احذروا.. الانجرار وراء مخططات العدو

محمد صالح حاتم
العدو ومنذ اول يوم شن فيه عدوانه على شعبنا في 26مارس 2015م كان يعتقد ان المعركة لن تستغرق أكثر من شهر الى شهرين، نظرا لضخامة القوة التي يمتلكها ، وعدد الجيوش المشاركة في التحالف الغاشم، والاحداثيات والمعلومات التي قدمها الخونة والعملاء للعدو وعلى رأسهم الفار هادي، والعديد من القيادات العسكرية، التي سهلت مهمة العدو ،فكان يتوقع ان المعركة ستكون خاطفة ولكن صمود واستبسال الجيش واللجان الشعبية الذي افشل مسألة الحسم العسكري ودخولهم صنعاء كما كانوا يخططون له ويحلمون به، فقد استخدم العدو عدة أساليب ومنها الحصار البري والبحري والجوي، والفبركات الإعلامية، من خلال ما يملكه من آلة إعلامية ضخمة ،وذلك لتبرير ما يقوم به وتضليل الرأي العام العالمي ،وما قام به من شراء للولاءات والذمم والمواقف الدولية، ولكن صمود شعبنا هو من افشل هذه الأساليب.
ومع طول امد الحرب ،نلاحظ ان العدو يريد ان يقسم ويجزئ مطالبنا الواضحة ،والتي حددها وفدنا الوطني المفاوض ومنها:
1 – الوقف الفوري للعدوان
2 -رفع الحصار البري والبحري والجوي
3 -انسحاب قوات الاحتلال السعودي والإماراتي من جميع الأراضي اليمنية التي يتواجدون فيها.
وبعدها يكون الحوار تحت اشراف الأمم المتحدة.
ولكننا ننجر وراء ما يخطط له العدوان، وهو تقزيم وتجزئة مطالبنا وحقوقنا ،ومنها اننا نطالب الأمم المتحدة بفتح مطار صنعاء وكأنه لم يبق لنا من قضية أو مطلب إلا فتح المطار أمام المسافرين ليغادروا عبر مطار صنعاء، لتنتهك كرامتهم في مطار بيشه فيتم استجواب المسافرين وتفتيشهم وتوقيفهم لعدة ساعات.
ومن هذه المطالب التي طالبنا بها الأمم المتحدة عدم قصف ميناء الحديدة ،فهذا الميناء قد تم قصفه عدة مرات ،ماذا يفرق قصفه اليوم، وكأن العدو لا يقصف إلا ميناء الحديدة ،رغم انه يقصف اليمن بأكمله منذ عامين ،فعلينا ان لانقسم قضيتنا ،وان تبقى مطالبنا اليمن كاملاً من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه .
علينا ان لانغفل عن ما يقوم به العدو في حضرموت وعدن وأبين ولحج وغيرها من المناطق.
وهنا علينا ان نأخذ عبرة من القضية الفلسطينية ،حيث كان العرب يطالبون بكافة الأراضي العربية ،وبعدها بأراضي 48م، ومن تم أراضي 67م وتنازلنا عنها، فكنا نطالب بعدها بأراضي 2006م، ومع الوقت أصبحت قضيتنا هي غزة فقط ،واليوم أصبحت قضية فلسطين ومطالب العرب هي عدم نقل السفارة الأمريكية الى القدس، فنسينا كل الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل وحصرناها في السفارة، وهو نفس المخطط الذي يريدونا ان ننجر إليه وان يتم تناوله إعلاميا والترويج له عبر إعلامنا ،وهذا هو ما يحدث اليوم من خلال الحديث إعلاميا عن مطار صنعاء وميناء الحديدة فقط.
فعلى سياسيينا ومثقفينا وإعلاميينا الانتباه لما يخططون له، وان لايتنازلون عن أي حق من الحقوق، وان قضيتنا هي اليمن كاملاً دون انتقاص أو تجزئه ،أو تقسيم.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا