اليمنيون في المهجر.. رسالة الصمود من عواصم العالم إلى “صنعاء”

*الجاليات اليمنية تنجح في حشد الرأي العام العالمي وتكشف جرائم العدوان وتبعات الحصار
استطلاع/ محمد محمد إبراهيم
استطاعت الجاليات اليمنية في عدد من عواصم العالم خلال عامين من العدوان من إيصال مظلومية اليمن للمنظمات الحقوقية الإنسانية العربية والدولية في ظل التعتيم والتضليل اللذين تمارسهما آلة العدوان الإعلامية الضخمة.. انعكست هذه الجهود المبذولة التي سلطت الضوء على حرب اليمن المنسية على مشاهد الاحتجاجات الخارجية والوقفات والمسيرات التضامنية التي نفذتها منظمات حقوقية وإنسانية دولية في مختلف العواصم العربية والعالمية.. إحيــــاءً للذكرى الثانية للعدوان السعودي واليمن..
جريدة “الثورة” رصدت بعضاً من مجريات الاحتجاجات والمظاهرات التي نظمتها الجاليات اليمنية في مختلف عواصم العالم إحياء للذكرى الثانية للعدوان السعودي على اليمن، مستطلعة اَراء بعض رموز الجاليات اليمنية.. مركزة على ما شهدته العاصمة الأممية نيويورك من تظاهرة حاشدة أمام مبنى الأمم المتحدة…. إلى التفاصيل:
شهدت ساحة ماربل- أرش بالعاصمة البريطانية لندن احتشاد عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية -كمنظمة أوقفوا الحرب وأوكسفام البريطانية و((cat البريطانية، “حقوق الإنسان من أجل اليمن”، و”سبأ للديمقراطية وحقوق الإنسان”، وحشداً كبيراً من أبناء جالياتنا اليمنية في المملكة المتحدة البريطانية وحقوقيين بريطانيين وأجانب- في مسيرة تضامنية مع الشعب اليمني في ذكرى مرور عامين من العدوان على اليمن، تحت شعار “من أجل أطفال اليمن”..
وقد حمل المشاركون في هذه المسيرة-التي بدأت من ساحة ماربل- أرش، مرورا بشارع أوجورد رود الشهير وصولاً إلى مبنى الإذاعات البريطانية حتى الوصول إلى النقطة الأخيرة أمام مبنى قناة (BBC)- الأعلام اليمنية واللافتات المعبرة والمطالبة بإيقاف العدوان ورفع الحصار واحترام سيادة اليمن وحرية شعبه في تقرير مصيره، وضرورة حماية حياة المدنيين.
وفي مملكة السويد ذكر محرر النسخة العربية لمجلة (اكزكتف انتلجنس ريفيو) حسين العسكري أن مجموعة ” تضامن اليمن Jemen Solidaritet ” ، وتجمع عدة منظمات مجتمع مدني وناشطين سياسيين سويديين منها حركة لاروش ، نظمت وسط العاصمة السويدية ستوكهولم فعاليتين لإظهار الدعم والتضامن مع الشعب اليمني ضد العدوان ورفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات والأغذية والأدوية.
وأوضح أن الناشطين استهدفوا عبر الخطب والمنشورات التي وزعوها إبلاغ المجتمع السويدي عن الآثار الكارثية للعدوان على حياة وصحة الأطفال والنساء في اليمن، موضحين فشل الأمم المتحدة في اليمن والتطبيق غير القانوني للقرار 2216 واستخدامه لمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود وتجويع الشعب اليمني… مشيراً إلى أنه تم إطلاق حملة تضامنية في وسائل الإعلام المحلية هناك تحت عنوان “حرب بالوكالة ” تهدف إلى كشف حقيقة ما يجري في اليمن من حرب شاملة من أجل إضعاف البلاد وتجويع شعبها حتى الخضوع لقوى العدوان.
وفي كل من ألمانيا وفرنسا ونيويورك والهند وغيرها احتشدت الآلاف من أبناء الجاليات اليمنية وبعض العربية والإسلامية مع عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية في مسيرات ووقفات احتجاجية حملت لافتات وشعارات طالبت بالوقف الفوري للمذبحة المروعة التي يتعرض لها أبناء اليمن ورفع الحصار المفروض عليهم منذ عامين ووقف بيع الأسلحة لدول العدوان…
العاصمة الأممية .. تظاهرة حاشدة
شهدت العاصمة الأممية للعالم “نيويورك” في الولايات المتحدة الأمريكية، وأمام المقر الرئيسي للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأحد الماضي 26 مارس.. أكبر تظاهرة احتشاد للجاليات اليمنية والعربية الإسلامية في أمريكا، إحياء للذكرى الثانية لانطلاق عاصفة العدوان السعودي في 26 مارس 2015م، وتنديداً بجرائم العدوان السعودي التي طالت المدنيين الأبرياء والبنية التحتية للشعب اليمني على مدى عامين..
