سيأتي اليوم الذي نقول فيه للسعودية “جنت على نفسها براقش”!!
معروف درين
لا جرمَ أن المملكة العربية السعودية تقود دول الخليج نحو المجهول من خلال ما تقوم به في المنطقة من حروب بالوكالة ومن تحالفات الاستعداء والاعتداء على الجيران والأشقاء وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بشكلٍ عام، فالمال الخليجي والسعودي على وجه التحديد وراء ما يحدث وحدث في العراق وسوريا وليبيا ولبنان وتونس ومصر واليمن والسودان وغيرها من دول المنطقة غير المستقرة ونتيجةً لهذه السياسة غير السوية والإنفاق غير المشروع والمقنن فإن دول الخليج وعلى رأسها السعودية ستشهد حتماً سنوات عجاف بعد أن يستغل الغرب كامل هذه الثروة لتدمير المنطقة برمتها وسيكتوي الخليج بنيران مشاركته وتآمره وبأمواله بل ويدفع ثمن هذه التحالفات التي لم يُقدر أبعادها وخطورتها في السنوات القادمة..
طبعا نحن لا نقول ذلك من باب الحسد لإخواننا في الخليج والسعودية تحديدا الذين يعيشون رغد العيش وليس أيضا من باب الشماتة لما قد تؤول إليه الأمور في السنوات القادمة ولكن من باب النصيحة والخوف من المستقبل المجهول الذي ينتظر الشعب السعودي وليس الساسة الذين أمنوا مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأولاد أولادهم أيضا من خلال الاستثمارات والشركات والأرصدة في البنوك الخارجية إضافة إلى ما يتمتعون به من ثروة في الداخل ورغد العيش، ففي الوقت الذي يتم إلغاء الانتداب والعلاوات لكبار موظفي الدولة في السعودية يشتري محمد بن سلمان يختاً لنفسه من رجل أعمال روسي بحوالي 470مليون دولار!!
ولأن ما قبل العدوان يختلفُ تماماً عما بعده وفي كل الاتجاهات والتعاملات ولن يكون اليمن تابعاً لأحد سواءً إيران أو السعودية، بل سيكون بلداً حراً شامخاً عصياً على كل محاولات التركيع والتجويع والاحتواء لأي طرف ومن يقول غير ذلك عليه متابعة الحشود المليونية في ميدان السبعين في الذكرى الثانية للصمود، وتاريخ اليمن قديمه وحديثه مليءٌ بالشواهد والعِبر ومليءٌ بالتجارب المشابهة التي تثبت لكل الغزاة أنها عصية ولا يمكن تحقيق أي انتصار على أرض اليمن ولا يمكن أيضا أن يتغلب طرف على آخر بالقوة وإنما الغلبة دائماً للحل السياسي التشاركي لا الإقصائي الذي يحاول الاستحواذ على الثروة والسلطة وهذا ما تقوم به السعودية بدعم بعض الأطراف اليمنية للاستحواذ على كل شيء بينما تدمر قواتها كل شيء.
وإذا كانت السعودية وهي تتآمر على معظم شعوب المنطقة وتُسخر كل أموالها وثرواتها لزعزعة الأمن والاستقرار فيها تراهن على المرتزقة والخونة من أبناء هذه الشعوب فإنها واهمة وتستند في عداوتها وتدخلاتها إلى جدران وهمية وواهية وأوهن من بيوت العنكبوت، فمن باعوا شعوبهم التي نشأوا وترعرعوا فيها سيبيعون السعودية في أول اختبار لهم فلن تكون السعودية أهم من بلدانهم فهم مجرد مرتزقة لا يُقدمون ولا يُؤخرون وليس لهم مكانة أو تأثير في الداخل أو الخارج وبالتالي فاقد الشيء لا يُعطيه كما يقول المثل.
وبالعودة مرةً أُخرى إلى موضوعنا، فإن السعودية تُعد بالنسبة للغرب ولأمريكا تحديداً مجرد بقرة حلوب أو خزانة للثروة وحين تنتهي الثروة منها ويجف الحليب سيكون مصيرها الذبح والتخلص منها كون بقاءها لم يعد ذا جدوى أو منفعة، ولعل الحروب والصراعات في المنطقة تعمل وبشكل سريع على استنزاف الثروة من الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص وليس الاستثمارات التي أعلن عنها سلمان ونجله في زيارتهما الأخيرة عنا ببعيد وبمثل تلكم الأرقام والمبالغ الفلكية، لأنها في حقيقة الأمر استثمارات من نوع آخر استثمار في تدمير المنطقة وقتل وتشريد ابنائها وشراء الصمت الدولي فقط!!
ولأن السعودية عملت وتعمل على تدمير المنطقة والتحالف مع أعداء العروبة والإسلام وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وتحت مبررات وحجج واهية كما ذكرنا فإنها وبدون شك ستدفع الثمن باهضاً وسيكون الجزاءُ من جنس العمل، فإذا كانت تدعي محاربة إيران في اليمن وهي تُقيم معها علاقات حميمة ولكن حسب رأيي الشخصي فإن ثمة حرباً مؤجلة بين السعودية وإيران ومن يتحالفون اليوم مع السعودية سيكونون بالغد ضدها ولن تجد من يقف بصفها حيثُ ستصبح حينها لا ثروة ولا رجال، فكل جيرانها الذين تمادت واعتدت عليهم سيكونون ضدها بل وسينتقمون لأنفسهم ليس حبا في الخصم وإنما الثأر والانتقام – اللهم لا شماتة- وأكثر من سيقومون بذلك أبناء اليمن والعراق وسوريا ويحيطون بالسعودية إحاطة السوار بالمعصم وهذا هو اليوم الذي سنقول فيه جميعاً للسعودية ” جنت على نفسها براقش”!!