* 70 موقعاً ومعلماً آثارياً وسيـاحــــــــياً دمرتها غارات العدوان الغاشم
*(7) متاحف دمرت وتضررت وآلاف القطع الأثرية طُمرت بين الركام
تقرير/عبدالباسط محمد النوعة
مر عامان كاملان على بدء العدوان السعودي على اليمن، استهدف خلاله كل مقومات البلد وبنيته التحتية ، وأدى إلى استشهاد قرابة (٣٠) ألف يمني بينهم نساء وأطفال وعشرات الآلاف من الجرحى ، ناهيك عن تدمير العشرات من المواقع والمعالم التاريخية والأثرية التي لم يتوقف العدوان عن استهدافها منذ بدء عدوانه في مارس من العام قبل الماضي حتى اليوم ، حيث تشير إحصائيات الهيئة العامة للآثار والمتاحف إلى ان إجمالي المواقع والمعالم التي استهدافها العدوان ومرتزقته بلغ أكثر من (٨٠) موقعا ومعلما .
وكانت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية قد أوضحت ان المواقع والمدن التاريخية التي استهدفها العدوان بلغت (١٣) مدينة تاريخية بعضها تم استهدافها بشكل مباشر ولمرات عدة ومنها ما تم قصفه بشكل غير مباشر .
وفي الأسطرالتالية سنحاول إيجاز ابرز المواقع التي استهدفها العدوان خلال عامين كاملين، فالمجال لا يتسع لذكر كل المواقع والمعالم المستهدفة والاضرار التي لحقت بها لأن العدد كبير ، سيما ان بعض المواقع تعرضت للاستهداف أكثر من مرة .
ومن خلال المخططات والرسوم البيانية التي قامت الهيئة العامة للآثار والمتاحف فيما يتعلق بالمواقع الأثرية التي دمرت أو تضررت نتيجة الحرب على اليمن أو المواجهات المسلحة داخله والتي تم رفعها للمنظمات العالمية المعنية بالتراث ومنها اليونسكو فقد اكدت تلك الرسوم البيانية ان (٦٤٪) من المواقع المدمرة والمتضررة كانت نتيجة العدوان البربري الغاشم بينما بلغت نسبة المواقع والمعالم الأثرية التي دمرت وتضررت بفعل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالعدوان (٢٥٪) ؛ اما المواقع التي تضررت نتيجة المواجهات المسلحة فقد بلغت نسبتها (١١٪) ؛ وهنا يتضح الفارق الكبير والذي يدل بما لا يدع مجالا للشك على ان العدوان يستهدف تراث اليمن بشكل ممنهج وبصورة مقصودة .
وتؤكد الهيئة ان محافظة صنعاء تعتبر أكثر المحافظات التي استهدف فيها العدوان معالمها ومواقعها الأثرية والتي وصلت إلى (١٥) موقعا ومعلما تليها محافظة حجة والتي وصلت مواقعها المدمرة (١٣) معلم .
بدايات الاستهداف الممنهج
بالرغم من ان تاريخ اول استهداف مباشر لمواقع التراث اليمني كان بداية شهر ابريل الا ان الاستهداف غير المباشر لهذه المواقع كان مع اول غارة نفذتها طائرات العدوان في 26 مارس 2015م ، فعندما استهدفت تلك الطائرات جبل نقم فجر ذلك اليوم ادى هذا القصف الى حدوث اضرار في مباني ومعالم صنعاء القديمة ومنها قصر غمدان فهذه المدينة قريبة جدا من نقم وتتأثر مبانيها بأبسط الاهتزازات فكيف باهتزازات الصواريخ الكبيرة والقصف العنيف .
