تعطيل ميناء الحديدة.. محاولة قطع شريان حياة اليمنيين!
قانونيون ومراقبون : إيقاف الميناء مخالفة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية فهو يعني مزيدا من الفقر والجمود الاقتصادي
تحقيق / أسماء حيدر البزّاز
اعتبر قانونيون ومراقبون ان محاولات تعطيل مرافئ ومرافق ميناء الحديدة سوف يمثل استكمالا متعمدا لمسلسل خنق اليمن وإحكام الحصار عليه وحرمان الدولة والشعب من سلع الأغذية والأدوية ومصادر الدخل والتجارة والإيرادات الجمركية بغية إفراغ الخزينة العامة للدولة وإغراق الدولة والمجتمع في مزيد من الفقر وأسباب التعطل والجمود الاقتصادي ورفع معدلات البطالة والحرمان من الغذاء والدواء لزيادة حجم المعاناة الإنسانية والاقتصادية بغية هزيمة وتركيع الشعب اليمني ، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالوقوف مع مظلومية الشعب اليمني وإيجاد حد لهذا التصعيد التعسفي..
تأتي محاولات تعطيل الميناء ضمن سلسله أعمال وإجراءات التحالف بقيادة السعودية في تنفيذ حربه على الشعب اليمني وإجباره على الخضوع لمطالب الدول الكبرى أمريكا بريطانيا وتقاسم اليمن كمصالح للمشاركين في الحرب والعدوان على اليمن..
هذا ما لفت إليه الحقوقي والقانوني عبدالله علاو- رئيس مؤسسة الشرق الأوسط الحقوقية، مؤكداً أن استهداف الميناء هو استهداف للشعب اليمني للأطفال والنساء الذين يقتاتون من الواردات الغذاء ويتوفر لهم منه شيء من الدواء والاحتياجات الإنسانية لا يوجد أي مبرر لإدخال الميناء في هذه الدائرة من الاستهداف لأنه ميناء يعمل وفقا لشروط ومعايير المنظمة الدولية المشرفة على الموانئ والمنظمة تابعة للأمم المتحدة وترفع تقارير وتراقب باستمرار، كما أن 70% من المواد والاحتياجات التجارية تنقل عبر ميناء الحديدة كونه قريباً لخطوط الملاحة عن بقية الموانئ التي تكلف أسعار نقل مضاعفة وبالتأكيد ان أي إغلاق أو تعطيل للميناء يعد من حرائم الحرب الماسة بالإنسان وبالأطفال والنساء والتي تضرر منها الكثير بسبب الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، هناك مؤشرات بأن 500 ألف نسمة بينهم نساء وأطفال ومسنون توفوا نتيجة سوء التغذية والأمراض المزمنة والمستعصية وغيرها من الأمراض التي تسبب تعطل النظام الصحي وشحة الأدوية في عدم القدرة على انقاذها إضافة للجلطات القلبية والولادات الخدج والحالات النفسية وجرائم الانتحار وغيرها نتيجة الوضع الكارثى واللا إنساني الناتج عن صدمات القصف الجوي بطيران التحالف بقيادة السعودية للمناطق السكنية والسكان المدنيين في اليمن .
