الإعلام الوطني.. مواجهة في الخندق الأول ضد العدوان

أداء واضح في تشكيل الوعي الوطني:

استطلاع / مصطفى المنتصر
رغم ما تعرضت له وسائل الإعلام الوطنية المناهضة للعدوان من استهداف مباشر وتضييق وحجب متعمد ..إلا أنها وبإمكانياتها المتواضعة قادت جبهة إعلامية وطنية استثنائية في مواجهة الأعداء وترسانتهم الإعلامية الضخمة قدمت خلالها عدداً من الشهداء وسطرت ملاحم بطولية لا تقل ضراوة عما يقدمه أبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف والبطولة.
جعل العدوان السعودي الامريكي على بلانا من وسائل الاعلام المناهضة له هدفا رئيسيا لغاراته الإجرامية ظنا منه بأن وحشيته ستحقق له أهدافه التي يحلم بتحقيقها وإسكات الإعلام الوطني الذي عرى حقيقة إجرامه الفاحش ضد أبناء الشعب اليمني العظيم حيث استهدفت غاراته الجوية مباني القنوات الفضائية (اليمن – عدن – سبأ – الإيمان) والإرسالات الإذاعية والتلفزيونية وقناتي المسيرة واليمن اليوم مما أدى الى استشهاد عدد من الإعلاميين ؛ وعمل على حجب عدد من الفضائيات على القمر نايل سات والتشويش عليها وإطلاق قنوات ومواقع الكترونية تحمل أسماء وشعارات القنوات الرسمية ووكالة سبأ للأنباء.
وبرغم المحاولات المستميتة واليائسة لإغلاق وإيقاف تلك الوسائل ليتسنى له الإمعان في قتل هذا الشعب وتدميره دون وجود من يعري قبحه ويكشف عن نواياه الدنيئة إلا أن الإعلام الوطني صمد ونهض من ركام الدمار وصّعد من وتيرة أدائه واستمر في مجابهة هذا العدوان بكل الوسائل الممكنة والمتاحة متجاوزا تلك العقبات التي حاول العدوان وضعها في طريقه فعمل على إطلاق ترددات جديدة للقنوات المحجوبة وفك التشويش المفروض عليها واستمرارية البرامج والحلقات في تلك القنوات الوطنية المستهدفة.
رغم الصعوبات
رغم الصعوبات المالية التي فاقمت من معاناة الجميع نتيجة الحصار والعدوان، إلا أن الموظفين يعملون بدون مرتبات لفترات طويلة وبعزيمة قوية دفاعا عن وطنهم، وشعبهم.
هذا ما قاله فيصل الشبيبي مدير قناة “اليمن اليوم” في بداية حديثه لـ”الثورة”، ويعتقد الشبيبي بأن الإيمان بعدالة القضية من أهم دوافع الصمود.
وتابع الشبيبي: استطاع الإعلام المحلي مواجهة الإمبراطوريات الإعلامية التي يمتلكها المعتدون وحلفاؤهم، لإيمان اليمنيين بعدالة قضيتهم، كونهم معتدى عليهم وعلى وطنهم، وليسوا معتدين، إضافة إلى انتهاج الإعلام المحلي المصداقية في تغطيته لجرائم العدوان وفضح بشاعة إجرامه في قتل وجرح الآلاف من اليمنين الأبرياء وتدمير البنية التحتية للبلد في جميع المحافظات اليمنية، ولقد كان لارتباط المشاهد اليمني بالوسائل الإعلامية المحلية دور هام ، لا سيما بعد سقوط تلك الإمبراطوريات. الاعلامية نتيجة تبنيها ما سمي بالربيع العربي في 2011م وانجرافها نحو تدمير البلدان العربية.
وبحسب مدير قناة “اليمن اليوم” فقد استطاع الإعلام اليمني المحافظة على جماهيره داخليا كونه ينقل الحقيقة المجردة، وباستمرار العدوان تظل وسائل الاعلام اليمنية في خطر وحياة العاملين فيها على المحك.
يزيد الشبيبي بالقول : “لا تزال وسائل الإعلام هدفا رئيسا لتحالف العدوان، كونها تفضح جرائمه بحق المدنيين واستهدافه للمنشآت الحكومية والخاصة ومقومات البلاد، وقدم الإعلام الوطني المناهض للعدوان عدداً من الشهداء الاعلاميين الذي نالوا شرف الشهادة وهم يؤدون واجبهم المقدس ؛ومع ذلك فجميع الإعلاميين اليمنيين يعملون تحت طائلة القصف بكل شجاعة وبسالة دفاعا عن الوطن، ولم ولن يخيفهم شيء..
معركة غير متكافئة