نائب رئيس الجالية اليمنية في نيويورك نبيل الجماعي تحدث لصحيفة “الثورة” عن هذه التظاهرة قائلاً: إن الهدف الرئيسي من هذا الحشد الذي يعد الأول من نوعه في نيويورك هو التعبير الصادق عن الانتصار بالصمود الذي لم يكن متوقعا لدى العالم، أمام العدوان السعودي المدجج بأحدث تقنيات الأسلحة البريطانية والأمريكية، وأن نعزز رسالتنا للعالم ورفضنا لما تشهده اليمن من جرائم حرب إبادة وتنكيل وتدمير لكل مقوماتها البشرية والاقتصادية والبنيوية من قبل دول تحالف العدوان العربي بقيادة نظام آل سعود، لنطالب العالم أجمع ومنظماته الإنسانية والجمعية العامة للأمم المتحدة بإيقاف هذا العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.. مؤكداً أن الإعداد لهذه التظاهرة جرى منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تقريباً ، بالتنسيق مع معظم قيادات الجاليات اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الناشطين والحقوقيين العرب والأجانب…
وهنأ الجماعي نائب رئيس الجالية اليمنية في نيويورك الشعب اليمني بالذكرى الثانية للعدوان على صموده الذي أذهل العالم.. مؤكداً أن أبشع عدوان في القرن الحادي والعشرين وأسوأ تحالف عربي في التاريخ هو من تقوده اليوم مهلكة آل سعود ضد اليمن حيث وأنها استخدمت كل الأساليب اللا أخلاقية واتفقت مع ‏أولئك الأعراب الذين لم يتفقوا طيلة حياتهم إلا مرة واحده لتدمير العراق وهاهم اليوم يتفقون لتدمير دولة عربية أخرى تعتبر آخر معاقل القومية العربية تحت عذر العمالة مع إيران وهذا عذر أقبح من كل أفعالهم المشينة..
وقال أيضا: من المؤسف أن هناك صمتاً عالمياً ليس بغريب بوجهة نظري لان مآربهم معروفة وهي تقسيم المقسم ‏وتجزئة‏ المجزأ فكل يعمل لخدمة مصالحه إلا العرب فهم يقفون ضد مصالحهم دائما.
موضحاً أنه لم يكن متوقعا لدى دول العدوان والعالم هذا الصمود الأسطوري الذي سجله الشعب اليمني مثبتاً للعالم بأسره أن اليمنيين هم حقاً (أولو قوة وأولو بأس شديد).. وبالتالي من المستحيل أن ينهزم وسيأتي اليوم الذي ينكسر فيه العدوان وتنتصر اليمن.. لافتاً إلى أن الجالية اليمنية تعيش تقريبا نفس المعاناة الذي يعيشها شعبنا اليمني وقد نكون أكثر قلقا ممن هم في داخل الوطن، بسبب تضليل إعلام العدو الذي يحقق يوميا انتصارات وهمية لا نكتشفها إلا عندما نجري اتصالات للأهل ليثبتوا لنا عكس ذلك…
اليمن.. حيّ حر
في هذا اليوم التاريخي الذي تقاطر فيه آلاف اليمنيين من جميع الولايات المتحدة الأمريكية معلنين للعالم ومنظماته الإنسانية والأممية أن الشعب اليمني الحرّ الصامد والصابر الذي يطوي العام الثاني على التوالي تحت نيران القصف البربري والحصار الجائر.. لا يزال حيّاً بكل معاني الصمود، بأبنائه الأحرار، والشرفاء داخل الوطن وخارجه..
