عبدالوهاب شمهان
إن العدوان الذي دمر الطرقات والجسور وهي شريان الحياة لأي بلد وأي شعب لا يمكن أن يكون وسيط خير يسعى لتحقيق المصلحة وتحسين الأوضاع إلى الأفضل ولا يمكن لأي بلد يدعي الديمقراطية أن يحارب تجربه ديمقراطية مهما كان وضعها فقد شهدوا لليمن وباركوا خطواتها ولا يمكن له أن يعيد بناء تجربه ديمقراطية حقيقية في ظل ما صنع وعربد وإنما باستطاعته بناء حكومة تابعة له تخضع لمتطلبات أمنه وتحقيق مصالحه وهذا ما نخشاه على بلدنا فهو يواجه طغيان امريكياً متواصلاً لا رحمة فيه ولا هوادة يواجهه أعداء أرادوا له الاستسلام والخنوع لكنهم وبرغم تجييش عملائهم وجلبهم لمرتزقة الدنيا بما فيها المارينز الأمريكي الذي تحول إلى سلعة في أيدي قادته إلا أنهم هزموا ولن يتمكنوا من تحقيق أيّ انتصار يذكر برغم الغارات والصواريخ وكافة أنواع الأسلحة البحرية والجوية والبريه الحديثة أمام إرادة شعب لا يملك القوة الموازية لقوتهم المسنودة بالدعم الدولي لتطبيق الحصار البحري والتشديد على كل المنافذ البرية بمشاركة مباشرة وغير مباشرة من كل من يدعي صداقة اليمن أو يدعي حماية شعبها وهو يدمر المدن والقرى والمنشآت السياحية والثقافية والدينية والمدن والمواقع الأثرية ومثل هذا لا يمكن له أن يحمي شعب اليمن وما محاولة اقتحام الساحل الغربي واحتلال محافظة الحديدة وليس ميناء الحديدة إلا جزءاً: من المؤامرة الدولية على اليمن وشعب اليمن. محافظة الحديدة هي الرئة التي يتنفس منها الشعب اليمني وهي المنطقة السياحية البحرية وهي سلة الغذاء والفواكه والخضروات والإمداد المليئة بالجزرالتي أصبحت اليوم تحت أقدام الغزاة المحتلين الذين تتساقط مبرراتهم أمام العالم وشعوبهم كأوراق التين ليكشف عورات مخططهم العدواني القاتل للحياة اليمنية .
– المنطقة الشمالية الجبلية جزء لا يتجزأ من الساحل اليمني ومن الأرض اليمنية والسياحة فيها لا تكتمل الا بتواصل السياحة في الساحل الغربي والجنوبي والشرقي لليمن كما أن قيام الصناعة والزراعة في اليمن لا يمكن أن تنهض بفصل الساحل عن الشمال وحصار الشمال بين جباله الراسخة التي لن تنطلق منها إلا جحافل الأسود والنمور العربية لتصنع ملاحم البطولة والدفاع عن الوجود في هذه الحياة وعن الأرض الطيبة . إن النوايا الأمريكية أكثر لؤما وخبثا من أعوانهم فإذا تحقق لهم وجود وسيطرة على الساحل الغربي لن تجدوا تهامياً في موقعه إلا إن كان عميلاً ولا يمانياً إلا إذا انساق وراء رغباتهم وسيكون الساحل للأفريقيين والأجناس الأخرى ولم يعد الزمان كالماضي يمكن استرجاع القوة والروح الوطنية في سنوات وإنما ستحتاج إلى جيل كامل أو أجيال إن أوقدت تصرفات أعدائهم الغيرة والشعلة الوطنية وتعالى صوت المطالبة بالحرية وأمامكم اليوم دول عدة صارت ضحية من يدعون العروبة وحماية الإسلام خاصة وقد انبتوا فيها بذرة الفرقة التي يساق إليها اليمانيون دون وعي تغمض عيونهم المصلحة والسلطة والمال ويعتقدون أنهم على صواب في قتال بعضهم بعضا تاركين المدافعين عن الأرض دون سند قوي ينطلق من المحافظات الوسطى والجنوبية والساحلية اعتقادا منهم أنهم في الطريق الحق بينما تتحقق غايات استعمارية بأيدٍ يمنية طمعا في عودة ما يسمى الدولة أو التحرير ولا يحسبون ضحايا المعارك المتواصلة لأن من يخطط بعيد عنها ولا ينظرون للواقع والفرق كيف كانت عدن وكيف أصبحت في ظل العدوان كيف كانت محافظة تعز وكيف أمست .إن الاستعمار يظل هو العدو الممارس للقتال بأيد عربية وحتى آخر جندي عربي متخذا من مقولة (فرق تسد) شعار المرحلة ولا يقاتلون إلا من الجو أو من البحر ومن مسافات بعيدة لاتصل اليهم النيران لكن نيرانهم تحصد الجنوبيين حصداً تحت مسمى نيران صديقه دون تمييز بين شمالي وجنوبي فكلهم يمنيون إنهم يضربون عصفورين بحجر ويتخلصون من الطرفين حتى إذا عادت النخوة اليمانية لا يمكن لها حتى الحديث عن حرب أو تحرير .
