استطلاع/ وائل شرحة –
شهدت محافظات الجمهورية الأسبوع الماضي العديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية نفذتها الإدارة العامة لشرطة السير بمناسبة أسبوع المرور العربي تحت شعار” سلامتي مسؤوليتي ” وشملت الفعاليات زيارات ميدانية لعديد من الجهات والقطاعات والجامعات والمدارس, بالإضافة إلى توزيع البروشورات والملصقات في بعض شوارع الجمهورية..
(الثورة) استطلعت اراء مختصين حول كيف يمكن تطبيق شعار “سلامتي مسؤوليتي” على أرض الواقع وخرجت بالحصيلة التالية :
أوضح رئيس أكاديمية الشرطة اللواء الدكتور/علي الشرفي أن شعار “سلامتي مسؤوليتي” يؤكد لكل سائق مركبة أن سلامته وسلامة غيره من المواطنين سواء المتواجدين في المركبة أو المشاة تقع على عاتقه لأنه المسئول الأول عن وقوع أي حادث مروري, مشيراٍ إلى أنه على السائقين أن يحسنوا العناية والحذر أثناء القيادة, وعليهم الاستشعار بالمسؤولية أثناء استخدامهم الطريق من أجل تحقيق الشعار على أرض الواقع.. منوهاٍ بأن رجال شرطة السير مدركون معنى الشعار وأهمية تحقيقه على أرض الواقع.
ويعتقد الشرفي أن إعادة صيانة خطوط السير الطويلة والمنحدرات الضيقة وتوسيعها بالإضافة إلى إقامة الجسور والإنفاق بمواصفات ومقاييس علمية, ستساهم في التقليل من الحوادث المرورية التي تؤدي إلى وفاة وإصابة الكثير, وشدد في نفس الوقت على ضرورة تأهيل وتدريب منتسبي الإدارة العامة لشرطة السير, وتوعيتهم بالشكل المناسب من أجل تحسين أدائهم أثناء قيامهم بواجبهم سواء من كانوا في الشوارع أو الإدارات, بالإضافة إلى إعطائهم حقوق كافية تضمن لهم العيش الكريم لهم ولأسرهم.
من جانبه تحدث نائب مدير عام شرطة السير العقيد/ عبد الرزاق علي المؤيد حول كيف يمكن تحقيق الشعار على أرض الواقع قائلاٍ: لا تستطيع الإدارة العامة وكافة فروعها بالمحافظات تحقيق شعار أسبوع المرور العربي “سلامتي مسؤوليتي” مهما بلغت جهود أفرادها في نشر التوعية ما لم يتكاتف بالدرجة الأولى المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته في إطار واحد يهدف إلى تحقيق هذا الشعار الذي سيساهم تحقيقه في التقليل من الحوادث المرورية, بالإضافة إلى استمرار التوعية الإرشادية من قبل جميع وسائل الإعلام المختلفة.
ونوه بأن تفعيل المجلس الأعلى للمرور بقرار مجلس الوزراء والذي يضم عدداٍ من الجهات الرسمية والمعنية بسلامة المواطنين ومنها وزارة الداخلية والصحة والأشغال العامة والطرق, وكذلك وزارتي الإعلام والتربية والتعليم, بالإضافة إلى المجالس المحلية بالمحافظات, سيحل الكثير من أسباب الحوادث المرورية, وذلك يأتي بعد التوعية المستمرة لإنجاحه .
وأشار المؤيد في ختام توضحيه إلى أن هناك لجنة بقيادته من رجال شرطة السير قامت بالنزول الميداني إلى عدد من الطرق الطويلة التي ترتفع فيها نسبة الحوادث ومنها الأمانة و صنعاء وإب وتعز ولحج و عدن والحديدة,.. وأن اللجنة رفعت دراسة تحث صندوق صيانة الطرق على معالجة كل الأسباب التي تنتج عنها حوادث مرورية في الطرق التي شملها نزول اللجنة.
