نظرتنا للتنمية البشرية كتجارة لا كرسالة يؤخر تطورها


لقاء / محرر الصفحة –
يطول الحديث في اليمن حول برامج وخطط ودراسات وأبحاث وأنشطة وجهود تطوير التنمية البشرية لكنها تظل حبر على ورق ومجرد كلام عام لا يقدم ولا يؤخر كمن يسمع جعجعة ولا يرى أي طحين” .
ويرتبط التطور في كافة مناحي الحياة وفي اغلب القطاعات الاقتصادية والمالية والإدارية والتنموية بانتشال واقع التنمية البشرية والنهوض بها وهذا الأمر لا يبالي به أحد مع الأسف في بلادنا.
المشكلة في هذا الجانب بحسب المدرب المعتمد عبدالله الشعراني تتمثل في نظرتنا للتنمية البشرية كتجارة وليست رسالة وهو ما يؤخر تطورها.
ناقشنا مع الشعراني في لقاء خاص لـ الثورة” العديد من القضايا المرتبطة بالتنمية البشرية والتدريب والتوظيف ووضعية سوق العمل وما الذي يجب عمله لبناء جيل نموذجي منتج ومؤثر ليساهم في تطور ونهضة المجتمع .. نوجزها في الحوار التالي :

* كيف تنظرون لواقع التنمية البشرية في اليمن وتقييمكم لها وماذا يمكن عمله للنهوض بها ¿
– إذا تمعن الناظر منا إلى حال التنمية البشرية في بلادنا سيجدها كحال كثير من البلدان العربية مازالت تحبوا في هذا المجال , مع وجود كثير من الجهات التدريبية ( مراكز و معاهد و مؤسسات و مبادرات و جمعيات و منظمات ) في بلادنا إلا أن الأغلب منها تنظر إلى التنمية البشرية كتجارة و ليست كرسالة .
كما أن التوجه الأول في التنمية البشرية لابد أن تبدأ في المدارس و بالذات لطلاب المرحلة الأساسية ( لابد أن تكون هناك مادة متخصصة بهذا المجال فيها ما ينمي شخصية الفرد منا بالآتي : تحديد الأهداف , تعزيز حب الذات , تعزيز حب الأهل , تعزيز حب الآخرين , الثقة بالنفس , إدارة الوقت , مهارات التعامل مع الآخرين , طرق المذاكرة الصحيحة )
و إذا أردنا معاٍ أن نرتقي بحال التنمية البشرية في بلادنا فعلينا أن نحول ما نتعلمه و نتدرب عليه إلى سلوك نمارسه و نطبقه في كل أمور حياتنا و نعمل على نشره و عدم البخل به , و ليست شهادة فقط نعلقها على الجدران

نصائح للشباب
* بماذا تنصح الشباب في عملية اختيار التخصص أو تكوين مشاريع خاصة وإدارتها بكفاءة أو النجاح بالحياة بشكل عام ¿

– لأخواني الشباب اختيار التخصص له معايير علمية يطول شرحها الا أني أحب أن أختصرها في الآتي ( ادرس و اعمل ما تْحبú لتْحبِ ما تدرس أو ما تعمل و تبدع في هذا المجال ) و لا تدخل أي قسم أو تخصص أو مشروع إلا بناءٍ على رغبتك فقط , و ليس رغبات الآخرين
ثم هل هذا التخصص أو المشروع سيفيدني في حياتي الآن و بعد خمس سنوات و عشر سنوات و عشرين سنة أي أن عملي سيكون فيه, و هل مواهبي و قدراتي تتوافق معه , مثلاٍ أنا أحب الرسم و الرياضيات كثيراٍ فذلك يتوافق مع الطيران و الهندسة و العلوم والنفط كقسم علمي وجغرافي كقسم أدبي
أما عن إدارة المشاريع فبعد وجود الرغبة في مشروع معين لابد أن تقوم بعمل دراسة جدوى للمشروع لمعرفة هل المشروع ذو فائدة نفعية أم لا , و أن يلتحق بدورة إدارة الأعمال المتكاملة , ثم إدارة المشاريع لكي يعرف كيف ينجح بمشروعه
فالمشاريع علم رائع و لا يعتمد النجاح فيها على الحظ و المغامرة فقط
أما عن النجاح في كل أمور الحياة فعلينا أن نلتزم بالتفوق في العلاقة مع الخالق جل في علاه ,فلا يستطيع الشخص السوي أن ينجح في أمور دنياه و لا ينجح في دينه و لنتذكر ( من وجد الله فماذا فقد , و من فقد الله فماذا وجد ) تطبيق شخصية القدوة الإنسانية محمد صلى الله عليه و سلم في كل أمور حياتنا كبيرها و صغيرها وأن نتفوق مع الوالدين في برهما وحبهما و تقديمهما على الكثير من الأمور حباٍ وطاعة و براٍ , و لنتذكر أن الأسرة هي النواة الحقيقية قبل المدرسة و الجامعة في نشر كل الفضائل و المكارم , و أتمنى من الإعلام اليمني أن يتوجه نحو الأسرة اليمنية لغرس القيم و التقاليد الإيجابية بالإضافة إلى التفوق مع الآخرين في التعامل و التآخي و الجوار و الكرم و الصدق.
و هذا كله لابد أن يصاحبه التفوق الذاتي في كل الأمور الأخلاقية و العلمية و العملية للشخص نفسه , و لنتذكر ( إذا أردت أن تغير الآخرين ابدأ بنفسك )

