دلالات المناسبة
يمن الإيمان والحكمة يجعل من مناسبة المولد يومًا مجيدًا رغم التحديات:
كما في كل عام، وبكل حبٍّ وإعزازٍ وشوقٍ ولهفةٍ وإكرامٍ وتقديس، يحتفلُ شعبُنا يمنُ الإيمان والحكمة، يمنُ الأنصار، يمنُ الأوسِ والخزرج، يمنُ الفاتحين، بهذه المناسبة ليجعلَ منها يومًا أَغَرَّ في جبين الدهر، يومًا مجيدًا، ويومًا مشهودًا، عرفانًا بالنعمة، وشكرًا لله، واحتفاءً بخاتم الأنبياء، وتأكيدًا متجددًا للولاء، وردًّا لكل المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء في استنقاص مكانته في النفوس، وقدرِه في القلوب، بُغيةَ إبعاد الناس عن التمسك به والولاءِ له، وشعبُنا اليمني العزيزُ لم يُثنِهِ عن الاحتفال الكبير بهذه المناسبة هذا العدوانُ الغاشمُ وكل محاولات الأعداءِ المجرمين الذين يسعون في كل عام لتخويفه عن الحضور إلى ساحات الاحتفالِ بالمناسبة، من خلال جرائمِ القتل واستهداف التجمعات، بل تزيده وعيًا بأهمية المناسبة، حيث يجعل منها محطةً سنويةً لاكتسابِ الوعي، وشحذِ الهمم، واقتباسِ النور، وتعزيزِ الولاء للرسول والرسالة، والتعبئةِ المعنويةِ ضدَّ أعداءِ رسول الله، أعداءِ الحق، أعداءِ البشرية
ولهذه المناسبة العزيزة دلالاتها:
1) الابتهاج والاعتراف بمنّة الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع، الله سبحانه وتعالى يقول: }قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ{ يونس:58.
نحن كمسلمين كأمة مسلمة كمجتمع مؤمن يجب أن تكون نفوسنا متعلقة مع فضل الله، تعترف لله بعظيم نعمته، وتقدِّر نعم الله عليها، وفي مقدمة هذه النعم نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن، ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق، فمثل هذه المناسبات العزيزة الإيمانية التي لها علاقة مهمة بديننا ونستفيد منها فيما يقرِّبنا إلى الله تستحق منا الفرح والابتهاج والسرور، لقد أراد لنا أعداؤنا أن يشدُّونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الأمة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة، ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون.
2) إن إحياءَ ذكرى مولدِ النبي هو مناسبةٌ للحديثِ عن الرسولِ ومبعثِه ومنهجِه ورسالتِه، وعن واقعِ الأمة وتقييمِه، وهو أيضًا من الإشادةِ بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته، مع الشهادة بوحدانيته في الأذان والصلاة، كلَّ يومٍ وليلةٍ خمسَ مرَّات، وحينما قال }وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{ لأنه أراد أن يبقى رسولُ الله حيًّا في وُجداننا، وحاضرًا في أذهاننا، فَصِلَتُنَا بهذا النبي هي صلةٌ بالرسالة، صلةٌ بالهدى، وارتباطٌ بالمنهج الإلهي، وارتباطٌ بالرسول من موقعه في الرسالة ، هاديًا وقائدًا ومعلمًا ومربيًا وقدوةً وأسوةً، نهتدي به، ونقتدي ونتأسى به، ونتأثر به، ونتّبِعُه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك! لأنه لا نجاةَ ولا سعادةَ للبشرية إلا به، وإن أكبرَ ما جلب الشقاءَ والمعاناةَ على البشرية هو ابتعادُها عن هدى الله، ومخالفتُها لتوجيهاته.
3) التعبير عن الولاء لرسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) هذا الجانب المهم كأساس من أساسيات الإيمان لا يتم الإيمان إلاَّ به ولا يتحقق إلاَّ به. الولاء لرسول الله والإيمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والاتباع له؛ لأن الله جعله لنا هاديًا معلمًا يزكينا يعلمنا الكتاب والحكمة، وجعله لنا الأسوة والقدوة فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه ونتأثر به في مواقفنا نتحرك في الطريق نفسها التي تحرك عليها، نتفاعل طاعة عملًا التزامًا مع الرسالة التي أتى بها وهي القرآن الكريم والإسلام العظيم والتعبير عن هذا الولاء له أهميته الكبيرة؛ لأن الأعداء يحاولون أن يفكّونا فكًّا عن كل هذه الروابط العظيمة التي سنستعيد بها مجد أمتنا وعزة أمتنا وقوة أمتنا التي كانت أيام محمد.