كارثة إنسانية
الإعلامي مجاهد أحمد راجح الذي استهل حديثه بقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) أكد أن جارة السوء السعودية وحلفاءها، أبعد ما تكون عن أوامر الله ونواهيه.. وأنه لا تنفع معهم التربية الدينية ولا القوانين الدولية الإنسانية وما تشن علينا من حرب ظالمة. تعد جرائم إبادات جماعية عبر كل وسائل الدمار المختلفة من قنابل فراغية و عنقودية وانشطارية وغيرها المتعارف على تحريمها
بكل المعاهدات الدولية وما الاستمرار العبثي في استهداف ميناء الحديدة الوحيد بعد حصار مطبق جواً وبراً وبحراً ولم يتبق سوى الشريان الوحيد(ميناء الحديدة) للمجتمع اليمني لتزويده بأقل مقومات العيش من أغذية وأدوية ومشتقات نفطية فاستهداف ما تبقى قتل جماعي وإهدار وامتهان لأدنى حقوق الإنسان اليمني وأصبح لا قيمة له وأضحت قوانين الأمم المتحدة لا يهمها أمر شعب بأكمله ترتكب بحقه أبشع الجرائم وتقابل بصمت مخز.. ما هو واقعٌ في اليمن بوقتنا الحاضر سبق ووقع في (هيروشيما وناجازاكي )اليابانية، و(صبرا وشاتيلا) اللبنانية، و(حلبجة) العراقية وفي البوسنة والهرسك، وفي كوسوفا، وكشمير والشيشان، و(جنين)فلسطين ثم مصاب العراق وغيرها الكثير.. ولم ينفذ بحق مرتكبي كل تلك الجرائم شيء وكان الأجدر تنفيذ القانون الدولي الإنساني على كل الدول المعتدية. ويتعين الوفاء به بصدق وشفافية لكن للأسف كل الاتفاقيات والبرتوكولات الموقعة لما يسمى بالقانون الدولي الإنساني وكذلك حقوق الإنسان لم تلزم دول الاستكبار والدول النفطية التقيد بها وانما تطوعها لما يخدم مشاريعها وأجندتها والتشدق بمصطلحاتها عبر وسائل الإعلام الكاذبة، فجريمة استهداف ما تبقى من ميناء الحديدة كارثة إنسانية مخالفة لكل الشرائع السماوية وكل القوانين الدولية الإنسانية وتستوجب صحوة ضمير إن بقي هناك أحرار بالعالم للأخذ على قوى العدوان ومنعها من الحصار المطبق بقتل شعب بأكمله ومحاسبتها .. كما تستوجب مننا كيمنيين تكاتفاً وتكافلاً وتلاحماً ومزيداً من الصمود وتعزيز دور الجبهة الداخلية ورفدها بالمال والرجال ومزيداً من الثبات وخوض معركة فاصلة لأن نخلد شهداء كرماء فلا خيار أمامنا سوى أن نخوض معركة العزة والكرامة فلا مجال للاستسلام أو الموت البطيء جوعا .
شريان الحياة
الاكاديمي الدكتور محمد الحميري أوضح أن ميناء الحديدة بات اليوم هو الميناء الأهم بل هو الميناء الرئيس الذي تتنفس البلاد من خلاله بعد تطورات العدوان على اليمن وتدمير وتحييد ميناء المخا وسلب سيطرة الدولة على أغلب الموانئ الأخرى في اليمن كميناء عدن والمكلا وغيرها من الموانئ على البحر العربي.وعلى الرغم من التدمير ومحاولات التعطيل التي استهدفت ميناء الحديدة لكن هذا الميناء وجهود الدولة ممثلة في مؤسسة موانئ البحر الأحمر قد جعلت من هذا الميناء رئة كبرى لمعظم واردات البلاد من الأغذية والأدوية والسلع الرئيسية الأخرى خاصة وأن الميناء الوحيد المتبقي وهو ميناء الصليف القريب قد تعرض هو الآخر وما يزال يتعرض لهجمات عدوانية عديدة جعلت دوره محدودا جدا بالإضافة لصغر حجمه وسعته مقارنة بميناء الحديدة.
الفقر والجمود
وأضاف الحميري قائلا : ما من شك فإن أي تعطيل أو تدمير إضافي لحاويات ومرافئ ومرافق ميناء الحديدة سوف يمثل استكمالا متعمدا لمسلسل خنق اليمن وأحكام الحصار عليه وحرمان الدولة والشعب من سلع الأغذية والأدوية ومصادر الدخل والتجارة والإيرادات الجمركية بغية إفراغ الخزينة العامة للدولة وإغراق الدولة والمجتمع في مزيد من الفقر وأسباب التعطل والجمود الاقتصادي ورفع معدلات البطالة والحرمان من الغذاء والدواء لزيادة حجم المعاناة الإنسانية من ثم هزيمة وتركيع الشعب اليمني وقيادته وتسريع أسباب تحقيق أهداف ومرامي العدوان ومخططاته التي تستهدف تجريد اليمن من كل عوامل القوة والصمود ومقاومة مشروع الاحتلال الخارجي الأمريكي لليمن الذي بدأت تتكشف ملامحه حتى لقصار النظر بعد تطورات العدوان على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر بل والبحر العربي أيضا. وبالتالي فإننا نرفض كل أشكال العدوان ومحاولات التعطيل لميناء الحديدة لانها محاولات لتعطيل الحياة واذكاء وزيادة حجم المعاناة الإنسانية في اليمن. نقول هذا ونحن على ثقة بأن مثل هذا المنحى الأكثر سوءا وظلما للبلاد والعباد ولأنه كذلك فإن الله معنا وسينصرنا على الأعداء مهما بلغت قوتهم وسيطرتهم .
