أين الدواء؟ حصار.. وسوق سوداء

مرضى القلب والسكري.. آلام في ثلاجات الصيادلة
تحقيق/رند الأديمي
مر عامان ولازالت اليمن تقع تحت وطأة الحصار الخانق ولازالت المستشفيات تستغيث من نقص المواد الضرورية..، هناك من كان الحصار سبباً أساسياً في مفارقة روحه للحياة وهناك من ينتظرون رفع الحصار عن دوائهم.، وتتنوع مظاهر الأزمة ما بين انعدام واحتكار وعدم توفر الطاقة الكهربائية لحفظ الدواء..
سعر الدواء كسعر الجرام الذهب
علي الجديري مريض يعاني منذ عشر سنوات من مرض السكري وحالياً هو وأسرته يطرقون أبواب الصيدليات بحثا عن دوائه فبعد أن كان الدواء قبل الحصار يباع بألف ريال قام التجار برفع سعره ليصل اليوم إلى 15 ألف ريال هذا والدواء لا يتواجد إلا فيها ندر.
الطريق إلى الدواء صعب وشاق
أما علي فيعاني من شحنات زائدة وبسبب انقطاع الكهرباء فهو يضطر كل يوم لأن يضع دواءه في السوبر ماركت التابع لحارته .. وفي حال حدوث حالة فجائية فإنهم يضطرون البحث ذهابا وإيابا لجلب الدواء وتهدئة أعصابه هذا ودواؤه قد انعدم مؤخراً مما اضطره للسؤال عنه في دول أخرى وجاء الرد كالتالي إن المواد الطبية وأي مواد ممنوعة منعا باتا من الدخول إلى اليمن .
دوائي أصبح دائي
مريضة أخرى تعاني من الضغط اسمها سعاد العريقي قالت: أعاني من مرض في الضغط والشرايين والأدوية التي قررها لي الطبيب لا بد من أن تحفظ في مكان بارد بدرجة حرارة صفر مئوية وبسبب انعدام الكهرباء تتلف الأدوية والخسارة تتضاعف.
بعض الصيدليات تتاجر بحياة المرضى
سعاد محيي الدين تقول: انعدم دوائي الذي كنت أشتريه بثلاثة آلاف ريال وبعد مشقة وبحث وعناء طويل وجدته في صيدلية كبيرة بعد ما أصر الصيدلي على عدم وجوده وفي حال توسلي الشديد إليه بأن يعطيني الدواء قال لي هو موجود ولا نبيعه إلا بمبلغ باهظ بسبب تهافت المرضى عليه مما جعل حالتي الصحية تزداد تدهورا.
حصار .. وسوق سوداء
من جهته أفاد الدكتور حمير الصايدي مدير مستشفى الملك التخصصي قائلاً: هناك البعض من التجار لديهم أدوية مخزنة يحاولون الاحتكار وإخفاء ما لديهم حتى يتمكنوا من بيعها في السوق السوداء..، الحصار يهدد حياة المرضى، نحن وجميع المشافي تأثرنا من الحصار المفروض على بلادنا تأثراً سلبياً ونعاني من شحة في الأدوية خاصة أدوية أمراض القلب والكلى والأمراض المزمنة والتي لم تعد متوفرة إلى جانب المستلزمات الطبية والمحاليل المخبرية حيث نفدت الكميات المخزنة لدينا وكذلك من الأسواق.
عندما يتحول الدواء إلى داء
تنوعت مظاهر أزمة الأدوية إذ تأثرت بسبب سوء التخزين وغياب الظروف الملائمة لحفظ الأدوية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي منذ بدء الأزمة كذلك تأثرت بوجود منتجات مزيفة.. هذا ما أكده الدكتور الصيدلاني، محمد الوجيه، وأضاف قائلاً: إن معظم الأدوية الموجودة لم تعد تجدي نفعاً بالقدر المنتظر منها في عملية الشفاء لتغير خواصها لأسباب كثيرة منها الرطوبة وتعرضها لأشعة الشمس وانعدام التيار الكهربائي ويستحيل أن يوفر مخزن أدوية الظروف المطلوبة للحفاظ عليها سواء بالتهوية أو بالتحكم بدرجات الحرارة أو أثناء عملية نقلها في سيارات مخصصة أصلاً لنقل البضائع العادية وليس الأدوية.

قد يعجبك ايضا