فيتو” يمني ضد قراصنة العصر

عبدالعزيز الحزي

يوجه الشعب اليمني صفعة قوية لتحالف العدوان السعودي وللنظام الدولي السائد حاليا الصامت والخانع والمشجع للعدوان والذي يدعي بأنه متحضر وذلك من خلال صمود الشعب الأسطوري ورفضه كل أشكال الانهزام والاستسلام.
رسائل يبعثها الشعب اليمني إلى القاصي والداني، فهاهو ذا يوجه “فيتو” يمنيا خالصا رفضا لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي فشل في مهمته الأساسية ألا وهي وقف العدوان والحصار البري والجوي والبحري الجائر والخروج من الأزمة، في حين راح يسوف في أشياء أخرى ليس لها علاقة إلا بأطماع السعودية في اليمن .
و”فيتو” آخر رفضا لحصار الشعب اليمني وتجويعه وإغلاق موانئه وتحذيرا لتحالف العدوان من أنه لن يسلم من تبعات أفعاله النكراء، وآخر رفضا للقرصنة في مياهه الإقليمية، وتحذيرا من عواقب تلك المغامرات الطائشة التي يرتكبها قراصنة العصر الذين يقومون بالانتقام من هذا الشعب الكريم -أصل العرب قاطبة- وتاريخه وفكره وابتزازه وسرقة ثرواته المحفوظة أو من وسائل رخيصة مثل اللجوء إلى منع استيراد القمح ومصادرة سفن القمح والبترول وإجبارها على الرسو في أماكن أخرى بدلا من الميناء المعين لرسوها ولقد أصبح القراصنة قادرين على فعل الكثير من سرقة الأشياء إلى افتعال الحروب بين الدول، عالم جديد من القرصنة.
قرارات يمنية خالصة على ضرورة وقف الحرب وانسحاب جميع القوات الأجنبية من اليمن ورفع الحصار البري والبحري والجوي مع تحديد آلية تنفيذية زمنية لذلك، هذا شرط أساسي لأي مفاوضات قادمة.
وكما نعلم جميعا بأن الحرب علي اليمن تندرج تحت باب الافتعال السياسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى إحلال أنظمة بديلة وتابعة مطلقة الولاء محل أي نظم لديها أدنى هامش من الاختلاف وذلك ضمانا لمصالحها الإستراتجية وعلى رأسها تأمين منابع النفط والاستحواذ على منابعه في اليمن الذي يمتلك ثروة نفطية وغازية مهولة وهو ما تفيد بها الدراسات الدولية في هذا المجال.
ومن الأسباب الأخرى للأزمة اليمنية هي حاجة الولايات المتحدة إلى تحسين اقتصادها على حساب ثروات الشعوب وهو دافع أساسي وإضافي ومهم لنزوع الطبقة الحاكمة في أمريكا نحو الحرب.
و”فيتو” أيضا للاعتراض” على تحويل المنطقة إلى منطقة صراع وذلك من خلال ما يجري فيها من أحداث وتحالفات عسكرية على غرار “الناتو” مرتبطة بالهيمنة الأمريكية وحليفاتها الصغرى إسرائيل ودول الخليج.
وفيتو آخر رفضا للنظام الدولي السائد الذي يشجع الدول الحكومات العميلة على التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى من أجل مصالح آنية لا تدعم الاستقرار الدولي والإقليمي في المنطقة والعودة بالنظام الدولي إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية.
وآخر رفضا لحق النقض الأمريكي الذي يقدم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي وذلك بإفشال صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم الكيان “الإسرائيلي” بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني أو إفشال أي قرار يدينه باستخدام القوة المفرطة وخصوصا في حرب لبنان وغزة ،كل هذا وغيره قرارات في السياسة اليمنية ذات الأهداف والمبادئ الثابتة على مدى عقود.
وفيتو آخر رفضا للتدخل الأمريكي في المنطقة على غرار التدخل في العراق حيث ساقت الولايات المتحدة العراق إلى حالة الحرب، والعدوان عليه من قبل الأمريكان وكان بسبب أهداف إيديولوجية واقتصادية رأسمالية صهيونية وحضارية بالدرجة الأولى، فالغرب على رأسهم الولايات المتحدة يدركون جيدا إن العراق قوة حضارية وهي ارض الذاكرة العربية الإسلامية ،ورفضا لسعي الولايات المتحدة الدائم من اجل السيطرة على العالم وظهورها بمظهر المتحكم في العلاقة بين الدول لهو من بين الأسباب التي سوف تؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل عام ولن ينجو منها احد وبذلك من الصعب إقرار واقع السلم في العلاقات الدولية.

قد يعجبك ايضا