محمد النظاري
ما زالت الرياضة كما هي موحدة لليمنيين، لم تؤثر فيها رياح السياسة، فقد كان الرياضيون قبل السياسيين وصولا لنقطة الوحدة.
من يوم غد الاحد يبدأ المعسكر الاعدادي للمنتخب الاول بكرة القدم، بالعاصمة صنعاء، وذلك استعدادا لخوض تصفيات أمام أسيا بالإمارات 2019م، التي تنطلق نهاية مارس القادم، بمشاركة 24 منتخبا يتاهل نصفهم، للانضمام للمنتخبات التي تاهلت سابقا.. ودائما تمنياتنا للمنتخب بالتوفيق، تسبق اي بطولة نظرا لما يمر به الوطن.
المنظر السياسي المرتبك والموزع بين حكومتين وبنكين وكل سيئ من نصفين، نجده يتلاشى في المنتخب الوطني الذي يتكون من مختلف محافظات الوطن، وفي ذلك رسالة كبيرة لكل القوى اليمنية، ولكن للاسف لا يعرفون قراءة الرسائل التي يبعثها الرياضيون.
منتخبنا الوطني حمل وما زال يحمل هموم كل اليمنيين، فقد نال نصيبه من التعب وهو يمنع من السفر جوا كحال اليمنيين المرضى، فركب البحر تارة، وشق الصحراء تارة، بل وتم حبس احد لاعبيه..أليس ذلك صورة مصغرة لحالنا جميعا؟.
المنتخب ايضا كمجموعة من اللاعبين يمثلون الشعب، فرض عليهم هذا المدرب الاثيوبي ابراهام مبراتو، وهو ليس بأجدر من مدربين وطنيين، وفي ذلك صورة طبق الأصل لتولية الأمر لغير أهله في كثير من المرافق.
ايضا منتخبا الوطني لم يخرج عن دائرة تجريب المجرب الذي اثبت فشله، وهكذا هم مسؤولونا في معظم القطاعات، والنتيجة نتائج مخيبة تزيد من آلام اليمنيين.
منتخب مشتت بين قيادة خارج البلاد ولاعبين داخلها، وبين امانة عامة تجيد فن شقلبة الامور، وتعمل ما بدا لها دون رقيب، من أعضاء اتحاد مشلول دورهم، او جمعية عمومية مسلوبة ارادتهم، وفي ذلك صورة طبق الأصل لما يحدث في البلاد.
منتخب يتم تجميعه من البيوت، نظرا لأن الدوري متوقف، والشيء الاكيد هو أن جل اللاعبين حالتهم المادية سيئة، كحال أسرهم وبقية الأسر اليمنية، ومع هذا ننتظر منهم ان يتفوقوا على كل هذه الظروف مجتمعة وعلى منافسيهم في المباريات.
ولانه منتخبنا جميعا، فسوف نشجعه ونؤازره، لا دخل لنا في من يدير دفته، وهذا هو حالنا مع وطننا ، فالمنتخب كالوطن باق، والمسيرون له كالساسة متغيرون.
منتخبنا يخوض التصفيات ضمن المستوى الثالث بحسب تصنيف الاتحاد الآسيوي حيث ستجرى القرعة يوم الاثنين، وهو نفس حال بلدنا الذي للاسف يتذيل بلدان العالم الثالث، في اشياء كثيرة ،إلا في الحروب والنكبات والأزمات فإننا نشارك في الصدارة دوما.
هل عرفتم الآن لماذا منتخبنا هو انعكاس لبلدنا ،ولاعبوه انعكاس لشعبنا، ومسيروه انعكاس لسياسيينا، ورغم ذلك ففيه ايجابية واحدة نحتاج اليها اليوم، والمتمثلة في حمل اسم وطن واحد لشعب واحد وعلم واحد…انه منتخب الوطن الواحد.