(سياسة التجويع) السعودية والقتل بدم بارد
عبد العزيز الحزي
بعد مرور أكثر من عامين على العدوان الغاشم على اليمن بات العالم اليوم يعرف حق المعرفة بأن تحالف العدوان السعودي الأمريكي قد فشل في تحقيق أهدافه جميعها إلا من هدف وحيد هو ارتكاب المجازر والجرائم الوحشية بدم بارد والتي أدت الى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، وتدمير كل ما يتصل بسبل الحياة في البلاد كالمنشآت الحيوية والمؤسسات والمنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها.
والآن تسوق السعودية التوسعية نفسها -برغبة من حلفائها الغربيين (أمريكا – بريطانيا- فرنسا)- على أنها الزعيم أو الراعي الإقليمي للمنطقة وأنها قائدة النظام العربي في شبه الجزيرة العربية ،وأنها حريصة على السلم والأمن الدوليين والملاحة الدولية في الخليج والبحر الأحمر وخاصة باب المندب خلافا للصورة الحقيقية، فالسعودية التي يقودها شابان أحمقان هما الأمير الصغير محمد بن سلمان وولي العهد محمد بن نايف وهما قليلا الخبرة بطبيعة اليمن وشعبه هي التي تزعزع السلم والأمن الدوليين في المنطقة وتهدد بعدوانها على اليمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب بمخططها الشيطاني لاحتلال الشريط الساحلي اليمني وفرض سياسة العقاب الجماعي على الشعب اليمني بأكمله.
وبعد انقضاء عامين على محاولة إشعال حرب أهلية في اليمن تأكل الأخضر واليابس ومحاولة توسيع رقعتها وحدودها وتفتيت اليمن تحاول السعودية ومن خلفها قوى الشر العالمية احتلال الشريط الساحلي للبلاد بهدف إطباق حصار كامل على الشعب اليمني لتمارس سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب، بتجويعه أو قتله بدم بارد باستخدامها افتك القنابل المحرمة دوليا.
وما محاولة احتلال الشريط الساحلي لليمن إلا وسيلة رخيصة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي لتركيع الشعب اليمني وتجويعه،وقبلها كان قرار نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار المالي وخلق أجواء تشوبها خلافات تتسبب في حرمان موظفي الدولة من استلام مرتباتهم في موعدها ، كل هذا كان هدفا رخيصا للعدوان يريد من خلاله أن تعم موجة من المجاعة في أرجاء البلاد ،وكذا خلق حالة من التنافس على موارد البلاد تزيد من أجيج الصراع وتبقى نيرانه ملتهبة بين اليمنيين.
وبالرغم من أن اليمن يعيش أزمة إنسانية واسعة النطاق تحت عمليات قصف جوي حاقد،وحصار ومساعٍ إنسانية محدودة جدا في إطار صمت دولي تشوبه ملامح الجريمة ، لكن هاهو تحالف العدوان يرى اليوم بأم عينيه أن الشعب اليمني لم ولن يركع لـ(سياسة التجويع) القذرة التي تنتهجها السعودية كوسيلة رخيصة لكسر صمود اليمنيين في وجه الحقد الأعمى والاستكبار العالمي.
وهاهي السعودية التي تصوغ منظومة تجويع الشعب اليمني بمساعدة بريطانيا وفرنسا وأمريكيا، بالرغم من الحصار البري والبحري والجوي على اليمن الذي بدأ منذ أكثر من عامين ومنعها دخول الدواء والمواد الغذائية إلا أن هذه السياسة القذرة تنهار أمام صلابة اليمنيين وشجاعتهم وصبرهم المنقطع النظير، ولا يزال الشعب واقفا شامخا على أرضه، متحديا لقوى الاستكبار العالمي، ولن يسمح لأي كائن كان أن يقلل من شأنه أو أن يحتل أرضه أو أن يسيره وفق هواه ،حتى (لو يلج الجمل من سم الخياط).