومن أهم الأعراض التي تظهر على الإنسان في مرحلة الشيخوخة اضطراب درجة الوعي والسقوط المتكرر عند المشي وفقدان القدرة على الحركة وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
شيخوخة الخلايا
وأثبت العلماء أن الشيخوخة عند الإنسان تبدأ بعد بلوغه سن الـ39 وأنه لا يمكن التهرب منها حتى في حالة الاستمرار بممارسة الرياضة، لأن الأخيرة تقوي نظام المناعة وتحسن المزاج لا أكثر، ولا يمكنها أن تؤخر شيخوخة الخلايا شيخوخة ليست مرضاً وإنما هي مجموعة من العمليات البيولوجية وليس بمقدور أحد أن يتحاشاها, إن قليلا من العناية والحذر كفيلان بمنع أو على الأقل تأخير حدوث الكثير من الإعاقات. ولكي يبقى المسن في حالة صحية جيدة فانه يحتاج للنصائح التي يجب أن يتبعها للإبقاء على النشاط والصحة في الشيخوخة ومعلومات خاصة بمنع حدوث الإصابات أو الأمراض أو الإعاقة.
ففي هذا العمر تبدأ عملية إنتاج المايلين بالانخفاض ما يؤدي إلى إضعاف عمل الدماغ والقلب وظهور اضطرابات في وظيفة الجهاز العضلي الهيكلي للشخص، وتبدأ خلايا الجلد في هذا العمر بالشيخوخة وتظهر التجاعيد ويفقد الجلد مرونته ويبدأ الشعر بالتساقط.
ويشير العلماء إلى أن مستوى “المايلين” يبدأ بالانخفاض في متوسط العمر، ولكن لدى الإنسان ما يكفي من الوقت لاتخاذ ما يلزم للتأثير في عملية شيخوخة الدماغ وتأخير أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر وغيره.
هناك طرق عديدة لتقليل انخفاض مستوى المايلين، من ضمنها تناول الفيتامينات والتغذية السليمة.
ونتيجة تأثير تراكم مجموعة متنوعة من الأضرار الجزيئية والخلوية بمرور الوقت يؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في القدرات البدنية والعقلية وتزايد احتمالات المرض والعجز.
بعد الستين
كشفت دراسة أن مشاعر الرفاهية والسعادة تبدأ بعد عمر الستين وتزداد في العقد السابع من العمر وان معدل السعادة يرتفع كلما تقدم الإنسان في عمره إذا توفر له التفاؤل والثقة والراحة، وأشار الباحثون إلى انه على الرغم من أن معظم الأفراد في هذا العمر يعانون من أمراض متعددة بما في ذلك الضغط والسكري والتهاب المفاصل إلا انه إذا توفر لهم الرعاية الصحية الجيدة قد يكونوا أكثر سعادة من مرحلة الشباب وذلك لان همومهم لم تعد كالسابق
وأكد الباحثون أن واحداً من بين خمسة أفراد يشهدون زيادة كبيرة في مشاعر السعادة والراحة لأنهم يشعروا أنهم أدوا دورهم في الحياة بشكل جيد وخاصة بعد زواج أبنائهم واستقرارهم في حياتهم الأسرية فعيش المسن مع أولاده وأحفاده سويا يشعره بالأمان والسعادة .
الرعاية الصحية
يحتاج المسنون الذين تقدمت أعمارهم وأصبحوا محتاجين إلى من يهتم بهم إلى العديد من الخدمات التي يجب أن تقدمها الدولة والمجتمع لهم خاصة إن كانوا ليس لديهم مأوى أو قريب يهتم بهم. وتقول أحلام الفيل والتي تعمل ممرضة في دار رعاية المسنين : إن الدار قد يقوم بتوفير كل الاحتياجات الأساسية للمسن من دواء ورعاية طبية إلا انه يشعر باليأس والملل عندما يعيش بدار المسنين وخاصة أن دار المسنين يقتصر للكثير من الأنشطة التي يجب تقديمها للمسنين وذلك لعدم توفر الدعم اللازم لذلك فتجدهم ينتظرون الموت يوما بعد آخر ومشاكلهم لا تختلف كثيرا عن مشاكل الأطفال أيضا تجد القلق والإحباط والشعور بالذنب والوحدة النفسية والخوف وفقدان القيمة وخاصة انهم يعيشون في دار للمسنين يرون ما حولهم يعاون من العجز والمرض فبتركهم مكان إقامتهم يخلق أزمة نفسية عندهم وخاصة بعد فقدان الشريك أو الأصدقاء من حولهم.
عدم توفر الأنشطة
*وتقول وفاء العوامي مدربة في تنمية القدرات: إن بعض الدول المتقدمة توفر نواد للمسنين قد يقضوا فيها أوقاتهم دون الشعور بملل أو وحدة يمارسون فيها الأنشطة الرياضية وينظمون بعض الألعاب الخفيفة مثل رياضة المشي وبعض التمرينات التي تناسب أعمارهم بالإضافة إلى احتوائها جانب ثقافي يحتوي على المجلات والقصص حيث يقضي المسن وقته مع أقرانه وأصدقائه ونحتاج في مجتمعنا إلى إقامة مثل هذه النوادي التي تحتوي على تمارين وأنشطة وأعمال يدوية تشغلهم وقت فراغهم وخاصة أن كبار السن يمثلون شريحة كبيرة بين السكان ويحتاجون إلى توفر الرعاية والاهتمام من الأفراد والمنزل ثم من المجتمع والدولة .
قد يعجبك ايضا