خصصت الحكومة الألمانية 40 مليون يورو معونات إضافية تصرف للاجئين الذين يقررون العودة طواعية إلى بلدانهم خلال العام الجاري.
وسيتم بموجب البرنامج، منح 1200 يورو لكل لاجئ عمره فوق 12 عاما، يقرر سحب طلب لجوئه والعودة إلى وطنه، ومنح 800 يورو لكل اللاجئين الذين رفضت طلباتهم، شرط أن يقرروا العودة إلى بلدانهم، وأن لا يطعنوا في قرارات رفض طلبهم في المدة القانونية المقررة.
وتسعى الحكومة الألمانية، من خلال هذا الإجراء، إلى زيادة أعداد اللاجئين العائدين طوعاً، حيث أكد وزير الداخلية توماس دي ميزير أن “الرحيل الطوعي يمثل بالنسبة لكل الذين ليس لهم فرص للبقاء، السبيل الأفضل من الترحيل”، مضيفا إن الحكومة ستستبعد بعض اللاجئين المتحدرين من دول بعينها، مثل منطقة غرب البلقان، وذلك لتفادي إساءة استخدام هذا البرنامج.
يحدث أيضا أن الاستخبارات الأمريكية تنصتت على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وافتضح الأمر من خلال برقيات ويكيليس.. لم تعتذر واشنطن وتفهمت برلين أو بالأحرى أدركت حجمها.
دونالد ترامب يعرف كل ذلك، ويريد ربما التصرف على هذا الأساس، انطلاقا مما أتقنه من أدبيات السوق الحر المنفلت من كل عقال أخلاقي، كما يريد أيضا من الباقيين أن يتأقلموا مع هذه الحقيقة، ويعتادوا على تصرفاته المفاجئة التي تقترب كثيرا من المضاربات في أسواق الأسهم والبورصات.
تبقى هناك معضلة المواطن الأمريكي الذي لم يستسغ فجاجة ترامب، وعجرفته رغم أنه كان حتى وقت قريب للغاية مرشحه المفضل، فالأخير حرص على الظهور خلف المكتب البيضاوي وعائلته تتحلق من حوله كما لو كان في برجه التجاري في نيويورك.
وانطلاقا من التفرد الذي أجاده ترامب خلال عشره الأول، فإن معدل الصدمات التي سيتلقاها المجتمع الأمريكي سيرتفع ولن يكون من اليسير استخلاص تبعاتها على الشارع الداخلي.
اللافتات التي ارتفعت على أيدي الأمريكيين ونصرة لحق اللاجئين بالعبور إليهم كانت مليئة بالشتائم المؤذية للرئيس، وفي مناسبات قريبة ستكون لترامب قرارات جديدة تستدعي عصيان غاضبا هنا.. وتظاهرات ممتدة هناك.
Prev Post