في العاشر من ابريل 2015م بدأ القصف المباشر على مواقع التراث ووقع على احد المساجد القديمة وهو مسجد حمراء علب التاريخي في منطقة دار الحيد بسنحان صنعاء وتم تدميره بشكل كامل وكان يعود الى العام ٢١١ هجرية ، لتتوالى بعد ذلك الاستهدافات للتراث اليمني بصورة وصفها المختصون والمعنيون بالممنهجة والحاقدة على هذا التراث العظيم ، حيث لم يكتمل الشهر الاول من العدوان إلا وقد تم استهداف العديد من المواقع ، منها دار الحسن التاريخي بالضالع في 23 ابريل وادى هذا الاستهداف الى تدمير هذا المعلم بصورة جزئية ، وقبلها بيومين21 ابريل طال القصف قرية فج عطان التاريخية بصنعاء محدثا اضراراً كبيرة في مبانيها التاريخية وصلت نسبته الى ٣٠٪ وذكرها احد النقوش المسندة باسم عضطان .
وفي الرابع والعشرين من الشهر نفسه قصف العدوان في نفس اليوم مدينتي براقش وصرواح الاثريتين ، إلا ان القصف تكرر على هاتين المدينتين الاثريتين لمرات عدة ، حيث يقول مدير عام حماية المواقع الأثرية بهيئة الآثار عبدالكريم البركاني ان مدينة براقش تعرضت للاستهداف ثلاث مرات كان آخرها في 7 مارس من العام الحالي واحدث اضرارا بالغة في معبدها الشهير معبد نكرح ، بينما تعرضت صرواح الأثرية للاستهداف اربع مرات كان آخرها في 16 يناير 2016م ووقع مباشرة داخل المدينة وتحديدا في معبد اوعال واحدث فيه دمارا واسعا خاصة في الملحقات والتي تحوي واحدا من اكبر واهم النقوش السبائية مكتوب عليه قانون تسيير شؤون الدولة لمملكة سبأ .
قلعة تعز الشهيرة في مرمى القصف
في الحادي عشر من مايو ٢٠١٥م عمد العدوان على استهداف قلعة القاهرة بتعز ولم يك هذا الاستهداف هو الوحيد الذي تعرضت له هذه القلعة بل تكرر لاربع مرات متقاربة وفي شهر مايو من العام نفسه وتحديدا بتاريخ (11 – 13 -17- 30) وأدت هذه الغارات الى حدوث دمارا هائلا طال مبنى القلعة الذي تم تحويله الى متحف ودفنت القطع الأثرية بين الانقاض ودمر العديد منها فضلا عن الاضرار التي اصابت ملحقات ومكونات القلعة ، بحسب مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة تعز بشرى الخليدي التي أكدت ان قصف ما يسمى بطائرات التحالف تركزت بشكل أساسي على وسط وداخل القلعة والحصن الذي تم تحويله الى متحف يحوي القطع الأثرية التي تم اكتشافها اثناء فترة الترميم التي استمرت اربعة عشر عاما ومنها قطع أثرية هامة وبعضها يعود تاريخها الى ما قبل الإسلام .
وفي (11 مايو ٢٠١٥م ) قصف العدوان قلعة نقم بصنعاء ، وبعدها بيومين في 13 مايو قام العدوان باستهداف جرف اسعد الكامل في مديرية القفر محافظة إب ودمره بشكل كامل ، وفي نفس اليوم أيضا كانت القفلة بساقين صعدة على موعد مع قصف العدوان الذي عاث فيها تدميرا وخرابا بلغت نسبته 50 % .
اضرار المتاحف
ولعل الجريمة الكبيرة التي قام بها العدوان في مايو من العام قبل الماضي ضد حضارة اليمن وتاريخها هو قيامه بتدمير واحد من اهم واكبر المتاحف اليمنية وهو متحف ذمار الاقليمي في 21 مايو ٢٠١٥م وتدميره بكل ما يحتويه من قطع اثرية هامة ونادرة يقدر عددها بـ(12) الف قطعة دمرت الغالبية العظمى منها ، وهنا يقول مدير عام الآثار والمتاحف بذمار شداد العليي: ان القطع التي نجت من هذا القصف وتم انتشالها من بين الانقاض(500) قطعة فقط وتمت تسوية مبنى المتحف بالأرض في جريمة بشعة ارتكبها العدوان بحق التراث اليمني .
