الأذلاء
محمد علي القاسمي
كلمة ذليل في المعاجم اللغوية تعني الضعف والهوان والخضوع والمهانة وجمع ذليل أذلاء أو أذلة، والذل بهذا المعنى جريمة كبرى يرتكبها الإنسان حيث يخون وطنه ويركع أمام سلطانه من أجل المال ويدعي حب الوطن فلا وصف له إلا وصف المنافق.
إن سلوك الذليل تجاه الوطن وبيع سلوكه لأجل المال والجاه والسلطان فظاعة لأنه إهانة بالغة واستصغار شنيع حيث كرم الله الإنسان في كتابه وخلقه وحبه لوطنه في قوله تعالى (ولله العزة ولرسوله ) صدق الله العظيم
وفي الأثر حياة الذليل شقاء وتعاسة لأنه فقد أهم شيء في حياته وهو الكرامة فمهما عمل فهو منبوذ ومرفوض وهذا حاصل بأصحاب الشرعية في فنادق الرياض وينظر إليهم على أنه من سقط المتاع حيث يقول الشاعر
وما للمرء خير في حياة ….. إذا ما عد من سقط المتاع
وما القيمة إذا الإنسان فقد كرامته، فإنها موت واستحقار للعيش بدون كرامته كما قال عنترة
لا تسقني ماء الحياة بذلة ……. بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ ,
فهنا الأعزاء هم من يقاتلون دفاعاً عن وطنهم وكرامتهم وأرضهم ويقاتلون الأذلاء من الداخل والخارج وعلى الحدود اليمنية
فالذليل تعود أن يعتمد اعتمدا كاملاً على سيده ورضي- كما كتب أحد الكتاب- أن يكون حذاء في قدم ظالم ومعتد على وطنه ورافضاً أن يكون في راية وطنه ومحبي أرضه من الأعزاء ,
ويتوهم بأن حذاء الظالم تعلو فوق كل شيء ونسي بأن هامات العدل تمسح بها ظلم الطغاة
ويتساهل أن الركوع مع دولة الشر وينسى بأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة وإن الباطل هو غبار يعلو فوق الرؤوس ثم لا يلبث أن يسقط تحت الأقدام.
ولكن الأذلاء رضوا أن يكونوا عبيداً لدولة الشر والظلم، وخفضوا جباههم لبشر ونسوا الله والوطن وهم منبوذون..
فالحال من فقد كرامته وخان وطنه وباعة فهو من الأذلاء ..فالعبرة من هؤلاء والنصر لليمن والعزة لله ولرسوله والشعب اليمن .