الصحفي اليمني مثابر ومجتهد ويفتقر إلى دعم المؤسسات الإعلامية


لقاء/ مطهر هزبر – إسكندر المريسي –
التخصص في الصحافة العربية ضعيف والسبب غياب الخطط والاستراتيجيات
صفاء كنج مدربة صحفية في وكالة الصحافة الفرنسية وتعمل في مجال التدريب منذ سنوات طويلة وتكتب في الصحافة العلمية والصحافة المتنوعة شاركت في تدريب الكثير من الصحفيين اليمنيين والعرب في مجال الصحافة العلمية المتخصصة.
التقيناها على هامش ورشة إقليمية حول الصحافة العلمية نظمت مؤخراٍ بصنعاء وناقشنا معها العديد من القضايا وفيما يلي حصيلة هذا اللقاء:
(غياب التخصص)
* في البداية كيف تنظرين إلى واقع الصحافة العلمية في اليمن والوطن العربي¿
– الصحافة العلمية بشكل عام في اليمن والوطن العربي ضعيفة ويرجع ذلك لعدم وجود تخصيص للصحافة العلمية بالإضافة إلى قلة الصحف المتخصصة بالإعلام العلمي بشكل عام لايوجد تخصص مثل الصحافة البيئية لعد وجود صحفيين يشتغلون في مجال العلوم .
( تفاوت كبير )
* كيف تقيمين واقع الصحافة باليمن ¿
– هناك تفاوت كبير حيث يوجد صحفيون متميزون وعندهم قدرات وإسهامات والبعض الآخر من الصحفيين لم يحصلوا على مثل تلك الفرص لكن بشكل عام هناك كثير من الصحفيين اليمنيين مجدين ومجتهدين وعندهم مبادرات ولكن لايوجد دعم كافُ في مجال الصحافة العلمية والصحافة المتخصصة بشكل عام ويرجع السبب إلى عدم وجود خطة في الصحف أو المؤسسات الإعلامية في اليمن وهذا يتطلب إيجاد خطط لبناء قدرات ومهارات الصحفيين العلمية والمهنية وماهو حاصل في اليمن أن هناك إهمال في هذا الجانب وأؤكد على أهمية تدريب الصحفيين في مجال الصحافة العلمية بالإضافة إلى التطبيق العملي لأن الصحفي لديه دور لأن يغير للأحسن ولديه أيضاٍ رسالة ولابد أن يكون له دور في أن ما يكتب يحمله مسئولية كل كلمة يكتبها.
( مواكبة التطورات )
* ما الذي يميز الصحفي العلمي عن غيره ¿
– الصحفي المتخصص بالشأن العلمي ينبغي أن يكثف قراءاته العلمية اليومية من أجل متابعة الشئون العالمية واكتشافاته الحديثة.
والإشكاليات العلمية التي يطرحªا العلماء في مختلف البلدان إذ تجري الأمور بوتيرة سريعة وتتوافر المعلومات بكمية كبيرة ولابد للصحافي المتخصص من أن يواكب التطورات خوفاٍ من أن يتجاوزه زمن السرعة والعولمة.
كما أن الصحفي العلمي يحرص أكثر من غيره على التأكد من صدقية المصادر وصحة المعلومات خوفاٍ من التضليل أو من الترويج لمعلومات غير
صحيحة تضر بالقارئ.
(بناء القدرات)
* إلى أي مدى يسهم التدريب في تنمية مهارات الصحفيين في المجال العلمي¿
– أعتقد أن القراءة والمطالعة هي الطريق لتحسين مستوى الصحفي حتى يواكب التطورات من حوله ورغم أن الصحافة المتخصصة في العالم العربي ملحقة بتخصصات أخرى ولا تعطى الأهمية الكافية لكن هذه الدورات تحاول سد جزء من هذه الفجوة كما أن يناء قدرات الكوادر الصحفية تتطلب تنمية الحس النقدي
والتدريب المهني المستمر بالإضافة إلى تخصيص صفحات علمية في الصحف العربية وإشراك الباحثين فيها إلى جانب تدريب العلماء على الكتابة الصحافية العلمية والتقريب بين العلماء والصحافيين.
(محاذير صحفية)
* هل هناك محاذير صحفية فيما يخص الصحافة العلمية¿
– نعم هناك مجموعة من المحاذير أولاٍ فيما يتعلق باستخدام الأرقام:
سواء كانت مرتبطة بأخبار ومواضيع علمية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو حتى رياضية فالأرقام يجب أن تكون واقعية ومنطقية وغير مبالغ بها وعدم استخدام العينات الخاطئة مثل (واحدة من كل حالتي زواج تنتهي بالانفصال!) وعدم تجاهل السياق العام عند استخدام الأرقام على سبيل المثال:
470 مليون دولار ضمن الموازنة السنوية لرعاية الأطفال.
470 مليون دولار: قد يبدو عنوانا جذاباٍ.
ولكن إذا وزعنا 470 مليون دولار على عدد الأطفال سيتلقى كل طفل.
1.81 دولار أسبوعياٍ… وهو مبلغ زهيد جداٍ.
(ربط خاطئ )
* كيف نفرق بين ما يكتبه العلماء والباحثين وما يكتبه الصحفي العلمي¿
– هناك نوعين من الإعلام العلمي:
المتخصص: يعده علماء في مجال تخصصهم بأسلوب يفهمه المختصون.
– الجماهيري موضوعات وتقارير بأسلوب مفهوم لعامة الناس.
كما أن هناك ربطاٍ خاطئاٍ بين الصحافة العلمية ومفهوم العلم للعلم.
– الربط الخاطئ رسخ فكرة أن الصحافة العلمية لا تمثل حاجة بالنسبة للمواطن العادي بل هي حاجة العاملين في مجالات العلوم المختلفة.
والنتيجة: صحافة علمية نخبوية قلة لديهم الكفاءة أو الرغبة للعمل فيها ومؤسسات لا تخصص حيزاٍ لها .
( نظرة إيجابية)
* ما تقييمك لمستقبل الصحافة العلمية في العالم العربي¿
– عندي قناعة بأنه يجب أن تعطي الصحف مساحات بقدر أوسع لتغطية العلوم والبيئة والصحة بشكل خاص وبالذات ما يتعلق بمواضيع العلوم بشكل عام والاهتمام بالجوانب البيئة ومنها انتشار الأكياس البلاستيكية وتأثيراتها على البيئة وما ينتج عنها من مشكلات وأمراض إلى جانب التوعية بالأمراض الوراثية وطرق انتقالها وإذ أعطينا مساحات أكبر للصحافة العلمية سيصبح هناك وعي أكبر ونستطيع تجاوز العديد من المشكلات البيئية والصحية وهو ما سينعكس إيجابياٍ على المجتمع.

قد يعجبك ايضا