وحقيقة لم يكن متحف ذمار الاقليمي هو الوحيد الذي استهدفه العدوان فقد دمر العدوان ثلاثة متاحف يمنية ( متحف قلعة القاهرة بتعز ومتحف ذمار) بالإضافة الى المتحف الوطني بتعز ( قصر صالة التاريخي) الذي دمره العدوان في غارات استهدفته بتاريخ 25 اكتوبر قبل الماضي . ناهيك عن الاضرار التي لحقت بالمتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي بصنعاء نتيجة قصف العدوان لمبنى عسكري قريب جدا منهما بتاريخ (١١) من مايو ٢٠١٥م واحدث فيما اضراراً بلغت نسبتها بحسب المعنيين الى (١٠٪) . وهناك اضرار لحقت بحسب معنين في متحفي قصر العبدلي بعدن وعتق بشبوة واللذين تعرضا للقصف بنفس اليوم وهو الثاني والعشرين من يونيو ٢٠١٥م وتقول هيئة الآثار ان نسبة الاضرار التي حلت بهذين المتحفين أكثر من ١٥٪ .
حصون وخرائب اثرية
بعد تدمير متحف ذمار بثلاثة ايام فقط وتحديدا في الرابع والعشرين من مايو قام العدوان باستهداف قلعة الشريف في باجل بالحديدة وبلغت نسبة الاضرار فيها اكثر من 40 % ، و في التاسع والعشرين من مايو ٢٠١٥م قصف حصن النعمان وحصن المنصورة في مدينة حجة ، وفي 31 مايو من العام ذاته تم استهداف المصرفين الشمالي والجنوبي لسد مارب القديم الذي يعود تاريخه الى العصر السبئي وتحديدا الى الالف الاول قبل الميلاد ، واحدث العدوان دمارا كبيرا في هذين المصرفين بلغت نسبته 70 % .
في منتصف يونيو ٢٠١٥م طال القصف مدينة مارب القديمة وفي 22 من الشهر نفسه طال قصف العدوان أيضا متحف عتق بشبوة محدثا فيه اضرارا لا بأس بها ، ونالت معالم محافظة حجة الأثرية نصيب الأسد من قصف العدوان في شهر يونيو ٢٠١٥م ؛ ففي يوم واحد 26 فقط استهدف العدوان حصن الشرف في مدينة حجة والقشلة وقلعة المنصورة والمجمع الحكومي القديم وكلها في ميدي بالإضافة الى خرائب قلعة الادريسي وخرائب الجوبة وخرائب الخور في ميدي فضلا عن استهداف خرائب العلالي في مديرية بكيل المير وحصن قفل حرض وخرائب جبل جحفان في حرض أيضا .
كما طال القصف قلعة صيرة في نفس اليوم الذي قصف فيه متحف عدن( قصر العبدلي) وذلك في الثاني والعشرين من يونيو الماضي .
اما في السابع عشر من سبتمبر قبل الماضي فقد شمل القصف جامع حبور ظليمة بعمران ، وفي شهر نوفمبر من العام ٢٠١٥م وصل العدوان بغاراته الى المعالم التاريخية لمحافظة شبوة واستهدف في الثاني عشر من نوفمبر حصن نجد الميزر في بيحان محدثا فيه تدميرا بالغا وصلت نسبته الى 60 % ، وفي السادس عشر من الشهر ذاته تم استهداف حصن الترب ببيحان احد ابرز الحصون الأثرية في شبوة ويطلق عليه اسم حصن القشوع وتدمر هذا الحصن بصورة شبه كلية جراء هذا الاستهداف ، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي كرر العدوان استهداف العديد من المواقع والمعالم كما سبق ذكره .
وتوالى قصف العدوان على معالم وآثار اليمن حيث قصف مبنى بيت مال المسلمين ومبنى قديماً يخص احد الأئمة وكليهما في منطقة مسور بعمران وتم استهدافهما في نفس اليوم 14 فبراير من العام الماضي وتم تدميرهما بشكل تام ، ويوم الخميس 17 مارس 2016م عمد العدوان إلى قصف قلعة حريب الأثرية في بيحان مارب .
