رهاننا الوحيد ..

أحمد يحيى الديلمي

علي خلفية استهداف مجلس العزاء النسائي في أرحب ، أقول بصوت عالٍ هذه هي أخلاق المعتدين وهذه هي أساليبهم الانتهازية الحقيرة ، كوامن الثأر والانتقام من كل شيء يمت بصلة إلى الحياة في اليمن يدفعهم إلى استهداف كل ما يدب على الأرض ، لا فرق عند آل سعود بين الرجل والمرأة ولا بين الطفل الصغير والشيخ المسن ، ولا بين الحيوان والإنسان ،  ولا بين الشجر والحجر ، أمام انعدام الأخلاق لدى هؤلاء المسخ من البشر البدو رعاع الصحراء .
تتأكد فداحة وجود سلطة حاكمة استبدادية ترتدي لبوس الدين وتتفاخر بخدمة قبلة المسلمين وحرم الرسول الأعظم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم لتشرعن للأعمال الإجرامية الغاية في البشاعة بتحويل المعتقد السامي إلى واجهة لتزييف الحقائق وتسويق شعارات كاذبة تتحدث عن مخاطر وهمية ، تزعم أن أهل السنة مهددون من أتباع الشيعة ، هذه المزاعم للأسف تنطلي على السذج من المسلمين في شكل دول أو علماء وكيانات سياسية ، استلم قادتها الثمن مقدماً واندفعوا إلى تهييج مشاعر المسلمين ببيانات ومواقف انهزامية ، لا تتورع عن تفسير نصوص العقيدة بأفق نفعي هدفه تبرير النزعة العدوانية لآل سعود استناداً إلى قواعد الوهابية وأدبياتها الفقهية بما هي عليه من انغلاق وتطرف وجذور طائفية عنصرية تعمق الخلافات والانقسامات  بين المسلمين .
عندما تحولت الوهابية إلى فكر وحيد وأيديولوجية سياسية تحدد اتجاهات وسلوكيات وتفكير النظام السعودي وامتدت نفس الفكرة إلى دول  الخليج المجاورة ، سقطت كل الأقنعة وبات نظام آل سعود يجاهر بالفاحشة ويكشر عن أنيابه الخبيثة بإقرار توظيف الوفرة المالية لإخضاع الدول العربية والإسلامية وإن اقتضى الأمر تدمير هذه الشعوب وصب حمم الغضب على رؤوس أبنائها ، كما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ، وإن اختلفت  الوسائل فالهدف واحد والمستفيد الوحيد منه الكيان الصهيوني .
المشكلة أن تماس اليمن الجغرافي مع هذا النظام تحول إلى نقمة بالنسبة لليمنيين ، طبيعة  الخلافات المتراكمة عمقت الكراهية ووضعت مواصفات  العدوان الهمجي الشرس الذي لا يستثني شيئاً حتى مجالس العزاء النسائية .

* الأخلاق والضمائر في سوق النخاسة
إذا استثنينا أمريكا وبريطانيا الضالعتين في العدوان ، كيف نفسر مواقف الكثير من الدول التي تتباهى بالدفاع عن حقوق الإنسان ؟ وتجاهر بالعداء لطموحات أمريكا ، هل انطلت على الجميع الحجج الزائفة والخطابات التافهة التي تغلف العدوان بمناصرة شرعية زائفة لا وجود لها إلا في أذهان من يؤمنون بها ؟!!
أم أن المال السعودي الخليجي أغرى الجميع ودفعهم إلى التسابق لعرض الضمائر والأخلاق والقيم في سوق النخاسة ؟!
أعتقد أن هذا ما حدث ، وهنا تكمن الكارثة ، لأن التهوين وعدم الاهتمام بحرب الإبادة وجرائم الحرب وسياسة الحصار والتجويع ، يعري ما يسمى للضلال الدولي ويفضح هشاشته ، ويؤكد أننا راهنا طوال نصف قرن من الزمن على مسرحيات هزلية للأمم المتحدة ومجلس الأمن ، بعد أن تحولت إلى يافطة للظلال وقهر الشعوب المغلوبة على أمرها ، تفكر بأحاسيس سيادية ، ترفض القهر والإذلال ، الحقائق التي أسلفت مخيفة تستوجب علينا في اليمن المزيد من التلاحم والصمود و رفد الأبطال رجال الرجال في كل جبهات القتال بالرجال والمال والعتاد ،  واثقين من مؤازرة ودعم ونصرة الخالق سبحانه وتعالى لنا ، هذا هو رهاننا الوحيد .. بعد أن ماتت الضمائر وأصبح العالم بكل كياناته حديقة خلفية لآل سعود وما لديهم من أموال مدنسة .. ومن نصر إلى نصر إن شاء الله ..

قد يعجبك ايضا