الثورة نت/ متابعات
تعالت الأصوات الدولية المطالبة بإيقاف العدوان ورفع الحصار ووضع حد للمعاناة الإنسانية والمتفاقمة في اليمن.
وتأتي هذه الدعوات والمناشدات بسرعة فتح كافة الموانئ والمرافئ وتسهيل عملية تدفق المساعدات في وقت تواترت فيه الأنباء عن استعداد قوى العدوان لشن هجوم عسكري كبير على ميناء الحديدة.
وفي هذا الصدد طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بفتح كافة الموانئ والمرافئ في اليمن للسماح بدخول المساعدات إلى هذا البلد الذي تشن السعودية عدوانا عليه منذ أكثر من عامين.
وقال غوتيريس في كلمته خلال المؤتمر الدولي حول اليمن أمس بجنيف أن الحرب في اليمن أثرت على كافة جوانب الحياة هناك، وأن نسبة وفيات الأطفال في اليمن هي الأعلى على مستوى المنطقة، مضيفا أنه يجب “علينا أن نقلب الطاولة لإنهاء الصراع في اليمن”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة “كافة الأطراف لتسهيل إيصال المساعدات إلى اليمن”، مشددا على أنه “يجب إيصال المساعدات إلى اليمن، ومنظمات الإغاثة تعاني من توفير وتمويل المساعدات”، وأنه “يجب فتح كافة الموانئ والمرافئ في اليمن لوصول المساعدات”.
وقال أمين عام الأمم المتحدة في ختام المؤتمر أن الدول المانحة تعهدت بتوفير 1.1 مليار لمساعدات الإنسانية فيما كان المبلغ المطلوب من قبل المنظمة الدولية لتلافي المجاعة في اليمن يزيد عن 2.1 مليار دولار.
وكان مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قد أعلن أن اليمن مهدد بأسوأ كارثة إنسانية بعدما تسببت الحرب المستعرة منذ عامين في اندلاع أزمة غذائية غير مسبوقة. ودعا دول الخليج إلى المساعدة في تجنب هذه الكارثة .
وحذر أكبر مسؤول للشؤون الإنسانية ستيفين أوبراين من تداعيات انتشار الجوع في اليمن، وقال إنه ينبغي لدول الخليج المساعدة في تفادي الأزمة بعدما تركت الحرب المستعرة منذ عامين الملايين عرضة لخطر المجاعة.
وأضاف أوبراين: إن نحو 17 مليون من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة يفتقرون إلى الغذاء الكافي وإن ثلاثة ملايين طفل على الأقل يعانون سوء التغذية ويواجهون “خطرا كبيرا”.
وقال “هذه تتحول بسرعة إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وأحث المنطقة بالأخص على تعزيز الدعم للشعب اليمني المحاصر في الصراع”.
وأوضح أن منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تصل إلى أكثر من خمسة ملايين يمني “رغم كل العوائق البيروقراطية وصعوبات الوصول بما في ذلك الموانئ”.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، إلى وقف “الحرب المجنونة” على اليمن وإلى وقف الحصار الاقتصادي وطرح مبادرة لتحسين الوضع الإنساني.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في كلمته في افتتاح مؤتمر تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن في جنيف: “إن أهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لليمن هو وقف الحرب المجنونة ووقف الحصار”.
وأضاف غاتيلوف “لو استمرت الحرب في اليمن فإن الرابح الوحيد هو “داعش” و “القاعدة” والقوات الحليفة لها”.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي من تصعيد الكارثة الإنسانية في اليمن في حال شن هجوم على ميناء الحديدة وشن هجوم لاحق على العاصمة صنعاء، مؤكدا أن ذلك أمر غير مقبول.
ودعا إلى طرح مبادرة فورية لتحسين الواقع الإنساني في اليمن ووقف كل أشكال الحصار البحري والجوي والبري في هذا البلد.
كما دعا غاتيلوف إلى استئناف عمل مطار صنعاء بشكل اعتيادي من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو تجري اتصالات مع جميع الأطراف في اليمن وشركائها في الخليج، مضيفا أن بلاده ستواصل بذل الجهود في مجال تسوية الأزمة اليمنية.
كما دعت منظمة أوكسفام الخيرية الدول المانحة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لليمن لإنقاذ حياة ملايين المدنيين الذين يواجهون الجوع والمرض بدلا من تقديم الأسلحة التي تؤجج الصراع المتأزم.
وقال ألكسندر فنتورا منسق الطوارئ ورئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن “النظام الصحي على شفا الانهيار والخدمات الطبية تحت النار.”وقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص في الصراع اليمني الذي تسبب في أزمة إنسانية.ولم تتلق الأمم المتحدة حتى الآن سوى % 15 من 2.1 مليار دولار تسعى لجمعها لتوفير المساعدات
لليمن هذا العام.
إلى ذلك حذر المجلس النرويجي للاجئين من تصعيد القتال حول ميناء الحديدة.
وقال أمين عام المجلس يان ايغلاند في بيان صحفي أن تصعيد الأعمال العسكرية حول ميناء الحديدة
سيقوض الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن التي تعد على شفا المجاعة ، مشيراً إلى أن اليمن يعتمد على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان من الغذاء والوقود والأدوية ، وهنالك قلق متزايد من أن القتال قد يعرقل الواردات.
وتابع أمين عام المجلس قائلاً : “إذا تفاقمت المعارك وقطعت شريان الحياة عبر ميناء الحديدة سيكون بقاء الملايين من المدنيين معرضاً للخطر”.
وذكر البيان أن المجتمع الإنساني بحاجة إلى 2.1 مليار دولار ليتمكن من الوصول إلى 12 مليون شخص من أكثر الناس ضعفاً والذين لا يستطيعون مواجهة الأزمة و يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة ، موضحاً أنه لم يتم تمويل سوى % 15 فقط من هذه السنة ، لافتاً إلى أنه بدون الضخ الفوري للنقد، فإن الاستجابة الإنسانية ستكافح من أجل إحكام السيطرة على المجاعة.
ونوّه البيان إلى أن اليمن يتحول إلى بلد يحتاج فيه الجميع تقريباً إلى المعونة ، إذ يحتاج ما يقارب 19 مليون شخص – أي ثلثي السكان – إلى نوع من أنواع المساعدة الإنسانية.