واستمرت غارات العدوان على المواقع والمعالم الأثرية، ففي الثالث عشر من مايو العام الماضي قصفت طائرات العدوان قلعة قفل المهلهل في مديرية خمر بعمران الامر الذي احدث فيها دمارا كاملا .
وفي السادس عشر من شهر اغسطس ٢٠١٦م قصف العدوان مسجد جبل النبي شعيب الأثري في محافظة صنعاء وأدى القصف الى تدميره بشكل كامل وصلت نسبة الدمار حسب هيئة الآثار الى ٩٠ ٪ وهذا المسجد الأثري القديم يقع أعلى جبل النبي شعيب ويرجع تاريخ بنائه الى سنة ٣٨٨ هجرية . وفي السابع من اكتوبر عمد العدوان إلى استهداف قرية وحصن بيت بوس الأثري الأمر الذي احدث اضرارا بالغة في مباني ومعالم القرية الأثرية التي بناها الملك الحميري ذي بوس بن ايرل بن شرحبيل في القرن الثامن الميلادي .
جرائم بحق المدن التاريخية
اما الدمار والخراب الذي احدثه العدوان من خلال قصفه المباشر وغير المباشر على المدن التاريخية التي لا زالت عامرة بأهلها ومبانيها ودورها التاريخية الشامخة بشموخ وعراقة الانسان اليمني فهي كثيرة وكما اشرنا سابقا وفقا لهيئة الحفاظ على المدن التاريخية فقد بلغ عددها (١٢) مدينة تاريخية ؛ تقدر المعالم التاريخية التي تدمرت وتضررت بالمئات على اقل التقديرات ؛ ومن خلال تناول الخسائر في تلك المدن في الاسطر التالية سيتضح كم هي الاعداد التي تم حصرها بشكل اولي .
مدينة صعدة التاريخية
بدأ مسلسل القصف لمدينة صعدة القديمة وما جاورها منذ وقت مبكر حيث وقع اول استهداف لهذه المدينة في اول شهر ابريل من العام ٢٠١٥م وتعددت الغارات على هذه المدينة ، حيث تعرضت في 9 مايو من العام نفسه الى غارات وقعت شرق جامع الإمام الهادي ابرز معالم المدينة واهمها واحدث القصف المباشر اضرارا بالغة في الجهة والبوابة الشرقية للجامع وعدد من المنازل والمحلات التجارية كون الغارات اصابت مباشرة السوق ، وفي يوم السبت 23 يناير من العام ٢٠١٦م نفذت طائرات العدوان اربع غارات على هذه المدينة وكان قد سبقها بأيام قلائل وتحديدا منتصف الشهر نفسه ( يناير) بعدد من الغارات التي استهدفت سور المدينة ونادي السلام الرياضي ، ناهيك عن القصف الذي طال الفرن التاريخي التابع لقلعة المدينة وتدميره بشكل كامل وغارات أخرى كثفها العدوان على هذه المدينة ونتج عن كل تلك الغارات اضرار أوجزها فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بصعدة، حيث أوضح رئيس لجنة حصر الاضرار في المدينة القديمة المهندس عبدالرحمن حامد ان (140) معلما في هذه المدينة تضررت نتيجة العدوان منها (76) منزلا تاريخيا منها دمرت بشكل كامل (26) منزلا ، بالإضافة الى تدمير (55) محلا تجاريا تدميرا كاملا ، وتضرر (9) منشآت تاريخية عامة أبرزها جامع الإمام الهادي وخزان مياه وفرن وحديقتان عامتان .
وبحسب الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية الديوان العام فإن آخر حصر مرفوع من فرع الهيئة بصعدة أوضح ان عدد المنازل المتهدمة بالمدينة التاريخية تزيد عن (١٢٠) منزلا تاريخيا بينما بلغ عدد المنازل المتضررة (٤٥٠) منزلا.