— إن العدو يسعده كل استنزاف داخلي يمنع الإمداد ويفرق الجيش واللجان والقبائل ويفقد المسلم الذي وحده الله بالاعتصام بحبله ويفقده الروح المعنوية ويحوله إلى فصائل وأحزاب ومذاهب وسلوك ما أنزل الله به من سلطان ونسوا أن الله يقول ( وكذَلك جعلناكم أمةً وسطًا لتكونوا شهداء على الناسِ ويكون الرسولُ عليكم شهيدا ) فأين ذهبت الوسطية ومناصرة المظلوم …إن وجود الشعب اليمني على أرضه في خطر داهم أن لم يوحد الصف ويتكاتف الجميع ويكونوا على قلب رجل واحد دون مراء وخداع وعيون تطلع إلى كرسي الحكم والوزارة فبهذا التوجه سيكون اليمن لقمة صائغة وسيظل الصراع قائما إلى ما شاء الله ..
— إن المال المدنس وأطماع السيطرة على السلطة تعبث بالشعوب تفرقها وذلك أسهل الطرق لتدمير قواها . وها هو العدو يستغل كل بذرة شيطانية لإذكاء الطائفية والمذهبية والحزبية التي من خلالها يمكنه الانتصار وإبقاء اليمن تحت سيطرته ووضع شعبه مجرد مخزون سكاني لخدمة مصالحه ومعسكر كبير للتجنيد والقتال في صفوفه نيابة عنه فيأخذه بعيدا عن أي تقدم ورخاء و ازدهار لليمن كما يراد لها فلا مصانع تعتز بيمانيتها ولا سياحة ترتقي بخدماتها ومنشآتها وفقا لاستراتيجية يمنية ولا نهضة تقود إلى المجد والعلو بدين الإسلام الذي ارتضاه الله لأمة محمد دينا ..ومن هذا المنطلق يقع على اليمانيين واجب تحقيق التلاحم والوحدة الوطنية فاليد باليد هي الوسيلة للاعمار والبناء وردع الأعداء وما يحدث اليوم بخساسة الاستعمار وسقوط البعض من رجال اليمن في فخ العدوان الذي لا يمكن الخروج منه إلا إذا وجدت إرادة قوية وإحساس بالمسؤولية تجاه اليمن وشعبها .
— لقد غابت الحكمة فلا يضاف إليها غياب الإيمان . بلدكم أيها اليمانيون في جميع أنحاء العالم إن لم تكونوا معه لن يكون لكم وطن فأين مواقفكم المناهظة للعدوان لا تركنوا على الدبلوماسية النائمة في السفارات بدون مشاعر وطنية و يتاجرون بالأبناء ويحولونهم إلى إرهابيين وما حدث في تركيا ليس ببعيد علينا يجب أن يكون عنوانا دائما لا ينسى فالعاملون في السفارات يقودهم اليوم تحقيق السلامة لأنفسهم وأولادهم وتجارتهم وأرباحهم وبقاء المصلحة المالية ولا يهم لمن يكون اليمن حتى للشيطان .
— بلدكم فيه كل الخيرات والكنوز والتاريخ والجغرافيا من الموقع الهام إلى الجزر التي تشكل ثروة قومية سياحية واستراتيجية لوحدها اليوم يتم تقاسمها بكل صلافة وعنجهية تحت مسمى التأجير أو الاتفاق هل شاهدتم في العالم من يتنازل عن أرضه…. ولازالت الحكاية في البداية ولم تنته بعد فالعمل جار لفصل الجسد عن أعضائه الأساسية كنوز الثروة السمكية والسياحة والغاز التي كانت تسعى إليها اليمن فجاء العدوان بشره يريد إنغماسكم فيه فهل تعقلون أم على قلوب أقفالها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.