هذا ما قاله رئيس الجالية اليمنية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إبراهيم شريف، في مستهل هذه المادة التواصلية.. مؤكداً أن التظاهرة الجماهيرية الحاشدة، التي شهدتها مدينة نيويورك لم تكن حصراً على أبناء الجاليات فقط، فهناك ناشطون وحقوقيون عرب وأجانب ودعاة سلام في العالم خرجوا متعاطفين مع المظلومية اليمنية معبرين عن رفضهم للعدوان السعودي على الشعب اليمني، ومنددين بجرائمه الشنعاء بحق المدنيين الأبرياء..موضحاً أن هذه التظاهرة تعتبر الأهم في مسار الاحتجاجات المناهضة للعدوان والحصار، والرافضة لكل أشكال الحروب والصراعات السلطوية.. رغم أن عدة مظاهرات حاشدة في ولاية كاليفورنيا، في مدينة سان فرانسيسكو في ميتشيجن، على مدى العامين الماضيين من زمن العدوان السعودي على اليمن وفي مظاهرات جديرة بالاحترام، وحضور مشرف يليق بأبناء جاليات اليمن الحضاري الأصيل..
وأعتبر شريف يوم 26 مارس يوماً للشرفاء الأحرار، من أبناء الجاليات اليمنية في الولايات المتحد الأمريكية، ومن الناشطين العرب والأجانب، ومن محبي السلام ودعاة الخير والوئام والتعايش، والصمود في سبيل الانتصار للعزة والكرامة والسيادة الوطنية، ورسالة صمود استثنائية من نيويورك إلى صنعاء، من نيويورك حيث المقر الرئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى صنعاء الحصينة والمنيعة على كل غاز ومعتد، من نيويورك العاصمة الأحدث والأوسع للولايات المتحدة الأمريكية، إلى مدينة سام بن نوح (صنعاء) العاصمة الأعرق في تاريخ البشرية..
وختم شريف حديثه بالقول: نعم.. يعيش الشعب اليمني في أشد وأصعب الظروف، لكن هذا لا يعني انه سيخضع ويُعلن الاستسلام للعدوان البربري والحصار الجائر بعد عامين من الصمود والصبر والجَلَد والمواجهة.. فسنحيا كراماء رافعي الرؤوس.. وسندون ملاحم أبطالنا بكل فخر ونتحدث عن معاناة الناس ونتكلم عن شموخ وصلابة شعب اليمن ونقارع أعداء الوطن بصوت اليمن الشامخ الذي لن يلين..
الجاليات ورسالة السلام
عبر التاريخ حملت الجاليات اليمنية رسالة السلام شرقاً وغرباً، ولم تؤيد العدوان على بلد أو مجتمع انطلاقا من كون المجتمع اليمني مجتمعاً حضارياً معروفاً على مر العصور، بل أضطلع أبناؤه النجباء في الإسهام البطولي والكبير في الفتوحات ونشر رسالة الإسلام.. فما الذي يمكن أن تحمله اليوم الجاليات اليمنية حول العالم..؟ وهي ترى وطنها الأم يمن الحضارة والتاريخ تحاصر مطاراته وتدمر بنيته ويستهدف؟..
هذا ما ألمح إليه عمار قاسم الطيب نائب رئيس الجالية اليمني في ولاية ميتشيجن الأمريكية.. مؤكداً ان الجاليات اليمنية تبذل جهوداً ومبادرات ذاتية لأداء واجبها الوطني والإنساني في مواجهة التضليل الإعلامي الذي تمارسه دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية..
وقال الطيب: عواصم العالم شهدت تظاهرات حاشدة نظمها أبناء الجاليات بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية والحقوقية للتنديد بالعدوان على اليمن الذي يدخل عامه الثالث واحتفاء بعامين من الصمود رسم لوحتهما شعبنا اليمني الأبي.. مشيدا بدور الجاليات والمنظمات الحقوقية والإنساني في الداخل والخارج في كشف جرائم العدوان السعودي اليمن، وتبعات الحصار التي أثرت على الوضع الاقتصادي والمعيشي لليمنيين..
