اللهم لا شماتة ..
أحمد الديلمي
قال المتنبي رحمه الله ” من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام “رحم الله شاعرنا فلقد عالج كل وضع وكل حالة من الحالات الإنسانية بنصوص أدبية لا تقبل التزييف ولا التحويل ، وتسمي الأشياء بمسمياتها ، تذكرت هذا البيت وأنا أستمع إلى رواية من أحد الأصدقاء الذي أثق به كثيراً ، قال لي إن المدعو عبدالملك المخلافي عزمه في الفندق الذي يُقيم فيه في الرياض على العشاء ، وأثناء جلوسهم حول المائدة جاء المباشر بالطعام فطلب الضيف نوعاً خاصاً غير المقدم أمامه ، استحى المخلافي وخاطب المباشر بالطلب ، نظر إليه شزراً وذهب لاستدعاء المسؤول عن الصالة ، جاء الأخير والغضب يتنطط في وجهه، وزفر زفرةً قوية أمام المخلافي قائلاً : ما تستحيش كل شيء بلاش وعادك بتتشرط ، اضطر الضيف إلى إخراج مبلغ من المال مقابل ثمن الطلب الذي زهقت نفسه إليه ، فقال مسؤول الصالة : أنت مرتزق معاهم . أجابه الضيف : لا أنا مجرد عابر ، جئت لأداء فريضة الحج وزيارة الأهل في الرياض ، قال الرجل : على الرحب والسعة . أما هؤلاء سواءً دفعوا أو لم يدفعوا فما في جيوبهم أو ما يأكلونه من أموال كل مواطن سعودي ، قال الضيف : استغللت ذهاب المخلافي إلى الحمام ، قلت : أين نائب رئيس وزراء ووزير خارجية هذا ، حتى مراسل المطعم يحتقره إلى هذا الحد ” اللهم لا شماتة ” .
لولا أني أثق في الرجل وفي صدقه لما أوردت هذه الرواية ، ولكنت أربأ بنفسي من الحديث عن هذا الأمر ، لأنه مزر فعلاً ويدل على المستوى الضحل الذي انحدر إليه هؤلاء البشر ، وارتضوا لأنفسهم بأن يكونوا مجرد عبيد لا رأي لهم ولا قول ، حتى فيما يأكلونه ، هذا الرجل بدرجته الوظيفية يعكس المأساة ومستوى الانحطاط الذي بلغه هؤلاء البشر ، وارتضوا لأنفسهم كل هذه المهانة مقابل حفنة من المال المدنس ، كم أشفق عليهم جميعاً وبالذات عبدالملك المخلافي ، الذي عرفته لسنوات وكنت أكثر قرباً منه في أول دورة انتخابية بعد الوحدة المباركة ، إذ جمعتنا اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات برئاسة القاضي العلامة المرحوم/ عبدالكريم عبدالله العرشي ، وكان فيها أفذاذ أمثال محمد علي هيثم ، جار الله عمر ، محسن ، أحمد شرف الدين ، وغيرهم ممن لعبوا دوراً هاماً في ضمان نزاهة تلك الانتخابات رغم ما شابها من الممارسات خارج نطاق أروقة اللجنة ، أي في اللجان الفرعية ، مع ذلك تظل الأفضل والأنزه انتخابات في تاريخ اليمن الحديث .
في هذا الصدد وأنا أسمع قصة المخلافي حزنت كثيراً ، وتذكرت كلمة المرحوم القاضي العرشي وأنا أراجع للمخلافي مع جار الله عمر ومحمد سعيد عبدالله لنطالب بمبلغ يساعده على العلاج فأجاب العرشي بكل ثقة “دعوكم منه الرجل مرتزق وجدها فرصة للارتزاق والكسب ” ورغم أني استأت من كلام العرشي وكذلك جار الله عمر حينها ، إلا أن الأيام أثبتت بأن الرجل كان على حق وكان يعي ما يقول لأنه عند مستوى فهم وإدراك وقراءة الرجال ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ولا عزاء للمخلافي وأمثاله ، فلقد وضعوا أنفسهم في مواضع الذل والهوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون .
رسالة إلى اليدومي
إذا كان ما نُسب إليك صحيحاً ، أنك قلت إن مساجد صنعاء تحولت إلى مراقص ، فإننا لا نعتب على أمثالك ، فرجل قاتل مثلك ، أياديه ملوثة بدماء الشرفاء ، محمد علي هادي ، حمود الخياط ، علي خان ، وغيرهم كثير .
رجل مثلك لا نستبعد أن يقول أي شيء ولا أن يدعي بما في خياله الواهمح ولكننا نتأسى ونتحسر على والدك ذلك العظيم شيخ الإسلام القاضي/ عبدالله اليدومي “رحمة الله عليه” كيف لو كان حياً وسمع مثل هذا الكلام؟ لاشك أنه كان سيرمي نفسه من أعلى قمة لو علم أن نجله سيكون بهذه الأخلاق وهذه القيم وهذه السفالة ، أكرر أنت رجل مُسخ ، قتلت وسحلت من أجل المنصب ومن أجل أن تصل إلى أعلى هرم في المسؤولية بحزب الإصلاح ، ووصلت واليوم تقول ما تقوله ماذا تريد؟ لا شك أن الهدف الحصول على مزيد من المال المدنس، لأنك بهذا الكلام لا تُرضي إلا آل سعود وزمرة الوهابية الذين لا يترددون عن فعل أي شيء مقابل الإساءة إلى اليمنيين والتشكيك في إسلامهم وقيمهم والتزامهم بالعقيدة .
أخيراً أقول ما جاء على لسانك سيظل مردوداً عليك ، ويكشف مستوى الخسة والنذالة التي انحدرت إليها ، والله يحفظ آل اليدومي الآخرين من مثل هذا الانحدار المهين والمذل .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. ورحم الله المتنبي في الأول والأخير .. فهو الذي عرف معدن الرجال وقيمهم خير تقييم .. والله من وراء القصد ..