النسر الذهبي والموت الأسود
حسن الوريث
نعرف جميعاً أن البوم هو رمز من رموز التشاؤم وحين تذكر البومة فإن ثمة موتاً محققاً وهذا هو الذي ينتظر أولئك المرتزقة الذين أطلقوا على عمليتهم لتحرير صنعاء من البيضاء اسم النسر الذهبي لكن هذا النسر تحول إلى بومة سوداء بعد تلك المقتلة التي تعرض لها المرتزقة في البيضاء وفي نهم وفي ذباب وفي كل الجبهات .
الأسماء الرنانة التي يختارونها لاسم عملياتهم تدل على الهزيمة بداخلهم فمن الرمح الذهبي إلى النسر الذهبي كانت الهزائم تتوالى والتنكيل بهؤلاء المرتزقة يتوالى كل يوم بل كل لحظة وقيادات المرتزقة تتساقط كأوراق الخريف في تلك الجبهات ولم ينفعهم لا الرمح الذهبي أو السيف الذهبي أو النسر الذهبي فقد تحولت جميعها إلى أردأ أنواع المعادن الصدئة .
عندما يقولون انهم بدأوا معركة تحرير صنعاء من البيضاء فهذا يدل على غباء كبير بل ومحاولة لخداع وتضليل الناس ومن مازال في قلبه مرض أو بقية من شك بأن هؤلاء المرتزقة يمكن أن يحققوا أي تقدم يذكر فإذا كانوا في فرضة نهم منذ أكثر من عام ونصف ولم يتمكنوا من التقدم خطوة واحدة تجاه صنعاء فكيف سيأتون إليها من البيضاء وهم يعرفون ما ينتظرهم في البيضاء ورداع وذمار هذا إذا وصلوا إلى أي من هذه المناطق على أسوأ الاحتمالات وبالتالي فكل ذلك ليس إلا لنهب المزيد من الأموال السعودية والخليجية وحصد المزيد والمزيد من الخسائر والهزائم والقتل لمرتزقتهم الذين يساقون إلى الموت جماعات وأفراداً وصنعاء بعيدة عنهم وعن كل من يريد بها وبأهلها الشر فهي مدينة كل اليمنيين ولن يصلوا إليها مهما فعلوا .
النسر الذهبي كما يسمونه تحول بفعل الصمود الكبير والبطولات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات إلى بومة رمادية أو غراب أسود ينذر بشؤم طالعهم وبأنهم لن يصلوا حتى إلى ابعد من مكانهم الذي يقفون فيه والأكيد أن الجيش واللجان الشعبية سيطهرون كافة مناطق اليمن من هؤلاء المرتزقة وأن ما ينتظر هؤلاء هو الموت والموت فقط وليس غيره إذا لم يعودوا إلى رشدهم ويستفيدوا من قرار العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي الأعلى كما أن عليهم أن يعرفوا أنهم ينفذون أجندات أجنبية تريد لليمن الخراب والدمار والقتل وأن كل تلك العناوين التي يخدعونهم بها ليست سوى شعارات ظاهرية في باطنها التدمير والتخريب لليمن وخلق المزيد من الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب اليمني وإثارة الثارات والنعرات المناطقية بينهم فلقد جربوا الرمح والسيف والنسر وكل تلك المصطلحات وفشلوا ولم يجنوا سوى الخيبة والخسران الكبير والهزيمة والموت الأسود .