الحسين في قلوب مؤمنة
زينب عبدالوهاب الشهاري
إيرانيون….مجوس…عبدة نار…مليشيات مسلحة….خطر على الأمن القومي….وغيرها من الألقاب التي يطلقها تحالف العدوان على شعب عرف بالطيبة والخير.. يقطن بقعة من الأرض لها من الحضارة والعراقة والأصالة ما لا يستطيع أحد في العالم إنكاره…
حرب دارت رحاها على مدى سنتين تلج عامها الثالث… ما هي إلا امتداد لحروب أخرى امتدت لست سنوات كانت أمريكا فيها الأيادي الخفية المحركة لها من خلف الستار والتي أدركت خطر فكر السيد حسين بدر الدين الحوثي على سياستها الاستعمارية التدميرية في البلدان وخصوصا على البلدان العربية التي كانت ولا زالت تقاسي وتعاني وترزح تحت وطأة هيمنة من ضربت عليهم الذلة و المسكنة وأضحت أمة ذليلة مستعبدة مستكينة خاضعة… وعي وفكر وبصيرة منبثقة من ثقافة قرآنية تجلت لها الحقائق و فهمت أبعاد الأمور تنبه لها أعداء الإسلام وسارعوا يحاولون إطفاءها ودفنها في مهدها غير مدركين أنهم كلما حاولوا إطفاء ذلك النور ازداد توهجا وسطوعا واخترقت أشعته الآفاق ووصل ضياؤه إلى كل العيون المغمضة ففتحت ورأت الطريق القويم فسارعت تخطو نحوه بكل شغف..
تألم على واقع أمة مرير موجع و حاول أن ينتشلها من شقائها و أن يجعلها أمة قوية حرة لا تركع أو تخضع لأحد فرسم لها طريقا استلهم ملامحه من نفاذ بصيرته ومن عمق فهمه للقرآن وانتهاجه درب أجداده والسير على خطاهم…في حين تنصل الجميع عن المسؤولية وسقطوا في وحل العمالة والعبودية…. كان السيد حسين بدر الين الحوثي رضوان الله عليه يرسم للأمة مشروعا يضمن فيه خلاصها من التبعية والذل ويمهد لعهد جديد من الحرية والاستقلال والدين القويم… وهكذا أدرك هذا العدو خطر هذا الرجل العظيم على مشاريعه الاستعمارية فشن حربا شنيعة عليه وعلى أتباعه استشهد فيها السيد حسين جسدا إلاّ أن روحه الإيمانية الثائرة باقية تسكن جسد كل يمني حر مؤمن… قصفوا صعدة في محاولة لوأد الثورة الحسينية إلا أنها امتدت إلى أصقاع اليمن…يقصفون اليمن أرضا وإنسانا الآن ليقتلوا روح الحسين الثائرة المتوقدة في كل يمني… غير مدركين أن بفعلهم هذا ستمتد ثورة الحسين وسينتشر المشروع القرآني ليشمل العالم العربي كله ويمتلىء بالحسينيين الثوار الذين سيقتلعون جذور الطغاة وينهون عربدتهم في العالم وبهم سيشع نور المسيرة القرآنية بإذن الله في الكون أجمع.