وأوضحت الهيئة ان الموازنة التقديرية لترميم وصيانة وانقاذ تلك المنازل بلغت ملياري ريال .
صنعاء القديمة
تعرضت هذه المدينة العريقة لابشع قصف ولمرات عديدة رغم انها مبنية من الطين وعمرها يمتد لعصور غابرة .
ففي شهر يونيو من العام قبل الماضي ارتكب العدوان جريمة غير مسبوقة حيث عمد في 11 يونيو الى قصف حارة القاسمي بصنعاء القديمة ودمر (8) منازل تاريخية بشكل كلي وتشققات وتصدعات واضرار متفاوته لحقت بـ(113) منزلا تاريخيا في تلك الحارة والحارات المجاورة لها وهذا ما أكدته الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بعد الحادث بأيام وقدرت الهيئة تكاليف بناء وترميم وصيانة فقط لـ(٦) منازل مهدمة كليا و( ٩) منازل فقط متضررة مبلغ (١٣٥) مليوناً ، ولم يقف العدوان عند هذا الحد بل استهدف هذه المدينة وبشكل مباشر للمرة الثانية في التاسع عشر من سبتمبر ٢٠١٥م حيث وقع القصف في حارة الفليحي على احد منازل المواطنين ( حفظ الله العيني) ونتج عن هذا القصف تدمير ذلك المنزل واضرار بالغة أصابت (60) منزلا تاريخيا في عدد من الحارات المحيطة بموقع القصف ، فيما تشير إحصائيات الى ان قرابة (200) منزل تضررت من هذا القصف وقدرت الهيئة تكاليف بناء وترميم وصيانة لـ (٤) منازل تاريخية مدمرة و(٥٤) منزلا متضررا في حارة الفليحي وحارة الجلاء فقط القريبة من الفليحي مبلغ (٣٤٣) مليوناً و(٣٠٠) الف ريال ولازالت هناك منازل متضررة لم يتم حصر الاضرار فيها نتيجة الاستهدافين للقاسمين والفليحي .
ولم تكن هذه نهاية المآسي لمدينة صنعاء القديمة نتيجة العدوان فقد استهدف ولمرات عديدة مجمع العرضي التاريخي الموجود في محيط المدينة كان اشد تلك الاستهدافات في العاشر والثامن عشر من يونيو أيضا في 20 سبتمبر الماضي . وقدرت الهيئة تكاليف صيانة عدد من المباني التاريخية التي تضررت من قصف مجمع العرضي في حارة بحرجرج المةاجهة لمجمع العرضي حيث قدرت التكاليف لـ(٣٨) منزلاً فقط بـ(٦٠) مليون ريال .
ولم يقتصر العدوان عند هذا الحد بل واصل غيه بحق هذه المدينة العريقة ففي ٢٠ من سبتمبر من العام الماضي قام العدوان بقصف حارة المدرسة بصنعاء القديمة بشكل وحشي وبغارات عدة ألحقت اضرارا بالغة على حارة المدرسة والحارات المجاورة لها ومنها صلاح الدين وياسر والمفتون قدرت وبشكل اولي بقرابة (٥٠) منزلا تاريخيا تنوعت بين تدمير كامل ومتوسط واضرار خفيفة .
مدينة كوكبان التاريخية
شهد منتصف شهر اغسطس قبل الماضي قصفا وقع على محيط مدينة كوكبان التاريخية في محافظة المحويت وكان الاستهداف خارج اسوار المدينة وبالتحديد مبنى نادي كوكبان ومكتب المياه بيد ان قرب الغارات من اسوار المدينة الأمر الذي تسبب في تضرر عدد من المنازل التاريخية في المدينة ، وتمادى العدوان في غيه بحق كوكبان وعمل على استهدافها مرة أخرى وبطريقة وحشية في الرابع عشر من فبراير العام الماضي وكان القصف شديد التدمير وقع مباشرة على القلعة والبوابة التاريخية الوحيدة لكوكبان ، ويقول مدير فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بالمحويت نبيل مقدام: إن الاضرار والتدمير الذي خلفته الغارات كان كبيرا جدا حيث دمرت القلعة والبوابة كما دمر (30) منزلا تاريخيا بصورة كلية واضرار بالغة لحقت بـ(60) منزلا آخر وبعضها بحاجة الى سرعة ترميم لانقاذها من الانهيار .
