لقي ما لا يقل عن خمسين مرتزقا مصرعهم وجرح العشرات في تفجير انتحاري استهدف تجمعا لهم أمام بوابة معسكر الصولبان بعدن.
وقتل خمسة مجندين تابعين للعدوان السعودي الأمريكي وأصيب ثلاثة آخرون، في وقت سابق أمس، بانفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق أثناء مرور دورية عسكرية بمنطقة “جعولة” شمال غرب عدن.
يأتي ذلك في إطار الصراع والتباين الواضح بين قوى العدوان وأدواته في جنوب اليمن المحتل، الأمر الذي يعكس مدى الاستهانة بدماء المغرر بهم سواءً في الداخل أو من خلال الزج بهم إلى محارق الموت في جبهات ما وراء الحدود.
الفوضى الأمنية تضرب وتعصف بمدينة عدن من جديد في توقيت يعكس مدى الاستغلال والتوظيف لدماء المجندين المرتزقة من أبناء الجنوب في التستر على جملة من الأحداث والقضايا على الساحة وفي محاولة لتنصل حكومة الخائن هادي من مسؤولية استيعاب تلك المجاميع والإيفاء بوعودها وتعهداتها وصرف ما يسمونه مستحقاتهم المالية نظرا لانخراطها في مشروع قوى الغزو والاحتلال منذ ما يقارب العامين.
وفي وضح النهار وتحت مرأى ومسمع من قوى العدوان تتكرر مثل هذه الحوادث وغالبا ما تسارع “القاعدة وداعش” إلى تبنيها، حيث سبق لهذه الأدوات، أن قتلت وجرحت المئات من المغرر بهم في عدن والعشرات منهم في هذا المعسكر بالتحديد، في وقت عمدت الفصائل والمكونات المؤيدة للعدوان إلى تمييع كل تلك الحوادث عن طريق كيل الاتهامات وتبادلها في ما بينهم كل بحسب انتمائه وولائه سواءً للمعسكر السعودي أو الإماراتي.
الدمار والخراب ورائحة الدماء والباروت لم تغادر معسكر الصولبان على مدى الأشهر الماضية دونا عن باقي الأماكن والمعسكرات والمحصلة واحدة القتل هو ما ينتظر المغرر بهم من أبناء الجنوب سواء ظلوا يترددون على المعسكرات التي تشرف عليها الإمارات في الجنوب أو انخرطوا في معسكرات السعودية للقتال في جبهات نجران وجيزان وعسير وهو ما أشار إليه وتحدث عنه أحد المرتزقة في مشاهد التسجيل المرئي الذي وزعته الاستخبارات اليمنية مؤخرا خلال رحلة الموت من عدن إلى جبهات الحدود، والذي يؤكد أن ارتباط القاعدة بالسعودية هو كارتباط الروح بالجسد، إلا أن إصدار القاعدة الأخير لعملية اقتحام معسكر الصولبان يعزز من هذا الواقع ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الصراع القائم بين معسكري العدوان السعودي والإماراتي ليس لأنه لم يأت على ذكر السعودية كدولة غازية ومعتدية شأنها كشأن دويلة الإمارات وإنما لاعتماد الأخيرة بشكل أساسي في كل مشاريعها على هذه الأدوات وعلى جماعة الإخوان التي تناصبها الإمارات العداء وذلك من أجل الحد من الهوس الإماراتي بطرح نفسها كدولة تضاهي المملكة في أهدافها وأطماعها.