حكومة الإنقاذ .. العمل من الصفر
محمد غبسي
وجود حكومة أمر جيد ولا بد من التفاؤل للخروج من تحت الأنقاض وتفقد أحوال المواطنين وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم في مواجهة العدوان والحصار الذي فرضته علينا قوى التخلف والإرهاب.
وجود حكومة أمر هام للغاية للحد من تدهور الوضع الاقتصادي والسهر على إيجاد وتثبيت إيرادات كافة مؤسسات الدولة وضمان استمرار الحياة ولو بالحد الأدنى، وهذه هي غاية الشعب اليمني العظيم الذي سطر أروع وأكبر ملاحم الصبر والصمود في مواجهة أحدث آلات القتل العالمية.
وجود حكومة إنقاذ علاج لا بد منه طالما أننا نبحث عمن يخلصنا من مشاكل السنين وويلات النخب السابقة وعذاب الجيران ووضع حد لنيرانهم التي أحرقت الشجر والبشر والحجر.
وجود حكومة يمنية محصنة شعبياً هو الأمر الذي تلقينا بسببه كميات الحقد السعودية والخليجية والعربية، وقد مثلت رغبة اليمنيين ومحاولاتهم منذ عدة سنوات بامتلاك قرارهم السياسي واغلاق الملعب في وجه بني بعير وأصابع الغرب انقلاباً على مصالحهم التي كانت قائمة على التدخل في شؤون بلادنا وفرض بعض القرارات والشخصيات التي تخدمها على حساب عيش وأمن وطموح المواطن اليمني.
وجود حكومة مثل ما نسبته 90% تقريباً من مطالب الشعب خلال عامين، ولهذا يجب علينا تسهيل عملها وإعطاؤها الفرصة المعقولة لإثبات كفاءتها ووطنيتها واحترام جهودها التي ستبدأ من الصفر بالتأكيد، فهي لن تستلم خزائن قارون ولن تفتتح مشاريع من يوم غد، بل ستبدأ من الصفر كمن يبدأ ببيع المناديل في أي شارع وكله طموح لإعالة أسرته وجمع ثروة تمكنه من بناء مصنع متكامل يمنحه وأسرته الاستقرار المطلوب لعقود من الزمن.
حكومة الإنقاذ لن تنقذنا بلمسة سحرية فأمامها من الصعاب والتحديات ما يستحق منا أن نكون عوناً لها في تأدية عملها بالمستوى الذي يحقق تطلعاتنا، كناشطين واعلاميين وحقوقيين وجب علينا القليل من الهدوء على الأقل في الأشهر القادمة كي ينعكس على أداء الحكومة التي ننشد منها إحلال الأمن والسلام في ربوع الوطن .
إذا استمررنا في انتقاد كل ما لدينا فإننا نحكم على أنفسنا بالخسارة والسقوط مرة أخرى أمام خصم لا يحارب أصلاً بقدر ما يستفيد من تشكيكنا بأنفسنا وقدراتنا وكوادرنا وانشغالنا في تفتيش ملفات بعضنا البعض بحثاً عن أخطاء سياسية أو دينية أو ثقافية لكي نتصدر مواقع الأخبار والنميمة الخليجية، يجب أن تبدو جراحنا عضلات بارزة في عيون الأعداء وأن يتلاشى الأنين حتى نتمكن من انتزاع ابتسامة كبيرة بحجم اليمن، ألا وهي ابتسامة النصر.
وسلامتكم