مديرة عام اليونسكو في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

> للكتب قدرة على بناء مجتمعات المعرفة
الثورة /..
احتفلت يوم أمس منظمة اليونسكو والمؤسسات الثقافية في العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، والذي يحتفل به في الثالث والعشرين من  ابريل في كل عام.
وخصصت اليونسكو  احتفالية هذا العام للاحتفال بالأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر، الذين يواجهون صعوبة في قراءة الكتب والمطبوعات الأخرى مما يعيق مشاركتهم بصورة فعالة وكاملة في المجتمع. ووفقاً للاتحاد العالمي للمكفوفين، تبلغ نسبة الكتب المتوفرة بطريقة بريل أقل من 10% فقط من أجمالي الكتب التي تُطرح في الأسواق كل عام، وتصل هذه النسبة إلى 1% في البلدان النامية.
وفي رسالة المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، ذكرت أن “اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يعتبر فرصة لتسليط الضوء على قدرة الكتب على تحقيق رؤيتنا للمجتمعات التي نأمل أن تكون شاملة ومتعددة ومنصفة ومفتوحة وتسمح بمشاركة جميع المواطنين”. ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تدعو اليونسكو للأخذ في الاعتبار حقوق واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجع على الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة والتي يمكن تكييفها لملائمة احتياجاتهم. وبهذه المناسبة وجهت إيرينا بوكوفا  مديرة عام اليونسكو  رسالة بهذه المناسبة  ننشرها في السطور التالية :

يُعدّ اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف فرصة مناسبة للعمل على إبراز قدرة الكتب على نشر رؤية اليونسكو الرامية إلى بناء مجتمعات المعرفة التعددية والتشاركية والمنفتحة والمنصفة والشاملة لجميع المواطنين.
يقال إنّ كيفية معاملة المجتمع للفئات الأشد ضعفاً فيه مقياس لمقدرة إنسانية المجتمع. ويبيّن لنا الأخذ بهذا المقياس فيما يخص مقدار الكتب المتاحة لأولئك الذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقة البصرية، وأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية أو من مصاعب في التعليم “لأسباب مختلفة” أنه لا يسعنا وصف الوضع القائم في هذا المجال إلى بأنه “مجاعة كتب”.
وتفيد بيانات الاتحاد العالمي للمكفوفين بأنه يوجد بين كل 200 نسمة من سكان المعمورة مكفوف واحد تقريباً، ويعني هذا الأمر وجود 39 مليون مكفوف بيننا. ويعاني 246 مليون نسمة من بقية سكان العالم من إعاقة بصرية شديدة تجعل قدرتهم البصرية محدودة للغاية. ويستطيع هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة البصرية، أو الأشخاص العاجزون عن قراءة المطبوعات، وفقاً للتقديرات المتوفرة في هذا الصدد، الاطلاع على 10% فقط من جميع المعلومات المكتوبة والأعمال الأدبية التي يستطيع الأشخاص المبصرون قراءتها.
ويؤدي سوء تصميم الكتب، أو تعذّر الاطلاع عليها، إلى الحدّ أيضاً من قدرة أولئك الذين يعانون من مصاعب التعلّيم على القراءة والفهم. وتفيد بيانات الجمعية الدولية المعنية بعّسر القراءة بأن نسبة التلاميذ الذين يحتاجون إلى ترتيبات ومساعدات خاصة تتراوح بين 3.5 في المائة من مجموع التلاميذ.
وتشكل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك أهداف التنمية المستدامة، تحولاً نموذجياً في مجال الإقرار بحق المعوقين في الانتفاع بالكتب والمعارف وسائر أشكال الحياة الثقافية على قدم المساواة مع الآخرين.
وتعمل اليونسكو، في إطار الاتفاقية، على تحسين فهم المسائل المتعلقة بالإعاقة ونشر والمعرفة بها، وكذلك على حشد الدعم من أجل الإقرار بوجوب صون كرامة المعوقين وحفظ حقوقهم وضمان سلامتهم وسعادتهم، فضلا عن الإقرار بمنافع إدماجهم في المجتمع.
ولذلك جرى اختبار العاصمة الغينية كوناكوي عاصمة عالمية للكتاب لعام 2017م تقديراً لبرنامجها الرامي إلى تعزيز المطالعة لدى الشباب والفئات السكانية المحرومة.
وإنني لأدعو اليوم جميع الشركاء الدوليين لليونسكو ولا سيما رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات إلى الالتئام والعمل معا بالتعاون مع العاصمة الغينية كوناكري من أجل الاحتفاء بالكتب بوصفها السبيل إلى تحقيق الرغبة في تشاطر الأفكار والمعارف ونشرها، وكذلك الرغبة في الحضّ على التفاهم والتسامح وبناء مجتمعات شاملة للجميع.
وهذه هي الرسالة التي تودّ اليونسكو تبليغها في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.

قد يعجبك ايضا