مشاكل وتحديات
هناك مشاكل وتحديات كبيرة ألقت بظلالها على نشاط الجاليات وتهميش أنشطتها والتضليل عليها، فالانقسام الحاصل في الداخل اليمني حاصل في الخارج، وهو الأمر الذي شكل تحديات كبيرة أمام الجاليات اليمنية في الخارج.. ففي هذا السياق يقول رئيس الجمعية الوطنية اليمنية الأمريكية “نايا” في ولاية ميتشيجن الأستاذ عبد الحكيم أحمد السادة: من المبالغة الاعتقاد بأن لـ “الجاليات” اليمنية في كل العالم موقف واحد من الأحداث في اليمن. بل أن الانقسام الحاد الذي حدث في الداخل، حدث أيضاً في الخارج.. وبالتالي لا يوجد موقف موحد أو بخصوص الحرب والعدوان وكل القضايا المتعلقة بالحرب وتبعاته من حصار وما يترتب على الحصار من مشاكل ومعاناة لأهلنا وللشعب اليمني جميعا جراء ذلك.. ومع ذلك فقد ظلت الجاليات تركز كل جهودها بعيداً عن الانقسامات- وهذه سمة تميز اليمنيين في الظروف الصعبة- في خدمة المواطنين اليمنيين في الداخل والخارج خصوصاً أولئك الذين علقوا في مطارات العالم، من المرضى والطلاب وغيرهم خلال عامي الحرب والحصار.. كما لعبت الجاليات اليمنية دوراً كبيراً في الحشد للمساعدات الإنسانية اللازمة..
لافتاً إلى أن كل الأطراف والشخصيات الاجتماعية وبعض الأعيان يقومون من وقت إلى آخر بحملات تبرع إما لمعالجة حالات أسرية أو فردية أو لبعض المناطق المتضررة وعلى مسؤولية الأشخاص الذين يتولون مثل هذه الحملات الإنسانية.
وحول قضية الطلاب والمسافرين العالقين في أمريكا خلال العامين الماضيين من شهد العدوان والحصار على اليمن قال السادة: لقد نجحت الجمعية الوطنية اليمنية الأمريكية في قيادة العمل لاستخراج قانون الحماية المؤقتة في ????م والذي استفاد منه ما يقارب أربعة آلاف شخص كان غالبيتهم بدون اقامات أو مقيمين بصورة غير قانونية.. أي من العالقين جراء الحصار المضروب على المطارات اليمنية..
الجاليات.. من الانقسام إلى الالتحام
إلى ما قبل أزمة الربيع العربي 2011م، ظل همّ الجاليات اليمنية حول العالم مرتكزا على قطب واحد، هو الوطن والاسهام التنموي الخلاق.. فكانت أزمة الربيع هي مفترق طرق لانجراف الجاليات في الخارج وراء الانقسامات السياسي القاسية في النسيج اليمني الداخلي.. غير انه لم يصمد كثيرا أمام تحولات الأزمة اليمنية، فكان يوم 26 مارس 2015م يوما محورياً في حياة اليمنيين داخليا وخارجياً وبدا الفرز يؤكد للجميع أن اليمن تذهب في مؤامرة عدوانية بحتة غايتها مزيد من التمزيق لنسيج المجتمع اليمني في الداخل والخارج، ليدرك العقلاء والوطنيون الشرفاء من أبناء الجاليات اليمنية حول العالم انه لا مفر من الالتحام في مواجهة مؤامرة العدوان ومحاولات رأب الصدع بين اليمنيين.. وهذا لا يعني نكران حقيقة الأمر الواقع المؤسفة المفيدة بأن ثمة جزءاً من الجاليات اليمنية كشف حجم العدوان واغراءاته، عن زيف شعاراتها الوطنية، فظهرت إما في صف مرتزقة العدوان، أو صمتت إلى أجل غير مسمى..
هذا ما ألمح إليه الناشط المدني المتخصص في شؤون الجاليات ورئيس المركز اليمني للجاليات عارف الرزاع، مؤكداً في نفس الوقت، أن الجاليات لعبت دوراً بارزاً بالتحامها رغم كل الانقسامات والخلافات.. حيث كان لهذا التلاحم بين رموز وجماهير الجاليات التي تؤمن بقضية سيادة الوطن، وحقه في تقرير مصيره، كان له فضل كبير في بنيان الصمود الأسطوري للشعب اليمني، أمام العدوان وتحالفه الأكبر في التاريخ العربي، وأمام من بقي معهم من تجار الحروب ومرتزقة العدوان السعودي والإماراتي، ليروا اليوم وبعد عامين ماذا يجري في محافظات الوطن الجنوبية التي سقطت في أيدي الغزاة والتطرف والإرهاب..
وحول دور المركز اليمني للجاليات في التواصل المستمر مع الجاليات والتنسيق المطلوب بين الجاليات والجهات الرسمية المعنية في حكومة الإنقاذ قال عارف الزراع رئيس المركز اليمني للجاليات: من خلال لقائي الأخير مع دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أؤكد للجميع وللجاليات اليمنية حول العالم إن حكومة الإنقاذ تولي الجاليات عناية قصوى وفي نفس الوقت تراهن على أدوارها الوطنية التنموية والسياسية المتمثلة في تسليط الضوء على حرب اليمن المنسية وكشف جرائم العدوان على وتبعات الحصار الكارثية على المجتمع اليمني..