بطء شديد
* تقييمكم لواقع سوق العمل في اليمن عملية التشغيل والتخصصات الأكثر ملائمة لهذا الواقع¿
– واقع سوق العمل في اليمن يتقدم ببطء شديد , فإذا نظرنا إلى سوق العمل اليمني سنة 90 مثلاٍ و حتى الآن لا نجد التقدم ذا الأثر الكبير , و نجد أن هذا يعود بسبب كبير إلى عدم كفاءة القائمين على هذا المجال من حيث الإدارة و العلم و الرؤية المستقبلية , و عدم استغلال قدرات الشباب اليمني و توظيفها في مكانها الصحيح
و التخصصات الأكثر ملائمة لهذا الواقع ( جميعها بلا استثناء .. فكل التخصصات تكميلية ) التخصص إدارة الأعمال يناسب كإدارة , و يأتي تخصص المحاسبة يقوم بعملية تكميلية للإدارة كمحاسب , و يأتي تخصص الشريعة و القانون ليقوم بعملية تكميلية و هكذا
فجميع التخصصات مطلوبة شرط أن تتميز في دراستك و تخصصك لتبدع أكثر و تتميز بشكل أكبر في مجال عملك

أسباب
* برأيك ما أسباب الانحدار والانخفاض في وضعية التنمية البشرية في اليمن وما الحلول المناسبة من وجهة نظرك للنهوض بها ¿
– نبدأ بالأسباب وهي غياب التوجه العام للدولة نحو هذا المجال وغياب التنمية البشرية في المناهج التعليمية مدرسياٍ و جامعياٍ أيضا نقص الوعي في أهمية التنمية البشرية لدى الأوساط الشعبية من أغلب مختلف أطياف المجتمع وغياب الأهداف و الخطط على مستوى الوزارات و المكاتب المهتمة بذلك , و إن وجدت فإنها أهداف و خطط عتيقة قد عفا عليها الزمن تحول التنمية البشرية على أبسط مستوياتها إلى تجارة تتنافس فيها الكثير من الجهات المختصة و الغير مختصة و المتخصصة و الغير متخصصة , مع غياب الرقابة و المحاسبة و دون أي معايير تضبط العمليات المتعلقة بالتنمية
و الحلول المناسبة هي معالجة الأسباب المذكورة أعلاه

التدريب
* بخصوص التدريب .. هناك تغيير كبير في أساليب ووسائل التدريب والتوظيف ويتم بفضلها تقديم التدريب بوجه جديد للمتدربين ..ما نوعية هذا التغيير وماهي الأساليب الحديثة المناسبة للتدريب والتأهيل والتوظيف¿
– التدريب الذي يحدث التغيير فعلاٍ هو : بناء المعرفة ورفعها بحد أدنى
وبناء المهارة و رفعها إلى حدها الأعلى والتي ينتج عن المعرفة والمهارة تغيير و تعديل في السلوك.
أما الأساليب الحديثة المناسبة في التدريب والتأهيل والتوظيف فهذه تحتاج إلى معايير تضعها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني , وتلزم بها جميع المكاتب على مستوى الجمهورية , وأن تخضع الوزارة للمقارنة المعيارية مع وزارة ناجحة في دولتنا أو في دولة أخرى , ولا تكفينا صفحة كاملة للرد على السؤال الأخير .

قد يعجبك ايضا