أين ضمير العالم ؟!!
أحمد يحيى الديلمي
العدوان الهمجي السافر الذي يشنه نظام آل سعود ومن تحالف معه لا يحتاج إلى شهادات أو أدلة إثبات تؤكد إجرامه وصلافته وأنه ارتكب جرائم حرب وإبادة شاملة لكل ما يتصل بمقومات الحياة والإنسان .
بمجرد نظرة واحدة للأشلاء البشرية الممزقة والمحترقة والأخرى المتفحمة جراء الضربات الجوية التي لا تتورع عن استخدام أشد القنابل فتكاً المحرم استخدامها دولياً ، هذه النظرة وحدها تمثل شاهداً حياً على جرائم الحرب والإبادة الشاملة وهو ما يؤكد بداوة المعتدين وإغراقهم في التخلف والحقد المزمن في النفوس على هذا البلد بفقر أبنائه وغناء حضارته وتعدد موروثاته وهدف المعتدين اغتيال الحياة وتشويه الإسلام في نقائه وسماحته وسمو أحكامه ، وهم مجرد مخلفات للنفايات البشرية انطلقوا من وباء جاهل أسمه الوهابية وموروثات موغلة في الحقد تستند إلى مسميات ملوثة لقتل المسلمين والعرب و استهدافهم في عقر دارهم ، تارة باسم الشرعية والتغيير الديمقراطي وأخرى باسم الجهاد عبر الجماعات الضالة والمضللة من ضعاف النفوس الذي يتم تجنيدهم باستغلال ظروفهم المعيشية يعطونهم فتات المال مقابل تزويدهم بأحدث ما أنتجته المصانع الحربية في الغرب ثمن القطعة الواحدة يكفي لإطعام المرتزق وأهله عشرات السنين .
الإشكالية أن السعودية حرفت بوصلة الحرب فأصبح المسلمين هم الأعداء ويجب قتالهم بينما اليهود أصدقاء والصهيوني حملٌ وديع يجب مراعاة مشاعره ومباركة احتلاله للأرض العربية طالما أن الفلسطيني ملعون أبن ملعون يقبل بالأسلحة القادمة من إيران دولة المجوس والروافض .
المشكلة أن هذا العدو المغرق في الجهل لم يتعظ من أول تجربة خاضها عندما إنقاد خلف الرغبة الأمريكية وأسهم في تضليل آلاف الشباب الأمي ، غُسلت عقولهم بفكر عفن وتم مدهم بالمال وسهلت لهم حصولهم على تأشيرات الذهاب إلى أفغانستان وأقامت معسكرات للتدريب والتأهيل تحت إشراف أعتى مخابرات في العالم وتقاطر الشباب المخدوعون إلى باكستان كخطوة أولى للدخول إلى أفغانستان للدفاع عن الإسلام ضد الوجود الشيوعي الملحد .
تمت الاستعانة بمخابرات أمريكا المؤمنة وسرعان ما افتضح أمر الشباب وانكشف سرهم فقد تدربوا على الإرهاب وانغمسوا في زراعة المخدرات .
معسكرات التدريب طمست عقولهم وأفئدتهم فعادوا تحت مسمى العرب الأفغان يحرفون الكلام عن مواضعه يتهمون الأمة بالجهل والحكام بالكفر ، ولم يبق سواهم مسلمين على وجه الأرض مع أنهم يبيحون المتاجرة بالحشيش والأفيون وأقدامهم تسير على أكوام الجماجم للضحايا من الأبرياء الذين طالتهم يد الإجرام ممن أمعنوا في سفك الدماء بدعوى الانتصار للدين ، ومع أن السعودية اصطلت بنيران هذه الجماعات إلا أنها لم تفق من السكرة ، وها هي تعود إلى نفس اللعبة القذرة باستقطاب آلاف الشباب وإرسالهم إلى دول عربية مطلوب تدميرها وتقويض الأنظمة الحاكمة فيها تبعاً لخطط ورغبات أمريكية أعدت سلفاً ، وكانت اليمن أحد أهدافها وتتعرض لأبشع انتقام ودمار شامل إضافة إلى العبث بأمن واستقرار اليمن بكل المسميات والوسائل . بما في ذلك التهريج باسم الإسلام . وطالما وجدت الوفرة لدى السعودية فإن للشيكات دورها في إخراس الألسنة وإصابة العيون بالعمى وأن تجبرت هذه الدولة وأهدرت الديمقراطية وحقوق الإنسان وفرضت أيديولوجية قمعية قاتلة بدعوى محاربة الإرهاب وهي نكتة سمجة تثير الضحك والبكاء معاً ، إذ كيف لمن يصنع الإرهاب أن يتصدى له . وعشرات الضحايا تحت أنقاض المنازل والمدارس والمساجد والمصانع فأين الضمير العالمي ؟!! كيف لم يتحرك وكل هذه الجرائم تجري أمام عينيه ؟َ!! هل المال يخضع النفوس ويذلها إلى هذا الحد ؟!! اللهم إنا نعوذ بك من الذل والمهانة .. والله الموفق والمعين ..