وأضاف الرزاع: هناك مصفوفة برامج وفعاليات ثقافية وفكرية ستقام بالتنسيق مع الجهات الرسمية والمعنية في حكومة الإنقاذ تربط الجاليات في الخارج بالوطن، وتربط أيضا الجاليات العربية والأجنبية داخل اليمن، لما فيه حشد الجهود في مجابهة العدوان وكشف جرائمه ومجازره بحق المدنيين للعالم عبر جالياتنا في الخارج وعبر الجاليات الشقيقة والصديقة في الداخل، كما أن هذه البرامج والفعاليات تهدف إلى تعزيز رسالة السلام والتعاون والصمود ورفض العدوان والنزاعات بكل أشكالها..
حقيقة الصمود الناصعة
الناشط الحقوقي والإعلامي وليد صالح فدامة قال من جانبه: نعم اكتمل عامان من العدوان الهمجي السعودي على اليمن تحت مبررات تافهة.. ودعاوى باطلة وبحجة مقاتلة الإيرانيين في اليمن (الشيعة) بينما لم نر على ارض اليمن كما يدعون أي إيراني بل على العكس قاموا بإحضار جيوش وعملاء ومرتزقة من كل أنحاء العالم من كولومبيا وبلاك وتر والسودان وغيرها من الدول المشاركة في العدوان على اليمن ممن يخافون على دين محمد وكأن اليمنيين الذين كانوا خير من ناصروا هذا الدين وأوصلوه إلى الدنيا أجمعها بصورته الجميلة التي تحمل الحب والأمن والسلام والعدالة هم أعداء هذا الدين..”
وأضاف فدامة: أصبحت الدعوات التي يطلقها إعلام العدوان باسم الشرعية التي أكل عليها الدهر وشرب وأصبح كل من ينتمي إلى مجموعة (الشرعية والمرتزقة) منبوذين من كل أطياف المجتمع الذي لم يتبق بيت إلا وفقد أخاً أو حبيباً أو قريباً بسبب أولئك الذين رفعهم الشعب اليمني فوق رأسه ووضع النياشين على صدورهم والنجوم والطيور على أكتافهم فأبوا إلا أن يكونوا مشردين مطرودين ملعونين يموتون في دول بعيدة عن أرضهم وعن أهلهم ودولتهم . نعم إنهم يموتون إما نتيجة مرض أو في ميادين القتال ولكنهم سيظلون عملاء وخونة ومرتزقة ثمنهم ما استلمته ووقعت عليه أياديهم ليس مأسوف عليهم مع دعواتنا أن يشل أطراف والسن ما تبقى من أولئك الذين كانوا يوما من الأيام يدعون للوطن والوقوف معه فأصبحوا بلا ثمن ولا قيمة يباعون في مقاهي سوق النخاسة وسينتهي بهم المطاف في شوارع العالم مشتتين مطرودين بلا ثقة من احد، فمن باع وطنه ثمنه قليل من المال الذي نالوه من بيع العرض المسمى بوطن خانوه ..
وحول صمود الجيش اليمني واللجان الشعبية وثبات المواقف الوطنية لشرائح المجتمع اليمني، قال فدامة: برغم هذا الألم نجد في ارض اليمن رجالاً أثبتت الأيام أنهم أعلى من قمم الجبال وأشد قوة وصلابة من الجبال الثابتة، لماذا؟ لأنهم استطاعوا أن يصلوا إلى عمق العدوان وكسروا زحوفات السماء والأرض والبحر ليقولوا لكل طامع وبالذات أولئك الذين يظنون أنهم حماة (الدين) أن الشعب الطيب السهل اللين يكون أصلب من الصلب والحديد الذي ينزل من السماء وان الدروس التي يلقنها هؤلاء الأبطال كل ساعة من ساعات الحرب من خلف القمر وفوق السحاب لن تستطيع أن تجعل من اليمن إلا تاريخاً يصعب على من يكتبون التاريخ وصف قوته وصلابة شعبه، تحية إلى كل الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل المدافعين على الوطن .والرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، وعاشت اليمن حرّة أبية..

قد يعجبك ايضا