المجتمع الدولي
من جهته أوضح الأستاذ عارف الرزاع – رئيس المركز اليمني للجاليات ان محاولات تعطيل ميناء الحديدة هذا المنفذ البحري الهام ومصدر رزق ونشاط اليمنيين الوحيد جريمة وكارثة إنسانية يتحملها المجتمع الدولي اجمع ، وتنذر بمخاطر عدة على مختلف المستويات الإنسانية والاقتصادية والصحية كمحاولة يائسة لتركيع اليمنيين.
داعيا شتى المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الوقوف مع الشعب اليمني ومظلوميته وفتح كافة الموانئ البحرية باعتبار ذلك حقاً مشروعاً لهذا الشعب المسالم الأعزل.
احتلال الساحل الغربي
من جهته اعتبر الإعلامي محمد الورد الحملة الإعلامية لتحالف العدوان على ميناء الحديدة بهدف تحريض القوى العالمية للقبول باستهداف الميناء عسكريا بعد ان تعالت بعض الأصوات الإنسانية المطالبة بوقف العدوان السعودي على اليمن ورفع الحصار المفروض عليه وقد تم استهداف الميناء في وقت مبكر من العدوان ونتج عن ذلك خروج جزء كبير منه عن الخدمة لكن مملكة الشر ومن تحالف معها تريد تدمير الميناء وتعطيله نهائيا وذلك استكمالا لخنق اليمن اقتصاديا خصوصا والميناء يعتبر الشريان الرئيسي والوحيد للحياة ولدخول الغذاء والدواء ومشتقات النفط ظنا من تلك القوى ان ذلك سيغير من واقع المعركة لصالحها على الأرض كما ان ذلك يأتي ضمن مخطط لمحاولة احتلال الساحل الغربي لمحاصرة الشمال وخنقه وفصل الجنوب لكن ذلك كله سيكون هباء تحت أقدام رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية لأن معركة الساحل هي المعركة النهائية من وجهة نظري والتي ستنتهي باندحار العدوان وهزيمته في المعركة برمتها بإذن الله !
أعداء الإنسانية
فؤاد الصياد يرى ان هذه الأعمال تأتي من ضمن سلاسل اعداء الإنسانية في الغالب هي الحروب كونها وسيلة عبور للسياسة بمفهومها المتطرف والتي تنتج عنها أغراض عسكرية غير مدروسة ، ولو على افتراض تحقيق بعض المكاسب من هذا الحصار فإن هناك آثار سلبية تجعل الضحية هو الإنسان ومن هنا نجد أن قرار تعطيل ميناء الحديدة سيجر الشعب نحو المزيد من ويلات المعاناة كالفقر والمرض والتشرد وذلك باستهداف ما تبقى من أمل في الحياة والتي اغلب احتياجاتها عبر هذا الميناء تحديدا مثل المواد الغذائية والأدوية والمشتقات البترولية اللازمة التي تصل كسلعة أو في صورة إغاثة، كما أن هناك تأثيرات اقتصادية ومنها توقف العديد من المعامل والمصانع والمشاغل وغيرها من الأعمال التي بدورها ستؤدي إلى جمود الحركة الاقتصادية والإصابة بالركود التام لكل جوانب الحياة وهذا ما قد ينتج عنه كارثة إنسانية وبيئية تهدد كيان ووجود الإنسان اليمني…
متسائلا عن دور المنظمات الدولية والإنسانية بهذا الشأن للتدخل السريع والعاجل،. داعيا أصحاب القرار السياسي لدراسة هذا الموضوع بجدية وإيجاد الوسيلة أو البحث عن أي خطوة نتفادى بها ما قد ينتج عنه هذا القرار الجائر من عواقب مستقبلية بحق هذا المجتمع..