الثورة/وكالات
كشفت العديد من المنظمات الدولية والجهات المسؤولة في وقت سابق عن استخدام التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق للأسلحة الكيماوية بشكل مستمر، دون أن تتعرض هذه التنظيمات لأي مساءلة من قبل أمريكا ودولها الحليفة.
حيث فضح تحقيق قام به مركز التحليل البريطاني “إي آتش إس”، المتخصص في مراقبة الصراعات وجمع المعلومات الاستخباراتية، عن استخدام تنظيم “داعش” الإرهابي للسلاح الكيماوي، من قبيل غاز الكلور وغاز الخردل، 71 مرّة في سورية والعراق منذ العام 2014.
وأوضحت نتائج هذا التحقيق بعد توثيق اعترافات لعناصر من تنظيم “داعش”، نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تنفيذ إرهابيي داعش 52 هجوماً بالسلاح الكيماوي، بينها 19 في مدينة الموصل العراقية ومحيطها.
وعلى الرغم من تأكيد المتحدّث العسكري الأمريكي في العراق الكولونيل “جون دوريان” في رسالة إلكترونية، أن تنظيم داعش استخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا والعراق سابقاً، وتوقعّه مواصلة استعمال هذا النوع من الأسلحة، وربما من قبل التنظيمات الأخرى كجبهة النصرة وجيش الإسلام الإرهابيين، إلا أنّ دول التحالف الأمريكية لا تزال تقدم دعمها المالي والتسليحي للمسلحين في سوريا.
وفي هذا الإطار حذّر المحلل البارز ورئيس مركز “أي آتش إس”، كولومب ستارك، من أنه مع تواصل الهزائم التي تلاحق تنظيم “داعش” وخسارته لمناطق في العراق، فإن هناك خطراً كبيراً باستخدامه الأسلحة الكيماوية من أجل إبطاء تقدّم وإرباك القوات العراقية. وتابع: الموصل كانت مركزاً لداعش لإنتاج الأسلحة الكيماوية غير أنه من المرجّح أنه أجلى أغلبية المعدات والخبراء مع قوافل تقل متزعمين بارزين في التنظيم وعائلاتهم إلى سورية.
لاسيما وأن الأنظمة الحاكمة في السعودية وقطر وتركيا لا تزال مصرّة على تقديم مختلف أنواع الأسلحة والأموال للإرهابيين في سورية بمباركة واشنطن ومساعدتها.
سوابق كيماوية للتكفيريين في سوريا
وفي حال أعدنا للأذهان سوابق جرائم المسلحين الكيماوية في سوريا، لابد لنا من استحضار استخدام التكفيريين للكيماوي في محافظة حلب السورية بخان العسل في مارس 2013، ضد الجيش السوري وبعدها في غوطة دمشق شهر أغسطس من نفس العام، ليليها بعد ذلك أيضا أنباء حول حصول المسلحين على مثل هذه الأسلحة المدمرّة.
وفيما أقرّ خبراء في الأسلحة الكيماوية منذ عدّة أيام في تقرير، بأن أشخاصا في سوريا ربما تعرضوا لغاز “السارين” أو لـ “مادة مشابهة” من خلال قذائف أطلقت من مناطق سيطرة المسلحين.
وفي السياق نفسه، أشارت موسكو في وقت سابق إلى أن الغرب يرفض توسيع تفويض منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي حققت بحوادث استخدامها في سوريا، ليشمل العراق، وذلك بسبب وقوفه ضد دمشق.
وحقق فريق من الخبراء بالأسلحة الكيماوية في 11 حادثة بلّغت عنها حكومة دمشق وتتعلق باستخدام مواد كيماوية سامة من قبل المسلحين. إلا أنها لم تأخذ هذه الشكاوى بشكل جدي.
يذكر أن الدولة السورية لاتمتلك أي سلاح كيماوي، بعد أن سلّمت ترسانتها بالكامل الى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي قامت بتدميرها فيما بعد.
الكيماوي الاسرائيلي ضد الجيش السوري في درعا
ولا ينسى المتابعون فضيحة مقاطع الفيديو التي كشفت عن تورّط المجموعات الارهابية الى جانب الكيان الإسرائيلي، باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد الجيش السوري خلال معركة تل الجابية في مدينة نوى، بريف درعا.
كما لن يغفل الرأي العام الدولي، عن استخدام التنظيمات الارهابية للأسلحة الكيماوية على مواقع الجيش السوري والدفاع الوطني جنوب غرب حلب. حيث تم قصف مواقع للجيش السوري في منطقة أكاديمية الأسد بصواريخ يدوية الصنع محملة بغازات سامة.
وحتى الأكراد لم يسلموا من هجمات الإرهابيين الكيماوية، حيث أبلغ خلال هذا العام مصدر كردي، أن إرهابيي “داعش” شنّوا هجوما بالأسلحة الكيماوية على قريتي حربل وأم حوش، شمال حلب، ما أسفر عن تسمم 8 أشخاص. وقال الأطباء في مستشفى عفرين، إلى حيث تم نقل المصابين، إنهم فقدوا وعيهم بعد ساعتين من الهجوم. وأشار الأطباء إلى ظهور آثار المواد الكيميائية السامة على أجساد المصابين.
آخر هجمات المسلحين الكيماوية وثقتها روسيا
وكانت قد وثّقت وزارة الدفاع الروسية استخدام المسلحين أسلحة كيماوية في حلب، بحسب ما ذكره اللواء “إيغور كوناشينكوف”. حيث أوضح أن تحليل 9 عينات مأخوذة في حي 1070 شقّة جنوب غربي حلب، أثبت شنّ المسلحين هجمات باستخدام غاز الكلور والفسفور الأبيض.
وعلى الرغم من كل ما أوردناه سابقا، لم تلبّ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الدعوات الروسية والسورية لإرسال خبرائها إلى حلب، للتحقيق في هذه الحوادث المريبة، علما بأن السلطات السورية تعاونت بشكل تام مع كل متطلبات التحقيق الذي أجرته لجان دولية منذ العام 2014 وحتى الآن، وقدمت لها كل التسهيلات اللازمة لإجراء تحقيقات ذات مصداقية.