وبحسب إحصائيات صادرة عن ديوان مركز الدراسات المعماري بهيئة الحفاظ على المدن التاريخية، قدرت دراسات أولية انه تم حصر (١٠) منازل ومعالم تاريخية دمرت بشكل كلي جراء العدوان وان (١٦٠) منزلا ومعلما تضررت ؛ وقدرت تلك الدراسات ما تحتاج إليه من تكاليف للبناء والصيانة والترميم مبلغ (٧٣٥) مليون ريال .
زبيد ومدن تاريخية
وفي الثاني عشر من مايو ايضا قصف العدوان محيط مدينة زبيد التاريخية بمحافظة الحديدة وألحق القصف اضرارا بعدد من المنازل والمباني التاريخية داخل المدينة وكذا السور .
وذكرت وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية امة الرزاق جحاف ان قصف العدوان وصل الى مدن تاريخية أخرى منها ففي محافظة إب قصف طيران العدوان مدينة يريم القديمة واحدث القصف اضرارا بالغة حيث دمر مبنى قديم بشكل كامل وتضررت (٣) منازل قديمة اخرى وقدرت تكاليف بنائها وصيانتها بـ(٤٣) مليون ريال ؛ كما أدى القصف غير المباشر على مدينة جبلة التاريخية في الى حدوث اضرار متفاوتة على مباني المدينة القديمة قدرت تكاليف ترميمها بأكثر من سبعين مليون ريال .
وأضافت جحاف: ان مدناً تاريخية أخرى شملها القصف المباشر وغير المباشر محدثا فيها اضراراً بالغة قدرت تكاليف ترميمها أو صيانتها بملايين الريالات من تلك المدن مدينة ثلا القديمة التي تحتاج الى ترميم لمعالمها المتضررة اكثر من عشرة ملايين ريال حيث تهدم منزل قديم بشكل كامل وتضرر السور الشرقي للمدينة ؛ فضلا عن مدن تاريخية اخرى لم يتم حصر اضرارها بعد مثل مدينة الغيل التاريخية بالجوف والتي تعرضت للقصف المباشر بالإضافة الى مدن مارب وصرواح وبراقش وقرية فج عطان التي قصفت أكثر من مرة كان أولها في ابريل من العام ٢٠١٥م وسجلت الاضرار في هذه المدينة الحصن (٣) منازل تاريخية دمرت و(٢٨) منزلاً تاريخياً تضررت، وقدرت تكاليف البناء والترميم (٢٣٠) مليون ريال .
مدينة شبام حضرموت
لازالت اذهاننا مشدودة لكل الجرائم التي مورست ضد تراثنا وحضارتنا خلال عامين من عمر هذا العدوان ولعلنا نسترجع جميعا تلك الحادثة الإرهابية الكبيرة التي استهدفت إحدى النقاط العسكرية القريبة من مدينة شبام حضرموت في 20 نوفمبر من العام المنصرم وكما أوضح مدير فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بشبام حضرموت حسن عيديد فإن هذا الحادث الإرهابي الذي وقع على بعد 30 مترا فقط من اسوار شبام ادى الى تضرر ما يقارب (160) منزلا تاريخيا في المدينة منها (10) منازل اضرارها جسيمة و (65) متوسطة الاضرار و(85) اضرارها بسيطة فضلا عن تضرر ما يزيد عن (70) منزلا في منطقة السحيل الواقعة ضمن مخطط الحفاظ الخاص بشبام حضرموت كونها تحوي منازل تاريخية كثيرة معظمها تضرر جراء هذا الحادث الإرهابي ..