بينما يرى العقيد عبدالغني الوجيه -مدير عام شرطة السير بأمانة العاصمة سابقاٍ: أن أسبوع المرور العربي لا يكفي لتحقيق شعار “سلامتي مسؤوليتي” على أرض الواقع مهما بلغت جهود رجال المرور في توزيع البرشورات وإلقاء المحاضرات في الجامعات والمعاهد والمدارس.. مشيراٍ إلى أن تحقيق الشعار يتطلب عملاٍ جماعياٍ من الجهات ذات الاختصاص وأهمها وسائل الإعلام وذلك من خلال نشر صور أبرز الحوادث “صعبة المشاهدة” بشكل مستمر, بالإضافة إلى إعادة صيانة الطرق التي ترتفع فيها نسبة الحوادث وحسب ما تشير إليه التقارير الأسبوعية أو الشهرية للإدارة العامة لشرطة السير.
وحمل العقيد الوجيه وزارة الأشغال العامة صيانة تلك الطرق توفير إرشادات الأمن والسلامة التي لها دور كبير في تحقيق هذا الشعار, مطالباٍ أيضاٍ بتوفير طائرات مروحية وعربات إسعافية في الخطوط الطويلة والمنحدرات الخطيرة, لتقديم الخدمة الطبية اللازمة وإسعاف مصابي الحوادث المرورية إلى مستشفيات ذات كفاءة عالية وهي المهام التي تقع على عاتق وزارة الصحة.
وحسب قول الوجيه فإن واجب رجال المرور يتمثل في تنظيم السير بدرجة أساسية بينما التوعية بجزء بسيط لأن التوعية واجبة على الجميع, مختتماٍ حديثة بتوجيه رسالة إلى كل رجال شرطة السير مفادها بأن يكونوا قدوة للآخرين في أخلاقهم وتعاملاتهم, لأنه لا يمكن أن يتقبل منهم الآخرون شعارات التوعية ما لم يقتنعوا بأن رجال المرور يعملون من أجل سلامتهم.
من جانب آخر طالب مدير إدارة الوفيات بسبب الإصابة في إدارة الطوارئ بوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور أوسان غازي بإعادة النظر في قانون شرطة السير لأنه حسب قوله لا يشمل كافة بنود السلامة, إذ لم يذكر فيه قانون يلزم جميع راكبي المركبات باستخدام حزام الأمان ومنع استخدام الهاتف أثناء القيادة, وغيرها من أدوات وإرشادات الأمن والسلامة التي لا تزال مشاريع وقرارات لدى الإدارة العامة لشرطة السير.. مؤكداٍ بأن إضافة هذه البنود وغيرها إلى القانون مع إلزام السائقين والركاب بتطبيقها سيساهم في تحقيق الشعار الذي بتحقيقه سيتم الحفاظ على أرواح وأملاك المواطنين.
وأوضح أنه يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم دور كبير في توعية الطلاب لإنشاء جيل جديد يعي قواعد السير وكذلك تحديد معايير حمولة المركبات من قبل وزارة النقل وذلك من الأمور التي ستساهم في تحقيق الشعار, وفضلاْ عن منع دخول أي مركبة إلى اليمن غير مطابقة لجودة المواصفات والمقاييس من قبل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس.
وحول المسئولية التي تقع على وزارة الصحة قال الدكتور غازي : يقع على عاتق وزارة الصحة والسكان مهام كبيرة, تتمثل في ثلاث نواحُ, أولاٍ تثقيف وتوعية المجتمع حول مخاطر حوادث السير, ثانياٍ عملية الإسعاف من مكان الحادث إلى المستشفى, واتخاذ الإجراءات الإسعافية اللازمة, وآخر خطوة من مهام الوزارة هي التأهيل البدني الطبيعي للمصاب حتى لا يمكث عالة على أسرته والمجتمع نتيجة إعاقة.