يقول عبد الحافظ معجب، الإعلامي في قناة الساحات، إن الإعلام الوطني وكل العاملين فيه وجدوا انفسهم في معركة غير متكافئة لأن الجميع يعرف حجم وضخامة الماكينة الإعلامية التي لدى الطرف الآخر غير أن عدالة القضية ومصداقية الإعلام الوطني والانتصارات التي يسجلها الجيش واللجان رجحت الكفة وكانت هي شوكة الميزان التي استطاعت ان تجعل الإعلام الوطني في الصدارة في الوقت الذي تتراجع فيه وسائل إعلام العدوان التي اعتمدت على التضليل وتزوير الحقائق.
وذهب إلى القول : الإعلام اليمني المواجه للعدوان يعاني من غياب التنسيق بين الوسائل الإعلامية التي أستطيع ان أصفها أن كلا يغني على ليلاه؛ ونتمنى من وزارة الإعلام تكثيف الجهود للتنسيق بين الوسائل الإعلامية وتوحيد الخط الإعلامي المقاوم وكذلك الخطاب الإعلامي مع ضرورة الاهتمام بوسائل الإعلام التي تعمل من خارج اليمن بسبب العدوان والتنسيق معها وعدم تجاهلها عندما يتعلق الأمر بالعمل المشترك.
التعاطي بمسؤولية وحرص
من جانبه يرى عبدالإله المروني الاعلامي في قناة اليمن الفضائية أن الإعلام الوطني كان له دور إيجابي وفاعل وتعاطى بمسؤولية وحرص في مواجهة أخطر عدوان تتعرض له البلاد في تاريخها الحديث والمعاصر بتصديه للماكينة الإعلامية والجيش الكبير من الإعلاميين والكتاب والصحفيين الذين قبلوا بأن يكونوا أدوات لمجرم يقتل ويدمر ويشرد ويحاصر أبناء جلدتهم ليجبرهم على الركوع له وإخضاعه للهيمنة الخارجية من قبل أمريكا وإسرائيل.
ويضيف المروني : رغم شحة الإمكانات المادية استطعنا الوقوف والثبات في الجبهة الاعلامية التي لا تقل أهمية عن جبهات القتال وكرسنا كل الجهود لفضح وتعرية العدوان وكشف حقائق اجرامه وعدوانه للمشاهد بكل صدق وشفافية ودون تضليل أو تشويه للحقيقة كما عمل ويعمل إعلام العدو الزائف. فتغلبنا بذلك وبصمود وإخلاص الشرفاء من العاملين وثباتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم المتمثلة بالدفاع عن النفس وردع العدوان وآلته الإعلامية الهائلة.
التوكل على الله
الإذاعي في اذاعة صنعاء سند الكميم يرى أيضا بأن السبب الرئيسي في نجاح الاعلام اليمني بعد التوكل على الله والرهان عليه والثقة بوعده ونصره هو إيمان كل العاملين في الإعلام الوطني المناهض للعدوان بصدق قضيتهم ومظلومية وطنهم واستشعارهم بمسؤوليتهم تجاه أرضهم ووطنهم؛ ولإيمانهم المطلق بأنهم بجانب الحق فالوطن حق والدفاع عنه حق. ومواجهة العدوان السعودي الامريكي وتحالفه أصبح فرض عين على كل مواطن يمني حتى أصبح الإعلامي ينطق ويتكلم ويكتب ويعبر بلسان كل يمني ويفتخر بإنتمائه لوطنه مدافعا ذائداً عنه.
وتابع الكميم :لنأخذ ما يحدث في جبهات العزة والشرف وميادين البسالة والبطولة خير مثال، فما يسطره المجاهدون في الجيش واللجان الشعبية وابناء القبائل من انتصارات عظيمة أبهرت العالم وأرعبت الأعداء رغم الفارق الكبير والواضح في الترسانة العسكرية مقارنة بالإمكانيات البسيطة التي يمتلكها أبطالنا الشجعان سنجد وبما لا يدع مجال للشك أن السبب في هذا النصر العظيم هو ثقة أولئك الأبطال بالله وايمانهم بنصره وعدالة قضيتهم ومظلومية وطنهم وأبنائه. فكرسوا كل قوتهم وأوقاتهم في الدفاع عن كرامة وعزة الجمهورية اليمنية وأبناء هذا الوطن.
ومضى يقول :هذا ما جعلنا نشعر كإعلاميين بأهمية ما نقوم به في رسالتنا الاعلامية وساعدنا على الصمود ومواصلة اعمالنا رغم افتقارنا لأبسط المقاومات والاستحقاقات اللازمة.
واختتم الكميم حديثه بالتأكيد للجميع بأن الإعلام الوطني سيظل شوكة في حلوق الأعداء برغم الامكانيات المتواضعة. فالوطن غالي وكرامتنا لا تفريط فيها ووفاؤنا لدماء الشهداء والجرحى سنناضل لأجله. وحريتنا واستقلالنا غاية سنحققها.

قد يعجبك ايضا