“الزنداني”.. الأراجوز الذي لا ينحني للجمهور.!
د. صادق القاضي
مبدئيا-لا يوجد ما يمنع “الزنداني” من اختراع دواء للإيدز وغيره من الأمراض المستعصية!
لا يوجد أبداً ما يمنع رجل دين أن يكون عالما في الطبيعة، ومكتشف ومخترع أدوية، في المسيحية عدد كبير من رجال الدين، كهنة وقساوسة وحتى بابوات.. كانوا مخترعين ومكتشفين وعلماء طبيعة، منهم:
– نيكولاس كوبرنيكوس أول من صاغ نظرية مركزية الشمس ودوران الأرض حولها.
– غريغور يوهان مندل: أبو علم الوراثة.
– نيكولاس ستينو أب علم وصف طبقات الأرض وله اسهامات في علم التشريح.
– رينه جوت هواي مؤسس علم البلورات.
– أثانيسيوس كيرتشر مخترع المكبر.
– البابا سلفستر الثاني.
– البابا غريغوريوس الثالث عشر معروف في إصلاح واصدار التقويم الغريغوري.
– الراهب الهنغاري انويس جدليك وهو من مخترعي الدينامو والمحرك الكهربائي.
وغير هؤلاء المئات من رجال الدين المسيحيين الذين خدموا العلم والبشرية، في مختلف المجالات.
في ما يتعلق بكثير أو بعض رجال الدين المسلمين، المشكلة مختلفة للغاية، فهم إما أن يحاربوا كل النظريات والحقائق والقرائن العلمية التي توهموا أنها تتعارض مع الدين، ككروية الأرض، ونظرية التطور والنشوء، وتفسير بداية الكون..!
أو يضطرون أمام الانجازات العلمية الباهرة إلى التعلق بها، وافتراض أنها معلومة موجودة في الدين مسبقاً، ومدسوسة في آيات وأحاديث نبوية، ودون أن يقدموا للعلم شيئا.. !!
في ما يتعلق بالزنداني، ليست المصادفة وحدها هي من اختارت هذا الرجل، ليكون هو “ورئيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة”، في مكة المكرمة، فالرجل مؤهل تماما ليلعب هذا الدور، من بين أدوار أخرى، فهو رجل دين وسياسي وتاجر وزعيم شعبي، وواعظ وأكاديمي ومخترع وعالم طب وفيزياء وكيمياء وفلك واقتصاد.. “وهو على كل شيء خطير” ..!
هذا الشيخ تجاوز الادعاء النظري بسبق الإعجاز الديني للمكتشفات الحديثة، إلى اختراع أدوية لأمراض لم يتمكن الطب الحديث بعد من معالجتها تماما، كمرض الإيدز والكبد الوبائي، قال إنه اكتشف وصفة طبية لعلاج هذه الأمراض المستعصية في حديث نبوي شريف، حرص على سريته وسرية الوصفة المباركة، بحجة أن اختراعه عرضة للسرقة، وانطلق يعالج مصابين بالإيدز بخلطة لا أحد يدري ما مكوناتها.!
كان على وزارة الصحة اليمنية أن تحذره من جريمة اتخاذ البشر فئران تجارب لأدويته المجهولة، وعندما فعلت ذلك في 2006م، اعتبر الشيخ تحذير وزارة الصحة تدخلا مرفوضا في الدين، بل “عدوان على سنة رسول الله، التي تقول تداووا عباد الله. وذهب يهدد الوزير قائلاً: سأخبر الشعب اليمني بذلك”.!
لاحقاً صرحت وزارة الصحة السعودية أن المصابين بالإيدز الذين عالجهم الزنداني بوصفته المباركة لا يرجى شفاؤهم، لكنه لم يجرؤ على التحريض عليهم، وواصل استعراضاته المثيرة، وبين فينة وأخرى يقوم بإبهار الجماهير واستقطاب الأضواء، بكفاءة رجل سيرك قدير، فيخرج من عمامته الشجاع الأقرع وعذاب القبر، ويخبئ في جيبه الفلك، ويدس أنفه بين قنينات الكيمياء، ويقوِّل علماء الفيزياء.. ولا ينحني للجمهور في نهاية العرض.!