بالمختصر المفيد.. كل شاة معلقة بظفرها
عبدالفتاح علي البنوس
يقال في المثل الشعبي (كل شاة معلقة بظفرها) ، بمعنى أن كل شخص مسؤول عن تصرفاته وأفعاله وأقواله ما دام يمارسها ويقوم بها بنفسه، ومن الطبيعي أن يحاسب الفرد عليها ويسأل عنها ، حتى ولو حاول إنكارها ، مادام هنالك شواهد حية محسوسة وملموسة توكد ضلوعه في هذه الممارسات والتصرفات وقيامه بها ، وهذا المعيار يجب أن يطبق على الجميع دونما استثناءات أو امتيازات لهذا الطرف أو ذاك ، وخصوصا إذا ما أردنا الإنصاف وتسمية الأشياء بمسمياتها ، وإذا ما كنا ننشد الحرص على وحدة الصف الوطني وتعزيز روح التلاحم والثبات والصمود الوطني في مواجهة العدوان الغاشم بكل وسائله وأشكاله وصوره وأدواته.
فالقوى الوطنية المناهضة للعدوان مطالبة بالتحلي بالمصداقية والشفافية فيما يتعلق بطبيعة العلاقة والتوافق الرابط بينها في هذه المرحلة ، فإما أن تعتمد على قاعدة المثل الشعبي كل شاة معلقة بظفرها بحيث تخلي مسؤوليتها من أي فرد تصدر عنه مواقف وتصرفات فردية تسيئ للطرف أو الأطراف الأخرى أو تستهدف رموزهم بإتهامات باطلة وكاذبة ، حيث تعمل على محاسبة هذا الفرد في إطار الحزب أو الجماعة وتتخذ في حقه العقوبة المنصوص عليها في لوائحها وأنظمتها الداخلية وتطلع الرأي العام على ما تم اتخاذه ، وإما أن تترك المجال للسلطات الرسمية المختصة لتطبيق النظام والقانون تجاه هذا الفرد العاق ويحاسب ويعاقب على ما قام به وللحزب أو التنظيم الذي ينتمي إليه الوقوف إلى صفه والدفاع عنه متى رأوا بأنه تعرض للتعسف ،لا أن تتحول القضية إلى عصبوية حزبية وسياسية وصراع مصالح ضيقة كون ذلك سيدفع بالأوضاع نحو الإنفجار أكثر مما هي عليه اليوم .
لا نريد صراع أجنحة ، وصراع مصالح ومكاسب بين القوى الوطنية ، لا نريد أن نتحول إلى ثعابين كل طرف لا يبخل في توظيف كل صغيرة وكبيرة من أجل لدغ الطرف الآخر وتشويه صورته وتأليب الشارع ضده ، لا نريد (شيهطة ومعراصة ) ولف ودوران على بعضنا البعض ، الحملات الإعلامية الموجهة لتشويه هذا الطرف أو ذاك لن تؤتي ثمارها ولن تحقق أهدافها ، لأن كل طرف يعرف الآخر جيداً ولا حاجة للتذاكي وتسجيل النقاط على بعضنا البعض ، نريد صفاً واحداً ، وجبهة واحدة ، ومساراً وتوجهاً واحداً ، لأن الأحزاب والجماعات زائلة والوطن هو الباقي فقط ، وعلينا أن نعمل من أجل الوطن وأن نترفع عن الصغائر ونسمو عليها من أجل الوطن ، حتى يتجاوز هذه المحنة العصيبة .
بالمختصر المفيد السيئ والشاذ والمرجف والمثبط لا يمثلنا ولا نتشرف به من أي حزب أو مكون كان ، و من يلتزم بتوجهات الحزب أو المكون السياسي فهو الذي يمثله ويعبر عن وجهة نظره ، ومن لا يلتزم فلا يمثله ولا صلة للحزب أو المكون به ،ولكن المطلوب اتخاذ إجراءات تنظيمية وقانونية ضده ، لا أن نجاريه ونغض الطرف عنه ونتماهى مع ما يطرحه في وسائلنا الإعلامية وكتاباتنا الصحفية ومنشوراتنا الفيسبوكية ونرى ذلك من الحقوق والحريات المتاحة ، هذا هو المطلوب اليوم إذا كانت لدينا الجدية والحرص والمصداقية في العبور بالوطن إلى شاطئ الأمان وكسر قرن الشيطان ، وليعم البلاد الأمن والأمان ، بإذن ومشيئة الواحد الديان .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .