هل تحركات ولد الشيخ جدية نحو الحل السياسي اليمني ؟
جمال محمد الأشول
كما بات مسلماً به ، فرض انتصارات قوات الجيش واللجان الشعبية على تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقتهم في مختلف الجبهات ، فضلاً عن التقدم المستمر والكبير ما وراء الحدود ، إيقاعاً جديداً لمسار الأزمة اليمنية وإقليمياً ومحلياً ، وأهلت البيئة للتفكير بإمكانية تفعيل المسار السياسي ، فهل تحركات ولد الشيخ الأخيرة تبعث بعضا من الثقة والطمأنينة لإمكانية النجاح في هذا المسار ؟!! ، أم أنها مجرد شكليات لكسب شيء مما يطمحون !!
سؤال يطرح نفسه ، بعد أن سقطت الأمم المتحدة في الاختبار سقوطاً كلياً كون ممثلها في اليمن والمخول بشكل أساسي ” ولد الشيخ ” رعاية المباحثات باسمها أظهر عن انحيازه الفاضح لتحالف العدوان ضد اليمن ، ومساعدته لحكومة الرياض ، وارتهانه الكلي لأمريكا ، تزامناً مع تسليم أوباما السلطة إلى الرئيس ” ترامب ” أمس ، الذي جاهر بأن أولوياته هي محاربة الإرهاب الإسلامي من جذوره ، في إشارة واضحة إلى السعودية .
في ظل هذا الواقع الذي يشهده تحالف العدوان في الميدان من هزائم وانتكاسات متواصلة في مختلف الجبهات ، لاسيما بعد فشل مخطط العدوان على اليمن في تحقيق أهدافه بسبب الصمود الأسطوري للشعب اليمني وانتصارات جيشه ولجانه الشعبية ، وجدت الأمم المتحدة نفسها أن الفرصة متاحة لها للاتجاه إلى حل سياسي يعطيهم شيئا مما يطمحون به عبر تفاوض ما ، يرون الحاجة لها إلى منح تحالف العدوان مزيداً من الوقت لتدريب وتأهيل مسلحين جدد ، لمقاتلة الجيش واللجان الشعبية ، كما حصل في باب المندب بتعز ، من مواجهة لما تسمى كتيبة ” سلمان الحزم ” التي تحتوي على العشرات من المرتزقة اليمنيين جلهم من الجنوب ، وتم القضاء عليها ، يوم أمس الجمعة ، في كمين محكم نصبة الجيش واللجان الشعبية لهم .
زيارة ولد الشيخ الوشيكة إلى العاصمة صنعاء ، مجرد زيارة شكلية ، اتخذتها دول تحالف العدوان ، بهدف منح تحالف العدوان وقتاً لاستعادة أنفاسه من جديد ، إضافة إلى تدريب وتسليح جماعات مسلحة جديدة لمقاتلة الجيش واللجان الشعبية .
فالجدية تفرض على الأمم المتحدة ومبعوثها ضبط تحالف العدوان لرفع الحصار ، وفتح المطار ، وإلغاء القرارات التعسفية بحق البنك المركزي .
وإلزام أمريكا والسعودية ومنعهما عن الخرق المتكرر والمتمادية لوقف الغارات الجوية والامتناع عن ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، وفك الحصار المقيت على الشعب منذ عامين الذي يقتل الشعب اليمني جوعاً فضلاً عن إلغاء قرارات التعسفية بحق البنك المركزي التي تفاقمت الأزمة الاقتصادية جراء عدم صرف مرتبات الموظفين لأكثر من خمسة أشهر، وفتح المطار لنقل الجرحى إلى الخارج للعلاج، ووقف الزحوفات المستمرة لمرتزقة العدوان في جميع الجبهات .
وبالتالي لن يكون هناك أي نجاح في زيارة ولد الشيخ ، حتى يكون على الأمم المتحدة ومبعوثها أن تعمل بحسن نية وجدية لضمان مسعى ارتضت أن تكون طرفا في رعايته . فهل تغير الأمم المتحدة سياستها وتحترم تعهداتها؟ .. لا يبدو الأمر مشجعاً حتى الآن للقول نعم.